كُسرت نمطية الحرب بين حزب الله وجبهة النصرة على طول السلسلة الشرقية الفاصلة بين لبنان وسورية. وبعدما كان جرد وقرى كل من القلمون (سورية) وعرسال (لبنان) ميدان هذه الحرب ونطاقها، وسّعت "النصرة" هذه الجبهة باتجاه جنوب جرد بعلبك، في عمق ثلاثة كيلومترات في الداخل اللبناني، وعلى بعد أقل من أربعة كيلومترات عن مناطق سكنية في البقاع اللبناني.
امتدّت المعركة الأخيرة من صباح الأحد إلى فجر الإثنين، دخلت خلالها مجموعات كبيرة من مقاتلي النصرة جرد بلدة بريتال (جنوب مدينة بعلبك)، وسيطرت على أحد مواقع الحزب، ليستردّ الأخير ما خسره بعد ساعات من الاشتباكات وبعد حشد عسكري على طول قرى قضاء بعلبك في بريتال، يونين ونحلة. خلاصة الخسائر البشرية بحسب النصرة 11 قتيلاً في صفوف الحزب، أما مسؤولو حزب الله فيؤكدون "إنزال خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين الذين قُتل العشرات منهم".
امتدّت المعركة الأخيرة من صباح الأحد إلى فجر الإثنين، دخلت خلالها مجموعات كبيرة من مقاتلي النصرة جرد بلدة بريتال (جنوب مدينة بعلبك)، وسيطرت على أحد مواقع الحزب، ليستردّ الأخير ما خسره بعد ساعات من الاشتباكات وبعد حشد عسكري على طول قرى قضاء بعلبك في بريتال، يونين ونحلة. خلاصة الخسائر البشرية بحسب النصرة 11 قتيلاً في صفوف الحزب، أما مسؤولو حزب الله فيؤكدون "إنزال خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين الذين قُتل العشرات منهم".
يبحث مقاتلو النصرة عن العودة إلى بعض قرى القلمون وغيرها، قبل بدء موسم الثلوج في جرد السلسلة الشرقية، والذي من الممكن أن يعني موتاً محتماً لهم بفعل الصقيع وانقطاع الإمدادات الغذائية والعسكرية.
كان الأمر متوقعاً إذاً في المقلب السوري، إلا أنه جاء من الجهة اللبنانية. يبحث حزب الله من جهته عن إعادة طمأنة جمهوره، تحديداً في قرى البقاع الشمالي. ينفي مسؤولوه حصول اشتباكات ومعارك على الأراضي اللبنانية ويحصرها في سورية، ولو أنّ ناسه في بريتال ويونين شاهدوا وسمعوا وعرفوا كل ما جرى في الجرد اللبناني.
سياسة النفي لا تلغي كون أهل هذه القرى أحسّوا بالإرباك الذي أصاب الحزب نتيجة هذه المعركة المفاجئة. ولا تنفي سياسة النفي أيضاً حقيقة أنّ المعركة باتت على أبواب القرى المحسوبة على حزب الله أو "القرى الشيعية" بمنطق النصرة وأخواتها.
سياسة النفي لا تلغي كون أهل هذه القرى أحسّوا بالإرباك الذي أصاب الحزب نتيجة هذه المعركة المفاجئة. ولا تنفي سياسة النفي أيضاً حقيقة أنّ المعركة باتت على أبواب القرى المحسوبة على حزب الله أو "القرى الشيعية" بمنطق النصرة وأخواتها.
قبل عام، كان تهديد المجموعات المسلحة لحزب الله وبيئته الشعبية والاجتماعية يقتصر على إطلاق عدد من الصواريخ العشوائية على قرى في البقاع، أو حتى محاولة إدخال سيارات مفخخة إليها، بعدما قُطعت الطريق على هذه السيارات في اتجاه ضاحية بيروت الجنوبية. أما اليوم فأصبحت المعركة بالسلاح الثقيل والمتوسط وحتى الأبيض على تخوم القرى المحسوبة على حزب الله. لم يعد العدو عبارة عن صاروخ طائش ينزل في البساتين، بل هو كائن موجود يحمل سلاحاً، وقادرٌ على التهديد بالاجتياح والتهجير.
طوال عامين، خاطب حزب الله اللبنانيين ودافع عن مشاركته في الحرب في سورية تحت عنوان "مواجهة الإرهاب". لكن بدأ يظهر بشكل حسيّ وجليّ أنّ الحرب الاستباقية على المسلحين لم تقضِ عليهم ولم تبعدهم، بل أتت بهم إلى لبنان، وتحديداً إلى مناطق الحاضنة الشعبية للحزب. ولهذا السبب تتمسك قيادة حزب الله بإصرارها على سياسة النفي لتبديد القلق عن أهلها، ولتأجيل الاعتراف بكون حربها في سورية جرّت "الإرهابيين إلى لبنان".