أفادت وزارة الصحة المغربية بأنّ أكثر من مليوني شخص، تزيد أعمارهم عن 18 سنة، مصابون بداء السكري، من بينهم 50 في المائة يجهلون إصابتهم به، وكذا 15000 طفل مصاب بهذا المرض المزمن.
وأوضحت في بيان لها، الأربعاء، الذي يوافق اليوم الدولي لداء السكري، أنّ الأمراض المزمنة تمثل 48 في المائة من تكاليف العلاج، بينما يمثل داء السكري لوحده 11 في المائة من هذه التكاليف، استنادا إلى تقرير سابق للوكالة الوطنية للتأمين الصحي.
واعتبرت أن اليوم الدولي لداء السكري الذي يوافق 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل سنة، "يشكل فرصة سانحة لتعبئة المسؤولين، ومهنيي الصحة، والمجتمع المدني، وكذا جميع الشركاء المعنيين، للتحسيس بهذا الداء ومضاعفاته، من خلال التركيز على الوقاية الأولية، واعتماد نمط العيش السليم، والكشف المبكر، خاصة عند الأشخاص الأكثر عرضة له، والتكفل الجيد والتربية العلاجية".
كما ذكّرت بخطورة المضاعفات الناجمة عن داء السكري، إذ يعتبر السبب الرئيسي للفشل الكلوي، والإصابة بالعمى، وبتر الأطراف السفلى، وهو كذلك سادس سبب للوفاة. وتُعتبَر النساء والأطفال والأشخاص المسنون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات.
وشددت وزارة الصحة على أنها جعلت الوقاية والتحكم في داء السكري أحد أولوياتها في السنوات الأخيرة، بهدف تقليص نسبة الوفيات والمضاعفات الناتجة عنه، وبالتالي تخفيف الأعباء المادية والمعنوية على الشخص المصاب وأسرته وعلى المنظومة الصحية بصفة عامة، وذلك من خلال العمل على تحسين التكفل بالمصابين بهذا الداء عبر الوقاية الأولية بتشجيع نمط العيش السليم، واتباع التغذية الصحية السليمة والمتوازنة وممارسة النشاط البدني المنتظم ومكافحة التدخين، والكشف المبكر عند 500000 شخص الأكثر عرضة سنويا في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، لا سيما عند الأشخاص الذين لديهم فرد من أفراد العائلة من الدرجة الأولى مصاب بداء السكري.
كما أكدت توسيعها للعرض الصحي المتمثل في البنيات والموارد البشرية المتخصصة، وكذا الرفع من الميزانية المخصصة لشراء الأدوية المضادة لداء السكري، إلى جانب تعزيز التواصل والتحسيس حول داء السكري ومضاعفاته، بالإضافة إلى تطوير الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، لا سيما في ما يخص التربية العلاجية والسكري عند الأطفال.
وبحسب البيان، فإن وزارة الصحة تقوم بتوفير الرعاية والأدوية بالمجان لحوالي 823 ألف مريض مصاب بالسكري، 60 بالمائة منهم يتوفر لهم نظام المساعدة الطبية (راميد)، وأكثر من 350 ألف مصاب يعالجون بواسطة الأنسولين.
Twitter Post
|
والجدير بالذكر أن داء السكري آخذ في الانتشار بشكل واسع. ووفقا لآخر التقديرات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية لداء السكري (2017)، فإن ما يقارب 425 مليون شخص في العالم مصابون بداء السكري، وسيصل هذا الرقم إلى حوالي 629 مليون شخص بحلول سنة 2045، أي ما يعادل شخصا واحدا من كل عشرة أشخاص. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نصف هذا العدد غير مشخص، كما أن عدد الأطفال المصابين بداء السكري يفوق المليون.
Twitter Post
|
وداء السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه. والأنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم. ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولا سيما الأعصاب والأوعية الدموية.