النظام السوري يتحايل على انهيار الليرة عبر الذهب

06 يونيو 2014
تراجع عدد الصاغة في سوريا (لؤي بشارة/فرانس برس/getty)
+ الخط -

يستمر النظام السوري في التحايل على انهيار العملة المحلية، بعدما فقدت الليرة السورية نحو 170% من قيمتها منذ بداية الثورة في آذار 2011.

فبعد طرح دمشق الأونصة والليرة الذهبية السورية في الأسواق الشهر الماضي، كبديل عن إقبال المدخرين على الليرة، سمحت أخيراً للحرفيين باستيراد وتصدير الذهب والمعادن الثمينة، بموجب إجازة استيراد، على أن يعفى الذهب الخام فقط من رسوم إجازة الاستيراد. ويسمح بإدخال "500 غرام" بصحبة المسافر.

 

تدابير فاشلة 

يقول الاقتصادي السوري محمود حسين إنه لم ير في قرار السماح باستيراد الذهب وإعفاء المستوردين من رسم إجازة الاستيراد "أكثر من مناورة" لحماية الليرة السورية. ويضيف: "لم يفلح النظام في ضبط سعر الليرة، عبر التدخل المباشر من خلال بيع دولارات لشركات الصرافة، أو عبر القمع وسجن من لا يطبق سياسة مجلس النقد والتسليف. وقد منيّ حل "الليرة الذهبية السورية" بالفشل أيضاً، لأن الـ 5 آلاف ليرة التي طرحها النظام عبر جمعية الصاغة لن تغطي الطلب إلا لأيام محدودة".

 

ويشرح حسين لـ "العربي الجديد" أن القرار الذي أصدرته وزارة الاقتصاد من شأنه طمأنة العاملين في قطاع الذهب الذين تراجعوا من نحو 18 ألف إلى أقل من 2000 مهني وصائغ ومستورد، وخاصة أنه قدم تسهيلات للمستوردين وللمسافرين، في حين تشدد على المصدرين.

ويلفت الى أن هذا القرار قد يحدث توازناً بين طلب السوريين على المعادن النفيسة والعملات الرئيسية، ولكن إلى أجل محدد، لأن عوامل قوة الليرة باتت معدومة في سورية، بعد توقف الانتاج والتصدير، ما يعني هروب اصحاب الاموال سيستمر باتجاه الذهب والدولار في الفترة المقبلة.

 

خارج اهتمام السوريين 

وبرغم أهمية التطورات النقدية والاقتصادية في سورية، فإنها غدت خارج الاهتمام والمتابعة، لجهة نصف سكان سورية المهجرين والنازحين.

 هذا الواقع أعطى فرصة للنظام وتجار الأزمة في سورية، ليعيدوا بناء هيكلة الاقتصاد وفق مبدأ المكافآت للواقفين إلى جانب النظام في الداخل، وطريقة للرشى للشركاء الخارجين الذين ترد لهم حكومة بشار الأسد معروف تصدير الأسلحة والقروض بعقود تنقيب نفط وإعادة إعمار، كما حصل مع شركة "سيوز نفط غاز" الروسية.

اللاجئ السوري في تركيا عدنان فاضل، مثله مثل عدد كبير من السوريين الذين غادروا أرضهم نتيجة القصف والموت، أصبحت هموم اللجوء تطغى على متابعة القرارات الاقتصادية في بلاده. يقول فاضل "لم أسمع بالخبر، ولم أعلم أن سورية طرحت ليرة ذهبية بالأسواق، لأني كنت أعيش في مناطق إدلب المحررة قبل هروبي من قصف الصواريخ وبراميل الطائرات، إلى اسطنبول".

ويضيف فاضل لـ "العربي الجديد" أن "آخر اهتمامي الذهب وأسعاره بعد أن حولتني الحرب إلى لاجئ يبحث عن عمل بالكاد يؤمن احتياجات أسرتي، بعد هروبي من الموت وتركي كل ممتلكاتي في سورية". 

 

استقرار الأسعار منذ شهر
يذكر أن سعر الذهب في سورية يشهد استقراراً من نحو شهر حيث وصل سعر غرام الذهب عيار21 قيراطاً إلى 6150 ليرة وسعر الغرام عيار18 إلى 5271 ليرة.

وسعر الليرة الذهبية السورية 50700 ليرة. بينما وصل سعر الليرة الانكليزية عيار 22 قيراطاً إلى 52.700 ليرة، مقابل 50.700 ليرة لعيار 21 قيراطاً.

في حين بقيت الأونصة الذهبية السورية ضمن نفس المستوى بسعر 222 ألف ليرة سورية، وسعر صرف الليرة مقابل الدولار 170 ليرة للدولار الواحد في السوق السوداء في حين لم يكن يتجاوز 48 ليرة مع انطلاقة الثورة.