يموتون بصمت. يعيشون على فتات الطعام. أكثر من 805 ملايين شخص في العالم لا يجدون طعاماً كافياً للتمتع بحياة صحية نشطة. أي ما يعادل حوالي واحد من كل تسعة أشخاص في العالم يعانون من نقص التغذية، بحسب ما أورده برنامج الأغذية العالمي. إلا أن الملاحظ، أن الجوع يفتك في الفئات التي تعتبر "منتجة"، وكذا تضرب الأطفال وهم بناة مستقبل الاقتصادات، ما يشير إلى أن المآسي تعيد تدوير نفسها.
وفي هذا الإطار، يقول جين زيغلر (مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الطعام في الفترة من سنة 2000 وحتى 2008)، إن "معدل الوفيات الناجمة عن سوء التغذية بلغ 58% من إجمالي معدل الوفيات. ويموت سنوياً نحو 62 مليون فرد في العالم بسبب سوء التغذية، والأمراض الناجمة عن هذه الآفة". ولا شك أن الرقم إلى ارتفاع في السنوات الأخيرة بسبب الحروب والنزاعات. في إفريقيا ترتفع معدلات سوء التغذية، ولسنوات تصدرت القارة السمراء القائمة. ويمتد الجوع من السودان إلى موريتانيا، الصومال، وغيرها من الدول الإفريقية التي ذاقت الأمرّين بسبب غياب الطعام والجفاف.
بحسب البيانات الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي، فإن الأغلبية العظمى من الجياع في العالم يتمركزون في البلدان النامية حيث يعاني 13.5% من السكان من نقص التغذية. وقد تسبب سوء التغذية في وفاة 45% من عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة (أي حوالي 3.1 ملايين حالة وفاة كل عام).
في الدول العربية، فإن الواقع ينذر بكارثة حقيقية. رغم غياب الأرقام الواضحة عن عدد الجياع، أو المواطنين الذين يعانون من سوء التغذية، إلا أن بعض الإحصاءات تشير إلى أن سكان السودان، اليمن، والعراق، يتصدرون قائمة الدول العربية في انتشار الجوع، وسوء التغذية، بالإضافة أيضاً إلى الوضع الكارثي في سورية.
يقول الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان "إن ما تعيشه المنطقة العربية اليوم من صراعات وحروب، تسببت في انتشار الجوع لدى المواطنين، لا بل تسببت الحروب أيضاً في انتشار أمراض وأوبئة ناتجة عن سوء التغذية، كما هو حاصل في مخيمات النازحين".
حقائق عن الجوع
وبحسب تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي، بعنوان "10 حقائق عن الجوع في اليمن"، الصادر في العام 2015، يعاني 10.6 ملايين يمني من انعدام الأمن الغذائي، وتشمل هذه النسبة من السكان نحو 5 ملايين شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، و5.6 ملايين شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي المعتدل.
وتعتبر محافظة صعدة من أشد المحافظات التي تعاني من الأزمة، حيث يواجه 40 % من سكانها انعدام الأمن الغذائي الحاد. يشير أنطوان إلى أن ما يعيشه اليمن من أوضاع أمنية وحروب، بالإضافة إلى النظام الاقتصادي المتبع منذ سنوات تسبب في ارتفاع نسبة الجياع في البلاد برغم من أن اليمن يمتلك موارد طبيعية وبشرية كفيلة بإطعام نصف سكان المنطقة العربية، والقدرة على تأمين الاكتفاء الذاتي.
في سورية، فإن الوضع أكثر مأساوية، خاصة ما شهده مخيم اليرموك من فظائع طاولت السكان، حتى بات رغيف الخبز من أحلام سكان المخيم. وبحسب تقرير برنامج الأغذية العالمي عن الجوع في سورية، فإن أكثر من 50٪ من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من نصفهم لا يملكون ثمن وجبة رئيسية يومياً. كما يشير التقرير إلى أن أوضاع النازحين في الدول المجاورة تشتد صعوبة يوماً بعد يوم. ويضيف التقرير أيضاً أن غياب "الخبز" نجمت عنه أوضاع كارثية طاولت المواطنين، إذ إن الخبز يعتبر من السلع الأساسية في النظام الغذائي السوري. وقد تضررت 50٪ من المخابز العامة في سورية، مما أدى إلى زيادة أسعار الخبز بنسبة 300٪ في المتوسط وتصل إلى 1000٪ في المناطق الأكثر تضرراً، وبذلك حُرم السوريون من تناول هذه السلعة الغذائية الهامة.
أما في العراق، فقد ارتفعت معدلات سوء التغذية من نسبة 19% قبيل الاحتلال الأميركي إلى متوسط قومي وصل إلى 28% في غضون أربعة أعوام لاحقة. ربما تشير هذه الأرقام إلى أن صدمة حقيقية تعيشها المنطقة العربية، خاصة بعض الدول التي تتمتع بقدرات بشرية وطبيعية هائلة، فالعراق يمتلك ثروات طبيعية وأراضي زراعية كفيلة بإطعام سكانه، إلا أن السياسات الاقتصادية المتبعة، وتجريف الأراضي الزراعية، وإغراق الأسواق بالمنتجات المستوردة، عوامل دمرت الشعب العراقي، بحسب أنطوان.
هل يوجد نقص في الغذاء في العالم؟ سؤال يطرح نفسه أمام هذه الأرقام، بحسب الأمم المتحدة فإنه يوجد في العالم اليوم ما يكفي من الغذاء لكل إنسان ليحصل على التغذية التي يحتاج إليها من أجل حياة صحية ومنتجة. إذاً أين الخلل؟ بحسب الخبير مصطفى خير فإن الخلل يكمن في سوء توزيع الثروة بين الدول، فهناك دول تعيش البذخ والتبذير، ودول أخرى تعاني من نقص الغذاء والجفاف. ويقول "يتسبب سوء التغذية في ضرب اقتصادات الدول، فعلى سبيل المثال ترتفع الفاتورة الصحية في الدول التي تعاني من سوء التغذية بسبب الأمراض التي تفتك بالمواطنين".
اقرأ أيضاً:سلاح الجوع يفتك بأجساد السوريين أينما وجدوا
وفي هذا الإطار، يقول جين زيغلر (مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الطعام في الفترة من سنة 2000 وحتى 2008)، إن "معدل الوفيات الناجمة عن سوء التغذية بلغ 58% من إجمالي معدل الوفيات. ويموت سنوياً نحو 62 مليون فرد في العالم بسبب سوء التغذية، والأمراض الناجمة عن هذه الآفة". ولا شك أن الرقم إلى ارتفاع في السنوات الأخيرة بسبب الحروب والنزاعات. في إفريقيا ترتفع معدلات سوء التغذية، ولسنوات تصدرت القارة السمراء القائمة. ويمتد الجوع من السودان إلى موريتانيا، الصومال، وغيرها من الدول الإفريقية التي ذاقت الأمرّين بسبب غياب الطعام والجفاف.
بحسب البيانات الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي، فإن الأغلبية العظمى من الجياع في العالم يتمركزون في البلدان النامية حيث يعاني 13.5% من السكان من نقص التغذية. وقد تسبب سوء التغذية في وفاة 45% من عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة (أي حوالي 3.1 ملايين حالة وفاة كل عام).
في الدول العربية، فإن الواقع ينذر بكارثة حقيقية. رغم غياب الأرقام الواضحة عن عدد الجياع، أو المواطنين الذين يعانون من سوء التغذية، إلا أن بعض الإحصاءات تشير إلى أن سكان السودان، اليمن، والعراق، يتصدرون قائمة الدول العربية في انتشار الجوع، وسوء التغذية، بالإضافة أيضاً إلى الوضع الكارثي في سورية.
يقول الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان "إن ما تعيشه المنطقة العربية اليوم من صراعات وحروب، تسببت في انتشار الجوع لدى المواطنين، لا بل تسببت الحروب أيضاً في انتشار أمراض وأوبئة ناتجة عن سوء التغذية، كما هو حاصل في مخيمات النازحين".
حقائق عن الجوع
وبحسب تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي، بعنوان "10 حقائق عن الجوع في اليمن"، الصادر في العام 2015، يعاني 10.6 ملايين يمني من انعدام الأمن الغذائي، وتشمل هذه النسبة من السكان نحو 5 ملايين شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، و5.6 ملايين شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي المعتدل.
وتعتبر محافظة صعدة من أشد المحافظات التي تعاني من الأزمة، حيث يواجه 40 % من سكانها انعدام الأمن الغذائي الحاد. يشير أنطوان إلى أن ما يعيشه اليمن من أوضاع أمنية وحروب، بالإضافة إلى النظام الاقتصادي المتبع منذ سنوات تسبب في ارتفاع نسبة الجياع في البلاد برغم من أن اليمن يمتلك موارد طبيعية وبشرية كفيلة بإطعام نصف سكان المنطقة العربية، والقدرة على تأمين الاكتفاء الذاتي.
في سورية، فإن الوضع أكثر مأساوية، خاصة ما شهده مخيم اليرموك من فظائع طاولت السكان، حتى بات رغيف الخبز من أحلام سكان المخيم. وبحسب تقرير برنامج الأغذية العالمي عن الجوع في سورية، فإن أكثر من 50٪ من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من نصفهم لا يملكون ثمن وجبة رئيسية يومياً. كما يشير التقرير إلى أن أوضاع النازحين في الدول المجاورة تشتد صعوبة يوماً بعد يوم. ويضيف التقرير أيضاً أن غياب "الخبز" نجمت عنه أوضاع كارثية طاولت المواطنين، إذ إن الخبز يعتبر من السلع الأساسية في النظام الغذائي السوري. وقد تضررت 50٪ من المخابز العامة في سورية، مما أدى إلى زيادة أسعار الخبز بنسبة 300٪ في المتوسط وتصل إلى 1000٪ في المناطق الأكثر تضرراً، وبذلك حُرم السوريون من تناول هذه السلعة الغذائية الهامة.
أما في العراق، فقد ارتفعت معدلات سوء التغذية من نسبة 19% قبيل الاحتلال الأميركي إلى متوسط قومي وصل إلى 28% في غضون أربعة أعوام لاحقة. ربما تشير هذه الأرقام إلى أن صدمة حقيقية تعيشها المنطقة العربية، خاصة بعض الدول التي تتمتع بقدرات بشرية وطبيعية هائلة، فالعراق يمتلك ثروات طبيعية وأراضي زراعية كفيلة بإطعام سكانه، إلا أن السياسات الاقتصادية المتبعة، وتجريف الأراضي الزراعية، وإغراق الأسواق بالمنتجات المستوردة، عوامل دمرت الشعب العراقي، بحسب أنطوان.
هل يوجد نقص في الغذاء في العالم؟ سؤال يطرح نفسه أمام هذه الأرقام، بحسب الأمم المتحدة فإنه يوجد في العالم اليوم ما يكفي من الغذاء لكل إنسان ليحصل على التغذية التي يحتاج إليها من أجل حياة صحية ومنتجة. إذاً أين الخلل؟ بحسب الخبير مصطفى خير فإن الخلل يكمن في سوء توزيع الثروة بين الدول، فهناك دول تعيش البذخ والتبذير، ودول أخرى تعاني من نقص الغذاء والجفاف. ويقول "يتسبب سوء التغذية في ضرب اقتصادات الدول، فعلى سبيل المثال ترتفع الفاتورة الصحية في الدول التي تعاني من سوء التغذية بسبب الأمراض التي تفتك بالمواطنين".
اقرأ أيضاً:سلاح الجوع يفتك بأجساد السوريين أينما وجدوا