رفضت الحكومة المغربية، اليوم الثلاثاء، التهم الموجهّة إليها بالتطبيع مع إسرائيل، على خلفية استقبال مدينة مراكش، جنوب البلاد، لوفد إسرائيلي يشارك في مؤتمر التغيرات المناخية "كوب 22"، والذي عقد أمس، مؤكدة أن المغرب منخرط في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الحالية صلاح الدين مزوار في ندوة صحافية، إن "مؤتمر التغيرات المناخية هو لقاء متعدد الأطراف، يجمع العديد من البلدان المنضوية تحت لواء منظمة الأمم المتحدة، وإسرائيل إحدى هذه الدول".
وأوضح المسؤول المغربي، والذي يترأس مؤتمر المناخ، رداً على سؤال يتعلق بالجدل الذي خلقه حضور وفد إسرائيلي إلى المؤتمر، بأن "معركة التصدي لتغيرات المناخ الخطيرة تهم جميع الإنسانية على وجه الكرة الأرضية، وتنخرط فيها جميع حكومات العالم".
وشدد مزوار على أن فلسطين بدورها حاضرة في مؤتمر التغيرات المناخية، وبأن "المملكة كانت من المدافعين الأوائل عن حق فلسطين في أن تكون لها دولة مستقلة، وبأن تكون عضواً ملاحظاً في إطار منظمة الأمم المتحدة"، مردفاً بالقول إن "المغرب غير مستعد لتلقي الدروس من أحد"، وفق تعبيره.
وبخصوص سياق استقبال وفد يمثل إسرائيل في قمة المناخ بمراكش، أكد مزوار أن "هذا المؤتمر ينظم من طرف منظمة الأمم المتحدة، والمغرب مجرد بلد مستقبل لهذا الحدث، وبالتالي يتعين عليه الإذعان لمقتضيات المنظمة الأممية التي تستوجب من البلد المضيف استقبال جميع الضيوف، أعضاء الأمم المتحدة".
واستطرد المسؤول المغربي بأنه لا توجد "سياسة" في هذا الموضوع، وبأن من يريد استغلال حضور الوفد الإسرائيلي إلى مؤتمر التغيرات المناخية يتعين عليه أن "يخضع لصوت المنطق، ولا يعمد إلى إثارة مواضيع سياسوية تخلط بين حضور وفد بلد عضو بالأمم المتحدة وبين تهمة التطبيع مع إسرائيل".
ولفت مزوار إلى أنه "لا يمكن لأحد أن يزايد على مجهودات المملكة من أجل الدفاع عن الحقوق المشروعة لدولة فلسطين"، مشيراً إلى أن "هذا ليس كلام تصريحات تلقى فقط أمام وسائل الإعلام، وإنما أيضا في الواقع العملي، بدليل ما يقوم به العاهل المغربي كرئيس للجنة القدس الشريف".
يذكر أن خبر وجود الوفد الإسرائيلي في أعمال مؤتمر المناخ بمراكش، والذي يحضره خبراء في البيئة والمناخ، تلقته العديد من المنظمات الحقوقية المنضوية تحت لواء "الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان" بكثير من الاستهجان، واعتبرت رفرفة العلم الإسرائيلي على أرض المغرب "قمة الاستفزاز للشعب المغربي، وتطبيعاً مكشوفاً بعدما كان يتخذ أشكالاً ملتوية".
وأورد الائتلاف، ضمن بيان وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، بأن استضافة "ممثلي الكيان الصهيوني بالمغرب، ورفع علمه فوق أرض بلدنا يتعارض مع قيم ومبادئ حقوق الإنسان الكونية، ويعد تحديا سافرا لشعوب المنطقة المناهضة للتطبيع، مطالبا الدولة المغربية بتوضيح أسباب رفع علم الكيان الصهيوني فوق التراب المغربي".