أضافت الحملة أنّ "12 حافلة ضخمة دخلت ليلاً إلى حي حاوي الهوى غرب مركز مدينة الرقة"، موضحةً أنه "لم يُعرف سبب دخول الحافلات إلى حي حاوي الهوى، سيتم نشر التفاصيل فور ورودها"، فيما يُرجّح أنّها دخلت لنقل عناصر تنظيم "داعش" المحاصرين داخل الرقّة.
بدورها، أعلنت مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردية"، أن "القوات التي تقاتل تنظيم (الدولة الإسلامية) في الرقة توشك على إلحاق الهزيمة به وأن إعلان تحرير المدينة من المتشددين ربما يكون يوم السبت أو الأحد".
ونقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم وحدات حماية الشعب، نوري محمود، قوله، إن "المعارك مستمرة في مدينة الرقة، وداعش على وشك الانتهاء. ربما يكون تحرير الرقة بشكل عام اليوم أو غداً".
في السياق، أعلنت قوات التحالف الدولي، اليوم السبت، أن 100 عنصر من تنظيم "داعش" سلّموا أنفسهم لـ "قوات سورية الديمقراطية" خلال الـ 24 ساعة الماضية في مدينة الرقة.
وجاء استسلام عناصر التنظيم، بعد الحصار الخانق المفروض على الأحياء التي يسيطرون عليها في الرقة، إذ تُشير المعلومات إلى أن "قسد" تسيطر على نحو 90 % من المدينة.
ومع ذلك، توقع التحالف أن المعركة في الرقة ستكون صعبة في الأيام القادمة.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد أكّد وجود مفاوضات بين "قوات سورية الديمقراطية" والتحالف الدولي من جهة و"داعش" من جهة أخرى لخروج مقاتلي الأخير من مدينة الرقة السورية.
وقال المرصد، إن "المفاوضات تهدف لإخراج من تبقى من عناصر التنظيم ومدنيين آخرين في وسط مدينة الرقة، حصن التنظيم، إلى الريف الشرقي لدير الزور شرق سورية".
تشير المعلومات إلى أن الاتفاق يهدف لنقل عناصر التنظيم إلى معقلهم في ريف دير الزور الشرقي، حيث تتركّز قوة التنظيم هناك.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قد أعلن، أمس الجمعة، أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "سيقبل باستسلام" عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة الرقة شمال سورية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ماتيس قوله "إذا استسلم عناصر التنظيم فبالطبع سنقبل استسلامهم"، قبل أن يستطرد قائلاً: "لكنّ الأكثر تعصّباً بينهم لن يسمحوا بالاستسلام؛ سيمنعون المدنيين من الفرار إلى مواقعنا وسوف يقاتلون حتى النهاية".
النظام يخرق اتفاق خفض التصعيد
من جهة ثانية، واصلت قوات النظام السوري هجماتها على مناطق في غوطة دمشق الشرقية وجنوبي سورية، مواصلة خرق اتفاق "خفض التصعيد" الذي تم التوصل إليه في تلك المناطق قبل أسابيع.
وقالت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" إن "عدّة مناطق في غوطتي دمشق الشرقية والغربية تعرّضت لقصف مدفعي وجوي من قبل طائرات النظام الحربية، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين".
وأضافت المصادر أن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على بلدتي مغر المير وبيت جن بالريف الغربي لدمشق، مخلفة أضراراً مادية من دون أنباء عن وقوع ضحايا.
وأشارت إلى أن طيران النظام شنَّ غارات جوية على بلدتي الشيفونية وحوش الضواهرة بالغوطة الشرقية، فيما تعرضت البلدتان وبلدات كفربطنا وبيت نايم وعين ترما أيضاً لقصف مدفعي، ما أدى لسقوط جرحى في صفوف المدنيين.
إلى ذلك، واصلت قوات النظام حملتها العسكرية التي بدأتها أمس جنوب دمشق على منطقة الحجر الأسود الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث جدّدت طائرات النظام قصف الحي جوّياً، ما أسفر عن سقوط قتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وفي سياقٍ منفصل، تمكّنت فصائل "الجبهة الجنوبية" من التصدّي لمحاولة تقدم قوات النظام إلى قرى بمنطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، موقعة قتلى وإصابات في صفوف القوات المهاجمة.
ووفقاً لـ "وكالة ستيب" الإخبارية، فإن قوات النظام حاولت التقدم عند الساعة العاشرة صباح اليوم بالتوقيت المحلي من جبهة شقرا إلى قريتي وراد والملزومة في منطقة اللجاة بالتزامن مع قصف مدفعي مكثّف استهدف المنطقة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة.
وكادت قوات النظام أن تتمكّن خلال الاشتباكات من السيطرة على قرية وراد المتاخمة للفوج 175 شمال اللجاة، إلّا أن فصائل المعارضة استقدمت تعزيزات عسكرية وتمكّنت من التصدّي لمحاولة التقدم وقتل أكثر من ثمانية عناصر بينهم ضابط وجرح آخرين من جنود بشار الأسد كما وقع أحد الجرحى في الأسر.
"تحرير الشام" تطرد "داعش"
طردت "هيئة تحرير الشام" تنظيم "داعش" بشكل كامل من مناطق واسعة في ريف محافظة حماة الشرقي، بعد اشتباكاتٍ عنيفة بين الطرفين، خلال الأيام القليلة الماضية، واستمرت حتى اليوم السبت.
وقالت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهيئة سيطرت على منطقة السرحا في ريف حماة الشرقي، عقب اشتباكات بدأت منذ أمس الجمعة".
ونقلت وكالة "إباء"، الناطقة باسم "هيئة تحرير الشام"، اليوم، عن قائد غرفة عمليات ريف حماة قوله، إنه "تمت السيطرة على منطقة الرهجان بالكامل، بعد دحر جماعة الدولة منها، ووقوع أكثر من 15 قتيلاً في صفوفهم".
وكان تنظيم "داعش" قد شنَ، الإثنين الماضي، هجوماً على المنطقة الخاضعة لسيطرة "الهيئة" في ريف حماة الشرقي وسيطر عليها، وعلى عدّة قرى في محيطها، وهي "حصرات، رسم الأحمر، سرحا، سرحا الشمالية، المستريحة، أم الفور، وادي الزروب، جب الطبقلية، أبو لفة، النفيلة، مريجب، الجملان، والشاكوسية"، وذلك وفقاً لـ"المكتبة الإعلامي لولاية حماة"، كما يسمّيها تنظيم "داعش".