نفذت نقابة المهندسين الأردنيين، اليوم السبت، بحضور ناشطين معارضين لاتفاقية الغاز مع اسرائيل، وقفة احتجاجية في أرضها الواقعة في حوض أبو السوس بمنطقة الحصن التابعة للواء بني عبيد بمحافظة أربد، وذلك استنكارا لمد خط غاز مع العدو الصهيوني.
وقال المشاركون في الوقفة إن هذه الفعالية تأتي تأكيدا لرفض الاتفاقية مع إسرائيل التي وصفوها بـ"المشؤومة، وتهدف إلى ابتلاع الأراضي الأردنية"، مطالبين جميع الأردنيين "بالوقوف سدا منيعا في طريق التمدد الصهيوني في أرض الوطن، وتنفيذ هذه الاتفاقية".
وقال نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، إن الشعب "يُرسل رسائل واضحة برفض كل اتفاقيات الذُل مع الاحتلال الإسرائيلي، ابتداءً من اتفاقية كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وعلى رأسها اتفاقية الغاز المشؤومة".
وأضاف الزعبي أن هذه الوقفة "تأتي بالتزامن مع تنامي وتصعيد صفقة القرن ومحاولة شطب حق العودة ومشروع يهودية وقومية الدولة"، مشيراً إلى أن النقابة "بصدد إقامة مؤتمر وطني لدراسة كل الملفات وتشكيل جبهة عريضة للدفاع عن الوطن والتصدي لكل المشاريع التي تستهدف تركيع هذا الوطن وشعبه".
من جانبه، قال الدكتور أحمد ملكاوي رئيس مجلس فرع إربد، إن هذه الوقفة "ما جاءت إلا من أحرار وشرفاء هذا الوطن تعبيراً عن رفضهم لاتفاقية الغاز المشؤومة"، مضيفا "أننا نرفض أن نرهن إرادتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا للاحتلال الإسرائيلي ونرفض التطبيع معه بكافة أشكاله".
كما نفذ أهالي منطقة أبسر أبو علي، التي يتم العمل على مد خط الغاز عبرها، وقفة احتجاجية للمرة الثالثة على التوالي، تزامنا مع وقفة المهندسين، اعتراضا على مرور خط الغاز من أراضيهم.
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كتب عليها عبارات تندد بالاتفاقية وتطالب الحكومة بوقفها. وأكد المشاركون خلال كلماتهم ضرورة تنظيم الفعاليات المناهضة لمثل هذه المشاريع التي تستهدف الوطن ومقدراته.
وتأتي هذه الوقفة في إطار سلسلة من الفعاليات المناهضة لاتفاقية الغاز مع إسرائيل والتي تنفذها النقابات المهنية، والمعارضون للاتفاقية والنشطاء في مقاومة التطبيع.
وكان أعضاء في لجنة الطاقة النيابية، منهم موسى هنطش، وجمال قموه، قد أكدوا في تصريحات صحافية مؤخرا أن اتفاقية الغاز لا تزال مخبأة في أدراج رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة منذ أكثر من 8 أشهر على الأقل، حتى بعد ترجمتها من العبرية إلى العربية، وجددوا المطالبة بالكشف عن جميع تفاصيلها.
وأبرمت شركة الكهرباء الوطنية، في 26 سبتمبر/أيلول 2016، صفقة مع شركة "نوبل إنرجي" الأميركية، مشغل حقل "لفيتان" للغاز الطبيعي قبالة السواحل الفلسطينية، ستستورد الشركة الأردنية بموجبها الغاز الإسرائيلي لمدة 15 سنة، اعتباراً من عام 2019، وبكلفة إجمالية للصفقة تبلغ 10 مليارات دولار.
وفيما بررت الشركة الصفقة بأسباب اقتصادية، إذ أعلنت أنها ستحقق وفراً يتجاوز 300 مليون دولار سنوياً مقارنة مع الغاز الطبيعي المسال المستورد من الأسواق العالمية، يؤكد مناهضو الصفقة أن بواعثها سياسية بحتة، خصوصاً في ظل توفر بدائل للطاقة.