منعت قرية النباغية في موريتانيا المشهورة بمدارسها الدينية، والتي يطلق المواطنون عليها "المحاظر"، التدخين بعد صدور فتوى من أحد علماء القرية، حرمت التدخين بسبب مضاره الكثيرة. وكان لافتاً دعم سكان القرية الفتوى الدينية، حتى أنهم فرضوا على المدخنين الإقلاع عن هذه العادة أو ترك القرية الصغيرة التي تقع جنوب البلاد. أكثر من ذلك، كتبوا لافتة عند مدخل القرية تشير إلى قرار منع التدخين "لحرمته وضرره البالغ على الصحة".
ودعا سكان القرية السلطات إلى دعم قرار حظر التدخين الشجاع، وتعميمه على مناطق أخرى، من خلال تشجيع مبادرات مماثلة، وخصوصاً في القرى الراغبة في اتخاذ خطوات مماثلة، آملين مساعدة السلطات المحلية وإصدار قوانين ملزمة.
تجدر الإشارة إلى أن طبيعة قرية النباغية، التي توجد فيها أشهر المدارس الدينية في البلاد، ساهمت في اتخاذ هذا القرار بحظر التدخين، بعد حديث مفتي قرية وشيخ "محظرة النباغية" اباه ولد عبد الله عن مضار التدخين. وتدرّس "محظرة النباغية" العلوم الدينية واللغوية، وتعد من أهم مراكز العلوم الشرعية واللغة العربية، وتضم أبرز العلماء في موريتانيا، وقد تخرج منها العديد من الفقهاء والشعراء المنتمين إلى دول غرب أفريقيا. في الوقت الحالي، يدرس في "المحظرة" نحو 500 طالب غالبيتهم من الدول الأفريقية، مثل السنغال ومالي وتشاد، بالإضافة إلى طلبة من بلدان شمال أفريقيا كالمغرب والجزائر وبعض الدول الأوروبية.
وقال مفتي القرية وشيخ "محظرة النباغية" في فتواه إن "التدخين محرم، ولا خلاف على الأمر بين جميع الأمم بسبب أضراره الكثيرة، كأمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية والعقم والسرطانات وأمراض الجهاز التنفسي وقصور التنفس الحاد والحساسية والربو". أضاف أن "أضرار التدخين تفوق الكحول التي تضر العقل، في حين أن التدخين يصيب النفس ويهلكها". وأكد أن المدخن "يتسبب في قتل نفسه وغيره، كما أن من أعان شخصاً على التدخين فقد تسبب هو الآخر في قتل الأنفس"، داعياً إلى "تحاشي صحبة السوء والإقلاع عن عادة مجالسة المدخنين"، فيما طالب أولياء الأمور "بمتابعة أبنائهم ومراقبتهم حتى لا يقعوا في مثل هذه المهالك".
وتُسجّل موريتانيا ارتفاعاً متزايداً في أعداد المدخنين بسبب انخفاض أسعار السجائر من جهة، وسماح الأهل لأبنائهم بالتدخين في أعمار صغيرة من جهة أخرى. وتحذّر وزارة الصحة من انتشار التدخين في موريتانيا وأضراره البالغة على الصحة، وتدعو السلطات إلى رفع أسعاره ليكون عائقاً أمام المدخنين. وتؤكّد أن التدخين يعدّ إحدى مشاكل الصحة العامة في موريتانيا، نتيجة تعاطيه المتزايد والمقلق من قبل الشباب من الجنسين، بنسبة تقدر بـ 22 في المائة. وتعتبر الدراسات أن التدخين يساهم في ارتفاع الوفيات أخيراً بنسب مقلقة.
إلى ذلك، أطلقَ البرنامج الوطني لمكافحة التدخين التابع لوزارة الصحة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أخيراً، حملة للكشف عن أضرار منتجات التبغ وتأثيرها على الشباب، وبالإضافة إلى التأثير على ميزانية الدولة بفعل التهرب من دفع الضرائب وتشجيع الرشوة وإضعاف الحكم الرشيد.
في السياق، يقولُ الباحث الاجتماعي محمد أحمد ولد أيده إن محاربة التدخين المنتشر بين الموريتانيين يتطلب مبادرات نوعية، على غرار تلك التي أطلقتها قرية النباغية، وكان لها صدى كبير في البلاد. يضيف أن "محاصرة المدخنين وتحريمها في بعض المناطق، سيكون له وقع سلبي على نفسياتهم في البداية. لكن مع الوقت، سيتحول إلى وقع إيجابي لأنه سيساعدهم في الإقلاع عن التدخين".
الآباء يتساهلون مع أبنائهم
يحكي الباحث الاجتماعي الموريتاني محمد أحمد ولد أيده عن أسباب ارتفاع نسبة التدخين في البلاد. يقول لـ "العربي الجديد" إن الأسباب عديدة، منها "تساهل الآباء مع أبنائهم، وتركهم يدخنون في أعمار مبكرة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار السجائر، عدا عن تقبل المجتمع لتدخين النساء اللواتي أصبحن متعلقات بالتدخين". يرى أن جميع هذه العوامل أدت إلى ارتفاع نسبة التدخين في البلاد.
إقرأ أيضاً: كافحها.. لا تشعلها
ودعا سكان القرية السلطات إلى دعم قرار حظر التدخين الشجاع، وتعميمه على مناطق أخرى، من خلال تشجيع مبادرات مماثلة، وخصوصاً في القرى الراغبة في اتخاذ خطوات مماثلة، آملين مساعدة السلطات المحلية وإصدار قوانين ملزمة.
تجدر الإشارة إلى أن طبيعة قرية النباغية، التي توجد فيها أشهر المدارس الدينية في البلاد، ساهمت في اتخاذ هذا القرار بحظر التدخين، بعد حديث مفتي قرية وشيخ "محظرة النباغية" اباه ولد عبد الله عن مضار التدخين. وتدرّس "محظرة النباغية" العلوم الدينية واللغوية، وتعد من أهم مراكز العلوم الشرعية واللغة العربية، وتضم أبرز العلماء في موريتانيا، وقد تخرج منها العديد من الفقهاء والشعراء المنتمين إلى دول غرب أفريقيا. في الوقت الحالي، يدرس في "المحظرة" نحو 500 طالب غالبيتهم من الدول الأفريقية، مثل السنغال ومالي وتشاد، بالإضافة إلى طلبة من بلدان شمال أفريقيا كالمغرب والجزائر وبعض الدول الأوروبية.
وقال مفتي القرية وشيخ "محظرة النباغية" في فتواه إن "التدخين محرم، ولا خلاف على الأمر بين جميع الأمم بسبب أضراره الكثيرة، كأمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية والعقم والسرطانات وأمراض الجهاز التنفسي وقصور التنفس الحاد والحساسية والربو". أضاف أن "أضرار التدخين تفوق الكحول التي تضر العقل، في حين أن التدخين يصيب النفس ويهلكها". وأكد أن المدخن "يتسبب في قتل نفسه وغيره، كما أن من أعان شخصاً على التدخين فقد تسبب هو الآخر في قتل الأنفس"، داعياً إلى "تحاشي صحبة السوء والإقلاع عن عادة مجالسة المدخنين"، فيما طالب أولياء الأمور "بمتابعة أبنائهم ومراقبتهم حتى لا يقعوا في مثل هذه المهالك".
وتُسجّل موريتانيا ارتفاعاً متزايداً في أعداد المدخنين بسبب انخفاض أسعار السجائر من جهة، وسماح الأهل لأبنائهم بالتدخين في أعمار صغيرة من جهة أخرى. وتحذّر وزارة الصحة من انتشار التدخين في موريتانيا وأضراره البالغة على الصحة، وتدعو السلطات إلى رفع أسعاره ليكون عائقاً أمام المدخنين. وتؤكّد أن التدخين يعدّ إحدى مشاكل الصحة العامة في موريتانيا، نتيجة تعاطيه المتزايد والمقلق من قبل الشباب من الجنسين، بنسبة تقدر بـ 22 في المائة. وتعتبر الدراسات أن التدخين يساهم في ارتفاع الوفيات أخيراً بنسب مقلقة.
إلى ذلك، أطلقَ البرنامج الوطني لمكافحة التدخين التابع لوزارة الصحة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أخيراً، حملة للكشف عن أضرار منتجات التبغ وتأثيرها على الشباب، وبالإضافة إلى التأثير على ميزانية الدولة بفعل التهرب من دفع الضرائب وتشجيع الرشوة وإضعاف الحكم الرشيد.
في السياق، يقولُ الباحث الاجتماعي محمد أحمد ولد أيده إن محاربة التدخين المنتشر بين الموريتانيين يتطلب مبادرات نوعية، على غرار تلك التي أطلقتها قرية النباغية، وكان لها صدى كبير في البلاد. يضيف أن "محاصرة المدخنين وتحريمها في بعض المناطق، سيكون له وقع سلبي على نفسياتهم في البداية. لكن مع الوقت، سيتحول إلى وقع إيجابي لأنه سيساعدهم في الإقلاع عن التدخين".
الآباء يتساهلون مع أبنائهم
يحكي الباحث الاجتماعي الموريتاني محمد أحمد ولد أيده عن أسباب ارتفاع نسبة التدخين في البلاد. يقول لـ "العربي الجديد" إن الأسباب عديدة، منها "تساهل الآباء مع أبنائهم، وتركهم يدخنون في أعمار مبكرة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار السجائر، عدا عن تقبل المجتمع لتدخين النساء اللواتي أصبحن متعلقات بالتدخين". يرى أن جميع هذه العوامل أدت إلى ارتفاع نسبة التدخين في البلاد.
إقرأ أيضاً: كافحها.. لا تشعلها