لا يتخلفون عن زيارة المغرب في الصيف. حضورهم يبث الكثير من الحيوية في الاقتصاد الوطني، بما توفر لديهم من نقد أجنبي. ولم تتراجع تحويلات المغتربين المغاربة في سنوات الأزمة التي مست أوروبا، مقصدهم الأول، ولم تنقص ودائعهم في مصارف المملكة.
ودأبت السلطات المغربية على الاستعداد لاستقبال المغتربين الذين يحلون بالمملكة في الصيف، خاصة من البلدان الأوروبية المجاورة، حيث أطلق المغرب في الخامس من يونيو/حزيران الماضي، عملية "مرحبا" التي تهم استقبال المغتربين المغاربة، خاصة المقيمين منهم بأوروبا.
وتستغرق تلك العملية من يونيو/حزيران إلى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، حيث تسعى جميع الإدارات الحكومية لتوفير خدمات تستجيب لانتظارات المغتربين العائدين.
ويراد من تلك العملية التي تنطلق في فترة الصيف، بشكل خاص، ضمان سهولة عبور المغتربين إلى المملكة وتيسير إجراءات العبور، إذ تجهز السلطات المختصة أماكن الاستقبال وتعد أماكن أخرى للاستراحة، كما تدعم الموارد البشرية التي تتولى الإشراف على العملية.
وجرى في العام الحالي تسخير نحو 350 مساعداً اجتماعيّاً و90 طبيبا وممرضا، في الموانئ والمطارات وأماكن الاستراحة.
ويحل المغتربون بالمغرب في الصيف من بلدان الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا.
وعرفت تلك البلدان هجرة المغاربة بشكل مكثف إليها منذ خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تبدأ موجات هجرات جديدة نحو أميركا والخليج.
ويعوّل المغرب كثيرًا على مساهمة المغتربين المغاربة في الاقتصاد الوطني، الذين يصنفهم ضمن السياح في بيانات المكتب الوطني للسياحة.
وفي الصيف الماضي، زار المغرب، حسب الجمارك، قرابة 2.6 مليون مغترب من بين أكثر من خمسة ملايين يوجدون في بلدان المهجر، كما وصل عدد المغتربين الذين زاروا المغرب في العام الماضي إلى 5.22 ملايين، مقابل 5.10 ملايين من السياح الأجانب.
وبلغت تحويلات المغتربين المغربية إلى غاية أيار/مايو الماضي إلى 2.44 مليار دولار، مرتفعة بنسبة 0.3 في المائة، حسب مكتب الصرف.
ولم تكف تحويلات أولئك المغتربين إلى المملكة عن الارتفاع في الأعوام الأخيرة، لتصل إلى 6.25 مليارات دولار في 2016، حيث تعد تلك التحويلات ثاني رافد لرصيد النقد الأجنبي بعد إيرادات السياحية، وفق بيانات مكتب الصرف في العام الماضي.
ويأتي توافد المغتربين على المملكة في سياق متسم بتراجع رصيد النقد الأجنبي إلى21 مليار دولار، كما أعلن المركزي المغربي عن ذلك أول من أمس، الإثنين.
ويتوقع الاقتصادي، إدريس الفينا، أن تنتعش تلك التحويلات بعد حلول المغتربين في الصيف الحالي ببلدهم، ما سينعكس إيجاباً على رصيد النقد الأجنبي.
وتلعب تحويلات المغتربين دورًا مهما في توفير إيرادات لمواجهة تكاليف الحياة اليومية في بعض المناطق الفقيرة، حيث يوجد ذووهم.
وكانت دراسة، أنجزت حول المغتربين، قد أشارت إلى أن حوالى 75% من تحويلاتهم توجه لذوي المغتربين الذي يقيمون بالمغرب.
ويغذي المغتربون الودائع لدى المصارف المحلية، حيث يساهمون بـ 9 مليارات دولار، من بينها 60% من الودائع لأجل.
ولا تكف المصارف عن التنافس من أجل استقطاب ودائع المغتربين، وهو تنافس يظهر عبر إقامة فروع في البلدان التي يقيمون بها.
ويتوقع عمر بلحاج، المقاول في قطاع البناء، أن يؤدي حلول المغتربين بالمملكة في الصيف الحالي إلى إنعاش قطاع العقارات، مشيرا إلى أن المغتربين يحرصون على شراء شقق بالمملكة، وإن كان إقبالهم على ذلك قد تراجعت وتيرته في الأعوام الأخيرة.
وتعوّل العديد من المناطق السياحية وغير السياحية على حلول المغتربين بها، من أجل إنعاش النشاط الاقتصادي والتجاري بها.
ويساهم المغتربون في إنعاش سوق الصناعة التقليدية، فقد كشفت دراسة حديثة أنهم أنفقوا 375 مليون دولار على منتجات هذا القطاع في 2015.
وتسجل صناعة السياحة في المغرب منذ سنوات، قصة نجاح في شمال أفريقيا، خصوصا أن البلاد ما تزال تحافظ على أعداد سياحتها السنوية.
ويزور البلاد سنوياً نحو 10 ملايين سائح، فضلاً عن كونها الدولة الوحيدة بالمنطقة التي كانت سياحتها الأقل تأثراً نتيجة الأحداث الجيوسياسية.
وساهم المغتربون المغاربة بنحو نصف عدد السياح الذين زاروا المغرب في العام 2016. واستقبل المغرب 10.33 ملايين سائح في العام الماضي، بارتفاع بلغت نسبته 1.5%، مقارنة مع عام 2015، حسب بيانات المكتب الوطني المغربي للسياحة.
اقــرأ أيضاً
ودأبت السلطات المغربية على الاستعداد لاستقبال المغتربين الذين يحلون بالمملكة في الصيف، خاصة من البلدان الأوروبية المجاورة، حيث أطلق المغرب في الخامس من يونيو/حزيران الماضي، عملية "مرحبا" التي تهم استقبال المغتربين المغاربة، خاصة المقيمين منهم بأوروبا.
وتستغرق تلك العملية من يونيو/حزيران إلى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، حيث تسعى جميع الإدارات الحكومية لتوفير خدمات تستجيب لانتظارات المغتربين العائدين.
ويراد من تلك العملية التي تنطلق في فترة الصيف، بشكل خاص، ضمان سهولة عبور المغتربين إلى المملكة وتيسير إجراءات العبور، إذ تجهز السلطات المختصة أماكن الاستقبال وتعد أماكن أخرى للاستراحة، كما تدعم الموارد البشرية التي تتولى الإشراف على العملية.
وجرى في العام الحالي تسخير نحو 350 مساعداً اجتماعيّاً و90 طبيبا وممرضا، في الموانئ والمطارات وأماكن الاستراحة.
ويحل المغتربون بالمغرب في الصيف من بلدان الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا.
وعرفت تلك البلدان هجرة المغاربة بشكل مكثف إليها منذ خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تبدأ موجات هجرات جديدة نحو أميركا والخليج.
ويعوّل المغرب كثيرًا على مساهمة المغتربين المغاربة في الاقتصاد الوطني، الذين يصنفهم ضمن السياح في بيانات المكتب الوطني للسياحة.
وفي الصيف الماضي، زار المغرب، حسب الجمارك، قرابة 2.6 مليون مغترب من بين أكثر من خمسة ملايين يوجدون في بلدان المهجر، كما وصل عدد المغتربين الذين زاروا المغرب في العام الماضي إلى 5.22 ملايين، مقابل 5.10 ملايين من السياح الأجانب.
وبلغت تحويلات المغتربين المغربية إلى غاية أيار/مايو الماضي إلى 2.44 مليار دولار، مرتفعة بنسبة 0.3 في المائة، حسب مكتب الصرف.
ولم تكف تحويلات أولئك المغتربين إلى المملكة عن الارتفاع في الأعوام الأخيرة، لتصل إلى 6.25 مليارات دولار في 2016، حيث تعد تلك التحويلات ثاني رافد لرصيد النقد الأجنبي بعد إيرادات السياحية، وفق بيانات مكتب الصرف في العام الماضي.
ويأتي توافد المغتربين على المملكة في سياق متسم بتراجع رصيد النقد الأجنبي إلى21 مليار دولار، كما أعلن المركزي المغربي عن ذلك أول من أمس، الإثنين.
ويتوقع الاقتصادي، إدريس الفينا، أن تنتعش تلك التحويلات بعد حلول المغتربين في الصيف الحالي ببلدهم، ما سينعكس إيجاباً على رصيد النقد الأجنبي.
وتلعب تحويلات المغتربين دورًا مهما في توفير إيرادات لمواجهة تكاليف الحياة اليومية في بعض المناطق الفقيرة، حيث يوجد ذووهم.
وكانت دراسة، أنجزت حول المغتربين، قد أشارت إلى أن حوالى 75% من تحويلاتهم توجه لذوي المغتربين الذي يقيمون بالمغرب.
ويغذي المغتربون الودائع لدى المصارف المحلية، حيث يساهمون بـ 9 مليارات دولار، من بينها 60% من الودائع لأجل.
ولا تكف المصارف عن التنافس من أجل استقطاب ودائع المغتربين، وهو تنافس يظهر عبر إقامة فروع في البلدان التي يقيمون بها.
ويتوقع عمر بلحاج، المقاول في قطاع البناء، أن يؤدي حلول المغتربين بالمملكة في الصيف الحالي إلى إنعاش قطاع العقارات، مشيرا إلى أن المغتربين يحرصون على شراء شقق بالمملكة، وإن كان إقبالهم على ذلك قد تراجعت وتيرته في الأعوام الأخيرة.
وتعوّل العديد من المناطق السياحية وغير السياحية على حلول المغتربين بها، من أجل إنعاش النشاط الاقتصادي والتجاري بها.
ويساهم المغتربون في إنعاش سوق الصناعة التقليدية، فقد كشفت دراسة حديثة أنهم أنفقوا 375 مليون دولار على منتجات هذا القطاع في 2015.
وتسجل صناعة السياحة في المغرب منذ سنوات، قصة نجاح في شمال أفريقيا، خصوصا أن البلاد ما تزال تحافظ على أعداد سياحتها السنوية.
ويزور البلاد سنوياً نحو 10 ملايين سائح، فضلاً عن كونها الدولة الوحيدة بالمنطقة التي كانت سياحتها الأقل تأثراً نتيجة الأحداث الجيوسياسية.
وساهم المغتربون المغاربة بنحو نصف عدد السياح الذين زاروا المغرب في العام 2016. واستقبل المغرب 10.33 ملايين سائح في العام الماضي، بارتفاع بلغت نسبته 1.5%، مقارنة مع عام 2015، حسب بيانات المكتب الوطني المغربي للسياحة.