"مشجع منتخب ألمانيا يقتل مشجع منتخب البرازيل على خلفية نتائج مباريات المونديال". خبر تم تداوله عن الجريمة التي وقعت في لبنان، بعد انتهاء مباراة البرازيل وصربيا أمس خلال المونديال المقام حاليا في روسيا.
وكانت سيدة عممت الخبر في تسجيل صوتي أرسلته عبر تطبيق "واتساب" تروي فيه ما حصل، وتشير إلى أشخاص ارتكبوا الجريمة، وفي خلفية التسجيل يسمع صوت صراخ أهل القتيل. لكن السيدة التي سارعت لنشر الخبر أمس، آثرت الصمت اليوم، بعدما سببت صاعقة للبنانيين الذين تحول فرحهم بالمونديال إلى مأساة بسبب الجريمة.
يقول مصدر أمني لـ"العربي الجديد" إنّ المعلومات الرسمية المتوافرة حتى اللحظة تشير إلى تورط شقيقين بالحادثة بشكل مباشر؛ الأول من مواليد عام 2000، أقدم على طعن الضحية "محمد زهر" من مواليد 1993. فيما أقدم الشقيق الثاني (29 سنة) على إطلاق النار في الهواء من دون أن يصيب أحداً، علماً أنّ الضحية يعمل في المقهى الذي قتل فيه في حيّ السلّم في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يملكه شقيقه، وفقاً للمصدر.
وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، في بيان، أنّ "مديرية المخابرات أوقفت المدعو حسين خضر بريطع، الذي أقدم على قتل المواطن محمد زهر، إثر خلاف بينهما نتيجة تشجيع فرق رياضية في منطقة حي السلم. وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".
وحسب شهادة أحد الجيران، فإن الفتى ابن السبعة عشر عاماً غضب من "تزريك" (إغاظة) جاره المبتهج بفوز منتخب البرازيل والشامت بخروج ألمانيا من المونديال، فحمل سكينه ونزل إلى القهوة حيث تواجد الضحية وطعنه بالسكين. فجرحت شريان قلب الضحية وتسببت بوفاته. أما شقيق القاتل فقد أطلق النار في الهواء.
ويقول شاهد آخر، إنّ الشقيق أطلق النار لتفريق الشباب وإبعادهم عن شقيقه الذي حوصر بعد ارتكاب فعلته. لكنّ الشاهد الأول ينفي المعلومات التي نشرت عبر التسجيل الصوتي ويتناقلها بعض أبناء المنطقة عن تورط شخص ثان من آل شمص في الحادثة. ويضيف أنّه تواجد بشكل عادي أثناء مداهمات الجيش في المنطقة، والتي طاولت منازل المشتبه بهم ولم يجرِ اعتقاله.
ارتكاب القاتل جريمته بحق شاب آخر يعرفه وتجمع بينهما دائرة معارف وأصدقاء مشتركة ضاعف الصدمة لدى هؤلاء. لكنّ "التزريك" أو حتى الاستفزاز بسبب مباراة لا يبدو سبباً مقنعاً. أو أقله يبدو تسخيفاً لمشاكل أعمق يعاني منها لبنان. كالعنف، والسلاح المتفلت والإفلات من العقاب أو في أسوأ الأحوال إتمام صفقة تخفف من العقوبة.
وسط الصدمة، يحاول الشاهد الأول تفسير ما حصل بحكم جيرته ومعرفته بعائلة القاتل، فيقول إنّ "الشباب اليافعين باتوا يستقوون بانتماءات الوالد والأقارب الحزبية، فيشعرون أنّهم لا يمكن أن يُطاولوا مهما فعلوا، فيتهوروا".
ابن عم الموقوف اتهم عبر "فيسبوك" القتيل بالاستفزاز المستمر لشقيق الموقوف (الذي أطلق النار في الهواء تخويفاً كما يقول ابن العم) كون ابنه الرضيع خاف أكثر من مرة بسبب صوت المفرقعات ليلاً. فنزل شقيق الموقوف إلى الشارع وأطلق النار تخويفاً خلال الشجار، لكنّ الموقوف هجم وطعن القتيل بالسكين، فعمدت العائلة بعد ذلك إلى تسليمه إلى مخابرات الجيش.
في حيّ السلّم تبدو المنطقة كأنّها تحت المراقبة الصامتة. الحادثة موضوع أحاديث الأهالي في ما بينهم، لكنّهم لا يدلون بكلامهم إلا بحذر شديد. البعض حتى ينفي علمه بالحادثة التي أثارت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.