المغنون والميديا البديلة: معركة وجود ولو بملايين مزيفة

ما هي صحة الأرقام المتداولة عن عدد متابعي الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل هي كلها صحيحة؟ ماذا عن الملايين التي نشاهدها على الصفحات؟ هل هي فعلاً ملايين حقيقية؟ لماذا مغنيات لبنان يتفوقن في أعداد المتابعين على بعض "النجوم" في العالم العربي؟ ومن يحدد ما إذا كانت هذه الأرقام صحيحة، في ظل غياب رسمي أو توثيقي لهذه الحسابات والمتابعين، على حد سواء؟

انطلاق "تويتر"
شهرة موقع "تويتر" الحقيقية بدأت تحديداً عام 2009 عندما بدأ النجوم باستخدامه بشكل مكثّف. وشاهدنا هجرة للنجوم من موقع "فيسبوك" إلى "تويتر"، وانهالت على الجمهور مئات آلاف التغريدات عن تفاصيل حياة نجومهم المفضلين: من السياسة إلى الاجتماع، إلى الفن وتفاصيل الحياة الشخصية.
لكن ماذا عن الأرقام وهل هي حقيقية؟ أم كما يروي كثيرون أن هناك شركات كبرى تؤمّن متابعين على مواقع التواصل؟
من دون شك، وباعتراف أكثر من نجم، فإن الاتجاه نحو شركات خاصة لبيع وشراء "الفولورز" حقيقة لا تقبل أدنى شك. هذا ما يؤكده أحد مسؤولي الشركات الخاصة بالإنترنت في لبنان، والذي يرفض أن يذكر اسمه، ربما للخصوصية والسريّة التي يجب أن يتمتع بها لعلاقاته مع "الزبائن". وبإمكان أي مؤسسة برأيه أن تبيع عدداً من المتابعين بتكلفة تختلف بين مصدر وآخر.

اقرأ أيضًا:بالأرقام: 5 نجوم تفوّقوا على تويتر!

لكن ماذا عن مواقع التواصل؟ وهل ترضى فعلاً بما يقوم به الوسطاء لتأمين متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي؟ يجيب مدير الشركة نفسه "هناك أحياناً بعض "الغربلة" التي يقوم بها مصدر الشركة، كما حصل العام الماضي مع شركة انستغرام التي تنبّهت لوجود متابعين "مدفوع" ثمنهم، فقللت من كل الحسابات الوهمية لنجوم عرب وغربيين، ونُشر ذلك في وسائل الإعلام، وأعتقد أن عددا من المشاهير تنبهوا لذلك وقللوا من شراء المعجبين".

لم تكن خطوة شركة "إنستغرام" وحدها ما بيّن وجود ما يُسمى بالحسابات المزيفة لبعض المتابعين. ففي عملية بسيطة نجد أن بعض الفنانات في العالم العربي يملكن متابعين بالملايين، لكن التعليقات أو الإعجاب يأتيهن بالمئات وليس بالآلاف حتى. وهذا ما يوضح قليلاً أن معظم الداخلين أو المارين على هذا الحساب، هم بالطبع مجرد أعداد وهمية.

أرقام مرتفعة
على الصعيد الفني، نلاحظ أن بعض الحسابات الخاصة بالفنانين في العالم العربي مشكوك فيها، لجهة المتابعين أو المتفاعلين مع هذه الحسابات. تكاد تكون إليسا من أولى الفنانات اللواتي دشنّ حسابًا على موقع تويتر عام 2010 أو قبله بقليل. لإليسا اليوم أكثر من سبعة آلاف متابع، تليها نانسي عجرم بستة ملايين، وهي تقارب السبعة ملايين، بينما لأحلام خمسة ملايين متابع على تويتر أيضاً. وتقل عنها نجوى كرم بأربعة ملايين متابع على الصفحة نفسها، فيما لراغب علامة 3.8 ملايين متابع على الموقع نفسه. الرقم مقبول قياسًا إلى شهرة راغب علامة وتفاعله مع الناس عبر الموقع، ونشر أخباره وصوره.

أرقام حقيقية
هذه الحقائق والأرقام التي ننشرها موثقة من قبل الفنانين أنفسهم، لكن في المقلب الآخر هناك أسماء كثيرة تتمتع بعدد متابعين يبدو "طبيعياً" أو لنقل حقيقياً، وهو ما يعطيهم مصداقية أكبر على مواقع التواصل.
سيرين عبدالنور لم يتجاوز عدد متابعيها على تويتر التسعمائة ألف، وكذلك زميلها رامي عياش الذي يقرب من المليون الأول، فيما يقع الفنانون المصريون في دائرة الحقيقة، ولم يدخلوا حتى اليوم سلم المفاجآت الجماهيرية أو الحسابات المزورة. وفي رؤية عامة، وعلى الرغم من أن المصريين بالملايين لم يصل أحد منهم إلى الملايين الكثيرة من المتابعين إلا عمرو دياب. أما نجوم كبار مثل شريهان، ورغم شهرتها الواسعة جداً، فلا يتجاوز عدد متابعيها 104 آلاف متابع..
الممثلة شريهان وثقت نفسها عبر تويتر، وتغرد بين الحين والآخر على الأوضاع السياسية والأمنية التي تحيط بالعالم العربي، كما تستعين ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.. إضافة إلى المشاركات بالأدعية من خلال المناسبات الجامعة. ولم تخرج زميلة شريهان، غادة عبدالرازق، منتصرة في أعداد متابعيها على تويتر، فتملك عبدالرازق حوالى 162 ألف متابع على صفحتها الخاصة "تويتر"، وهذه حال أغلب الممثلات، إن كان في مصر أو في لبنان. نادين نسيب نجيم مثلاً استطاعت بعد مسلسلين قدمتهما أن يرتفع عدد متابعيها ليصل اليوم إلى 186 ألف متابع لها على موقع "تويتر"، ولم تحقق مواطنتها نادين الراسي الكثير، فخرجت بمائتي ألف متابع على موقع التغريد نفسه.

عساف والساهر خارج الإطار
بدا واضحاً أن لعبة شراء المتابعين لا يستسيغها الفنان كاظم الساهر الذي يزداد عدد متابعيه بشكل بطيء، لكن الأعداد حقيقية، وتفاعلها يظهر ذلك. وكذلك الأمر بالنسبة لمحمد عساف الذي يعتبر متابعوه الأكثر تفاعلاً على موقع تويتر ويبلغ عددهم مليونا وثلاثمائة ألف متابع، وقد يكون هذا الرقم الأقرب إلى التصديق..