قال السفير الإندونيسي للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، ديان دجاني، لـ"العربي الجديد" إنّ مجلس الأمن الدولي لم يحدد جلسة رسمية لنقاش الوضع في ليبيا في أغسطس/ آب الجاري، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ "هذا لا يعني أن المجلس لن يجتمع لنقاش الملف الليبي إن دعت الحاجة، وفي حال تقدمت أي من الدول الأعضاء في مجلس الأمن بطلب لذلك".
وجاءت تصريحات السفير الإندونيسي، خلال مؤتمر صحافي عُقد عن بعد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مساء الإثنين، بمناسبة ترؤس بلاده لمجلس الأمن للشهر الحالي.
وحول تصريحات السفير الليبي للأمم المتحدة في نيويورك، طاهر السني، الأسبوع الماضي، خلال اجتماع مغلق طلبت ليبيا عقده، عبّر دجاني عن تقدير بلاده للجهود التي تقوم بها لجنة العقوبات، مضيفاً: "إننا لم نعد نرى جدوى من هذه التقارير بالأخص عندما لا تتم محاسبة المتورطين".
و أضاف رئيس مجلس الأمن لـ "العربي الجديد": "لا يمكنني أن أعلّق على تصريحات السفير الليبي، ولكن، كما ذكرت بصفتي الوطنية وليس كرئيس مجلس الأمن، فإن موقفنا من الوضع في ليبيا واضح، إذ ترغب إندونيسيا بأن يعم الاستقرار والسلام في ليبيا وأن نتمكن من إنقاذ الأرواح وأن تؤدي جهود الأمين العام للأمم المتحدة إلى التوصل إلى حل".
وأضاف السفير الإندونيسي: "ليبيا ليست على قائمة الاجتماعات الرسمية لهذا الشهر، وهذا كل ما يمكنني أن أعلّق عليه".
وأكد السفير الإندونيسي أن بلاده تركز في هذا الشهر على عدد من القضايا المتعلقة بالأمن والسلم الدوليين، بما فيها قضية فيروس كورونا، مشيراً إلى أنّ اجتماعاً رفيع المستوى سيعقد بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والأمين العام الأسبق، بان كي مون.
وأضاف: "لقد تحدثنا (في مجلس الأمن) في أكثر من موضع عن تأثير فيروس كورونا على العديد من المجالات، بما فيها على سبيل المثال، المفاوضات حول ملفات سياسية مختلفة، وبخصوص مبادرة وقف إطلاق النار حول العالم التي طالب بها الأمين العام للأمم المتحدة، فإننا نرغب بالحصول على تقرير حول الموضوع ومدى التزام الدول وأطراف النزاع به".
وأوضح السفير الإندونيسي أنّ الجلسة رفيعة المستوى ستتطرق لتأثير فيروس كورونا على عدد إضافي من المجالات، بما فيها تأثير انتشار الفيروس على الأمن والسلم الدوليين وعلى مناطق الصراعات، مضيفاً: "في ما يخص قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة، فإننا نواجه حالياً تحديات على مستوى تنقل القوات وتبدل مكان عملها، ونشعر في إندونيسيا، وهي أكبر دولة مشاركة في قوات حفظ السلام الدولية من بين الدول الأعضاء حالياً بمجلس الأمن، بهذه التحديات بشكل ملموس".
وتابع: "نواجه مشكلة تنقل قواتنا، لأنّ أغلب المطارات مغلقة بسبب فيروس كورونا، وهذا لا يؤثر فقط على قوات حفظ السلام، ولكن على عمل بعض البعثات السياسية كذلك، ولهذا فمن الضروري أن يناقش المجلس هذا الأمر".
ولفت دجاني إلى قضية إضافية مرتبطة بقرار مجلس الأمن 2532، المتعلق بفيروس كورونا والذي تبناه المجلس الشهر الماضي، متوقعاً أن يشمل تقرير الأمين العام للأمم المتحدة تحديثاً حول آخر المستجدات على صعيد تنفيذ القرار.
وأضاف: "واحد من الأسباب التي دعونا من أجلها الأمين العام السابق للاجتماع يتعلق بالدور المهم الذي لعبه في بناء عمليات حفظ السلام، كما أننا نريد أن نعطي فكرة أفضل للناس العاديين، من خلال الجلسة المفتوحة رفيعة المستوى، عما يقوم به المجلس لمكافحة انتشار الفيروس، كما أن الناس في إندونيسيا يطرحون أسئلة حول ما الذي يقوم به مجلس الأمن لمكافحة كورونا؟ وهذه الجلسة ستجيب على ذلك وتوضح هذه الأمور، لأن هذه أسئلة مشروعة تتعلق كذلك بالضرائب التي يدفعها المواطنون، وأين تذهب ومن حق الناس معرفة ما يقوم به مجلس الأمن لمكافحة الفيروس كذلك".
وحول التجديد لمهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" التي تنتهي مهمتها نهاية الشهر الجاري، أوضح رئيس مجلس الأمن أنّ هناك نقاشات تدور حالياً في مجلس الأمن حول الموضوع، معبراً عن أمله في أن يكون هناك مشروع قرار يجدد لعمل البعثة قبل نهاية الشهر.
وأضاف: "عمل بعثة اليونيفيل مهم ومن الضروري التجديد لها، وهذه واحدة من الحالات النادرة التي أثبتت قوات حفظ السلام أنه يمكنها العمل بفاعلية في منطقة كالشرق الأوسط"، مؤكداً أن وجودها ضروري للحيلولة دون زيادة التصعيد.