أثارت الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري ردود فعل الناشطين السوريين، الذين أمضوا سنوات يطالبون العالم بالوقوف بوجه استخدام النظام الطيران الحربي في قصف المدنيين، كان آخرها استهداف بلدة خان شيخون بالغازات السامة، مما تسبب في مقتل نحو 100 شخص وإصابة نحو 400 آخرين، وهو ما اعتبر السبب الرئيسي للضربة.
وانقسم الناشطون السوريون حول أبعاد الضربة، بين التفاؤل والتشاؤم حول آثارها المستقبليّة على الشعب السوري.
واعتبر الناشط الإعلامي في جنوب دمشق، رامي السيد، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الضربة الأميركية تعتبر "فركة أذن" للنظام وليس أكثر، مطالباً بفرض حظر جوي على طيران النظام. ورأى أن الضربة هي "إنذار للنظام كي يسلم ما تبقى من ترسانته الكيماوية".
وقال السيد: "للمفارقة، في العراق، دخلوا بحجة أن صدام حسين يخبئ أسلحة كيماوية فاحتلوا العراق ولم يجدوا شيئًا وأسقطوا صدام حسين. في سورية، النظام يستخدم علناً السلاح الكيماوي ولا رادع له".
كما أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين الدول على رحيل بشار الأسد، معتبرًا أن روسيا في وضع محرج، لكنه أعرب عن تشاؤمه بالمواقف الدولية التي "عودتنا على عدم التفاؤل، ولا أتوقع تغييرًا جذريًا".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي في القلمون الشرقي، وسام الدمشقي، إن "النظام فعلياً كان على علم أو شك باستهداف مطار الشعيرات، لأنه قام قبل الضربة بنقل عدد من الطائرات إلى مطار الضمير ومطار التيفور. كما تم نقل الخبراء الروس إلى مطار حميميم. وحتى التصريحات الأميركية تفيد بأنهم أخبروا روسيا بالضربة، والواضح أنه لم يكن في المطار إلا الحرس، فلم يصب أي طيار. والاحتمال لما قيل أنها طيارات دمرت قد تكون منسقة أو عبارة عن هياكل".
واعتبر أن "هناك شقّاً آخر للضربة حيث قد تكون لكسب الرأي العام، ورسالة مفادها أن الإدارة الأميركية الجديدة أقوى من قبل".
وقال الناشط الإعلامي في مضايا المحاصرة، حسام محمود، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الناس مذهولون. الجميع استمع للأخبار وما كان أحد يتوقع أن يحدث شيء مماثل".
ولفت إلى أن "هناك بالطبع شيئاً من الفرح النابع من وجود بصيص أمل يغير مسار الثورة بعد ست سنوات من الصمت الدولي، الناس لديها أمل بحظر جوي، وبعد الضربة أمس أصبح هناك أمل أكبر".