وتثير قضية محاولة ارتكاب عمل إرهابي قلقاً من موجة التطرف القومي التي تضرب بعض المجتمعات الغربية. ويعتبر بعض المحللين وشخصيات مسلمة اسكندنافية أن "خطاب الكراهية" الذي ينتشر على لسان سياسيين في معسكر اليمين المتطرف "يحتاج اليوم إلى مراجعة جادة"، أقله وفقا لما تنقل "أفتون بوستن" و"في غي" النرويجيتين عن سياسيين وخبراء يبدون قلقا من استمرار ظاهرة التحريض تحت مسمى "شخصية ناقدة للإسلام" لوصف تصريحات ساسة ذلك المعسكر، الذين يحمّلون المسلمين مسؤولية كل أزمات مجتمعاتهم.
بعض التفاصيل التي تتسرب ببطء عن خلفية فيليب تفيد بميل الشاب إلى التعصب القومي وتأييده الواضح للنازية وحركتها في الشمال، التي تدعى "جبهة مقاومة الشمال". لقد أبدى حماسة كبيرة لفيدكون كفيسلنغ الذي نصبه النازيون رئيسا لحكومة عميلة في البلد بين 1942 و1945.
ورغم وصف زملاء فيليب السابقين له، أيام دراسته الإعدادية قبل سنوات، بأنه "كان لطيفا في المدرسة"، إلا أنه وبحسب ما نقلت تسريبات صحافية عن الجهاز الأمني، فإن الشاب هو أكثر ميلا للتطرف اليميني مما كان يُعتقد، فقد كان نشطا على الشبكة باسم مستعار، وكتب قبل وقت قصير من خروجه لتنفيذ العملية (أول من أمس)، معبرا عن إعجابه وتأييده لهجمات إرهابيين في كرايستشيرش (ضد مسجدين في نيوزيلندا على يد الشاب برنتون تارانت)، وإل باسو (في تكساس الأميركية وسان دييغو (الذي استهدف معبدا يهوديا العام الماضي)، وفقا لما تذكر صحيفة "في غي"، اليوم الاثنين، التي ذكرت أنه أنهى تأييده لعمليات القتل تلك بعبارة "heaven await".
وعلى ما يبدو أن قول الاستخبارات النرويجية، أمس الأحد، إنها "على معرفة مسبقة بمن يكون"، يشير إلى متابعة الجهاز لنشاط البيئة اليمنية المتطرفة على الشبكة. ورغم محاولات البعض اليوم إدخال "العامل النفسي"، وخصوصا بعد إصراره اليوم على أنه "غير مذنب" إلا أن أجواء النرويج التي شهدت، الأحد، في أول أيام عيد الأضحى، تضامنا شعبيا مع المسجد والمسلمين، أعادت إلى ذاكرة الكثيرين جراحا لم تلتئم منذ 2011 حين ارتكب الإرهابي أندرس بريفيك مذبحته في جزيرة أوتويا واعتبار نفسه بعد ذلك "غير مذنب"، فيما الادعاء العام يطالب اليوم بـ"تمديد احتجازه على ذمة التحقيق لأربعة أسابيع".
وكانت الصحافة قد كشفت أيضا عن أن الشاب الذي نشرت صورته "عبر في مناسبات عديدة عن تطرفه العرقي وتوجهاته اليمينية المتشددة، ورفضه لاختلاط الإثنيات في بلده وأوروبا"، وفقا لشهادات بعض مرتادي مدرسة داخلية كان يقيم فيها في يونيو/حزيران الماضي.
والنقطة التي تثير اليوم الكثير من السجالات هي بشأن "التركيز الأمني والاجتماعي والسياسي على التطرف الإسلامي فيما تطرف اليمين يزدهر"، بوصف محللين وخبراء تحدثوا إلى الصحافة اليوم.
ويتوقع أن تفتح هذه القضية، وخصوصا بعدما أصبحت قضية رأي عام حول خطاب الكراهية، الجدل حول تزايد انتشار التطرف العنفي اليميني بين جيل الشباب، سواء في اسكندينافيا أو بقية دول القارة الأوروبية.