ويضيف المصدر المعارض، أنّ قرار إقامة "المنطقة الآمنة"، تمّ اتخاذه بشكل نهائي بين الدول وأصبح قاب قوسين أو أدنى، موضحاً أنّ المنطقة ستمتد من جرابلس إلى الساحل السوري (شمال سورية)، مثلما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسيكون قوام العمليات البرية التي ستؤمن إقامة هذه المنطقة بشكل رئيسي، مكوّناً من فصائل الجبهة الشامية، وجيش الشام، ولواء السلطان مراد (التركمانية)، وحركة أحرار الشام، مع إمكانية انضمام بعض فصائل المعارضة التي تُعرف بـ"المعتدلة" بالمصطلحات الأميركية.
ولا يعتبر المصدر نفسه كلام أردوغان، أمس الخميس، عن أن بلاده "تدعم وستظل تدعم الفصائل السورية المعارضة" سوى رسالة للعالم بأن تركيا ماضية في دعم الثورة عبر مشروع المنطقة الآمنة حتى ولو تخلى عنها الجميع. كما سيتم تعزيزها بقوات برية تركية وفرنسية، تقضي مهمتها بإقامة حظر الطيران، كوْن فصائل المعارضة لم تتدرب بعد على مثل هذه الأسلحة والمعدات التي تؤمن مثل هذا الحظر.
ويوضح نائب رئيس "الائتلاف السوري المعارض" هشام مروة، لـ"العربي الجديد"، أنّ الروس يعتبرون إسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية وما يليه من احتمال إقامة "منطقة آمنة"، تهديداً لمشروعهم في دعم النظام السوري، معتبراً أنّ مشروع "المنطقة الآمنة"، أمر ضروري طالب به "الائتلاف" منذ البداية، لحماية المدنيين من الهجمات المتكررة من الطيران السوري ومن ثم الروسي على المدنيين.
ويضيف مروة، أنّ روسيا باتت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بضرورة إنجاز الحل السياسي في سورية من أجل عدم الانخراط أكثر في الأعمال القتالية داخل سورية، وكي لا تؤثر أكثر على الأمن والسلم الإقليميين، خصوصاً بعد إسقاط الطائرة الروسية، مرجّحاً أن ترضخ روسيا لمشروع إقامة "المنطقة الآمنة"، ومشيراً إلى أنّ ما حدث من صدام بين روسيا وتركيا، مشكلة تستدعي إيجاد حلّ ومن الممكن أن يتمثل هذا الحل بإنشاء "المنطقة الآمنة" التي ستشمل، تعريفاً، حظراً جوياً يلتزم به الجميع.
اقرأ أيضاً "المنطقة الآمنة" أول الفائزين: تسريع وتوسيع جغرافي ووظيفي
وحول تطور العملية السياسية، يكشف مروة عن أنّ أعضاء الهيئة السياسية اجتمعوا مع ممثلي مجموعة أصدقاء الشعب السوري في اليومين الماضيين، وتمّ خلال الاجتماع نقل توصيات الهيئة العامة الأخيرة، بضرورة التأكيد على مرجعية بيان جنيف في أية مباحثات ومفاوضات مقبلة مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، للوصول إلى هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، أي من دون الأسد وزمرته الحاكمة لتقود البلاد إلى إعادة الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
ويبيّن المستشار القانوني لـ"الجيش السوري الحر"، أسامة أبو زيد، أنّ تركيا تقوم بالتنسيق مع عدد من الفصائل الأساسية في المعارضة المسلحة، وتعمل على بناء القدرات لدى عناصرها، موضحاً أن هناك نقاشات عدة جرت حول برامج عمل معينة للعمل عليها في حال تمت إقامة "المنطقة الآمنة".
ويلفت أبو زيد في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه بات هناك قبول دولي لـ"المنطقة الآمنة"، وروسيا لن تنجح بمنع إقامتها، معللاً ذلك، بأنه سيؤكّد هدف تدخلها العسكري في سورية في المحافظة على النظام السوري بدل محاربة تنظيم "داعش"، باعتبار أنّ "المنطقة الآمنة" ستعمل على طرد "داعش" و"جبهة النصرة" منها، كما ستعمل على حماية المدنيين وتمنع تدفق المهاجرين، وهذا ما ليس لروسيا أي حجة فيه.
وينوّه المستشار القانوني، إلى أنّ بعض الدول التي حضرت اجتماعات فيينا، صمتت على تدخل روسيا العسكري في سورية، واستثمرت روسيا ذلك بشكل جيد، لكن اعتراض الأخيرة على إقامة "المنطقة الآمنة"، سيقلب تلك الدول عليها، معتبراً أن الشيء الأهم الذي يمنع روسيا من الاعتراض على "المنطقة"، هو منع أي تصعيد سياسي أو عسكري يدق المسمار الأخير في نعش فيينا، مؤكداً أنّ روسيا مهتمة باستمرار العملية السياسية وعدم توقفها.
وكان "الائتلاف"، أوضح في بيان له، أخيراً، أنّ هيئته السياسية اجتمعت مع ممثلي مجموعة الأصدقاء، وتم بحث تداعيات إسقاط الطائرة الروسية، وورقة فيينا، ومؤتمر الرياض المقبل، الذي سيجمع أطياف المعارضة السورية لتوحيد الرؤية حول مستقبل سورية، وتشكيل وفد مفاوض يمثل المعارضة السورية. ونوّه البيان إلى أن عملية إسقاط الطائرة سيكون لها تأثير على العملية السياسية والمحادثات الجارية في فيينا، كما ستكون حركة جادة لإقامة "المنطقة الآمنة" في الشمال السوري.
وقال "الائتلاف" في بيانه، إنّ الممثل التركي ختم حديثه بتأكيده على مواصلة بلاده دعم مطالب الشعب السوري، في حين أشار ممثلو مجموعة الأصدقاء إلى أنّ هذه الحوادث ستعزز إصرار المجتمعين في فيينا على التوصل إلى حل سياسي عادل يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة.
اقرأ أيضاً: رسائل متعددة الجنسيات للمنطقة الآمنة... واحتمالات مشاركة البشمركة بريّاً