وتسعى قوات النظام، من خلال استخدامها الغازات السامة، إلى إنهاء وجود المعارضة المسلّحة في حي جوبر، إذ يشكّل وجودها خطراً كبيراً على النظام، بسبب قربها من ساحة العباسيين، مركز العاصمة من جهة، وكونها مفتاح السيطرة على الغوطة الشرقية من جهة أخرى.
وأوضح سيف أن "قوات النظام، حاولت مراراً، اقتحام منطقة المناشر، لكنّ المعارضة تصدّت لها، ما جعلها تستخدم غازات سامة في محاولة جديدة". وأشار إلى "نزوح بعض العائلات، إلى البلدات المجاورة في الغوطة الشرقية بريف دمشق".
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، قد أكّدت قبل ثلاثة أيام، توصّلها إلى أدلّة دامغة، على استخدام النظام غاز الكلور السام في قرى بشمال سورية.
واستخدم النظام السوري غاز الكلور، في حي جوبر، في ذكرى مجزرة الكيماوي، التي راح ضحيتها أكثر من 1400 مدني، في الغوطة الشرقيّة، العام الماضي. ويعتبر غاز الكلور، الذي لا لون له، من المواد غير القابلة للاشتعال، وله رائحة قويّة، ومن أبرز عوارض تنشّقه احمرار في الوجه، وحرقة في العين والأنف والحلق. ويعد من أول الغازات السامة التي استعملت كأسلحة في الحروب.
ويمثّل حي جوبر بوابة النظام إلى الغوطة الشرقيّة، وبوابة المعارضة المسلّحة الأهم والأقرب إلى قلب العاصمة دمشق. ويبعد الحيّ أقل من كيلومتر واحد عن ساحة العباسيين. وتسيطر فصائل المعارضة على أكثر من تسعين في المئة من الحي، فيما تستولي قوات النظام على مبانٍ في المدخل الشرقي، لا تتجاوز مساحتها العشرة في المئة منه.
من جانب آخر، تواصل المعارضة المسلحة توسيع سيطرتها في ريف القنيطرة، بعد بدئها معركة "الوعد الصادق" قبل ثلاثة أسابيع، والتي مكّنتها من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية، بلغت مساحتها أكثر من 75 في المئة من مساحة القنيطرة.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم المركز الإعلامي في القنيطرة والجولان أسعد الجولاني لـ"العربي الجديد" بأنّ "الثوار اتبعوا تكتيكاً عسكرياً، عبر الانتقال من الجبهة الشرقيّة إلى الجبهة الشماليّة، ونجحوا في السيطرة على بلدتي الرواضي والحميدية، اللتين تعتبران صلة الوصل بين الريف الشمالي المحرّر والقطاع الأوسط".
ولفت الجولاني إلى أنّ "السياج الفاصل مع الجولان المحتل بات محرّراً بالكامل، بعد موجة من المعارك العنيفة"، مشيراً إلى مقتل أكثر من 70 وجرح مئة آخرين في صفوف قوات النظام، في معارك الحميدية والرواضي، بينما قُتل 7 من عناصر المعارضة وأصيب آخرون".
من جهتها، قصفت قوات النظام بالمدفعيّة الثقيلة وراجمات الصواريخ والرشاشات الثقيلة، مناطق القطاع الأوسط من القنيطرة، وتحديداً بلدتي مسحرة ونبع الصخر والقرى المحاذية لريف درعا الغربي.
وبدأت هذه المواجهات مع اطلاق معركة "الوعد الصادق"، الهادفة إلى السيطرة على القنيطرة المهدمّة ومعبر القنيطرة ومنطقة الرواضي، ثم استكملت بمعركة "المجدولية"، والتي سيطرت بموجبها المعارضة على عدد من المواقع، أهمها مجدولية والرواضي والحميدية، فيما يبقى مركز ثقل النظام في مدينتي البعث وخان أرنبة.