وبحسب الناشط الميداني في حماة، مؤيد الأشقر، فإن القرار الأخير كان بمثابة صفعة لعناصر النظام وضباطه في حماة، فالقرار يعني إيقاف موارد المال الهائلة التي كانت تدرّ عليهم في كل ساعة عبر الأتاوات والرشى، التي كان عناصر النظام يفرضونها على كل من يمر عبر حواجزهم العسكرية في حماة وريفها".
وأوضح الأشقر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "إغلاق هذا المورد المادي الكبير أدى إلى مشكلات كبيرة للنظام في حماة، حيث كانت تلك الحواجز والأتاوات التي كانت تجنى من خلالها السبب الوحيد الذي كان يكمّ أفواه العناصر عن خدمتهم سبع سنوات متتالية في جيش النظام، وعن حرمانهم من حقوقهم من الإجازات ورؤية أهلهم وغيرها من الحقوق، ولكن الآن وبعد إزالة الحواجز لم يعد هناك ما يغض أبصار عناصر النظام عن حقوقهم المحرومة من قبل قياداتهم".
وتابع إن "عملية إزالة الحواجز في حماة، وغيرها من المدن التي أصبحت شبه آمنة عسكرياً، سيؤدي إلى عدم حاجة النظام لهذا العدد الكبير من العناصر التي كانت تخدم على تلك الحواجز، وبالتالي سحبهم إلى المناطق المشتعلة في سورية، والاستفادة منهم ميدانياً في العمليات العسكرية في معارك الجنوب السوري، ومعارك البادية ضد "داعش"، وهذا هو الهم الوحيد الذي كان يرافق عناصر النظام من سحبهم من المدن الآمنة إلى خطوط الجبهات العسكرية التي يعرف مصيرها بالموت حتماً".
وعلم "العربي الجديد" عبر مصادر ميدانية في حماة، سحب أكثر من ألف وخمسمائة عنصر من كافة أفرع المخابرات السورية المتواجدة في حماة فقط، ومن مطار حماة العسكري، إلى جبهات الجنوب والشرق السوري، عقب إعادة فرزهم من الأفرع التابعين لها، بعد تخلي النظام عن خدماتهم على الحواجز الثابتة ونقلهم للقتال عسكرياً.
وهذا ما دعا النظام، وبحسب القيادي العسكري في كتائب المعارضة بريف حماة، أبو خالد الحموي، إلى افتعال تفجيرات وهمية توهم قيادات النظام في دمشق أن مدينة حماة هي منطقة غير آمنة وما زالت تحوي على خلايا نائمة ستقوم بعمليات عسكرية فيها ضد النظام ما إن تمت إزالة الحواجز وسحب هذا العدد الكبير من العناصر هناك.
وأكد الحموي، أن التفجير الذي وقع في الكراج الغربي في مدينة حماة، أول من أمس، هو من فعل النظام ذاته ومن عناصر فرع المخابرات الجوية، التي تشرف على تلك المنطقة، لافتاً إلى أن مكان التفجير هو مكان محصّن أمنياً بشدة لوجود نقطة عسكرية هناك وبداخلها عشرات العناصر من المخابرات الجوية والمعروفين بتشديدهم الأمني وتدقيقهم على جميع المارّة، كذلك وجود نقطة عسكرية في نهاية الشارع ذاته.
ومضى قائلاً: "هذا ما يؤكد عدم قدرة كتائب المعارضة أو أي خلية نائمة من التسلل والوصول بهدف زرع عبوة ناسفة أو تفجير انتحاري هناك، علاوةً على أن مكان التفجير، وقد شاهد ذلك جميع أهالي حماة لم يكن بالدرجة الكبيرة التي وصفها النظام، كما قال إن انتحارياً فجّر نفسه، فالتفجير استهدف أولاً كراجاً للمدنيين، وهذا ما لم تفعله المعارضة طيلة حربها ضد النظام، كذلك الأضرار الناتجة عن التفجير صغيرة وليست بمثابة أضرار ناتجة عن تفجير انتحاري كما روّج النظام".
واستطرد شارحاً، إن "التفجير حصل في تمام الساعة 12:30 مساء، وهو وقت تزدحم فيه شوارع مدينة حماة، خاصة تلك المنطقة، وبالتالي لا يمكن للمعارضة أن تستهدف نقطة مدنية، لا سيما أن حاجز النظام لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مكان التفجير، فلِمَ لم يصب أي عنصر من النظام بأذى واقتصرت الأضرار على المدنيين والمسافرين من حماة لريفها الغربي!؟".
وأضاف أن "عملية التفجير لم يتبنها أي فصيل عسكري من كتائب المعارضة، وهذا ما يدل على كذب النظام، ويؤكد وقوفه وراءها بهدف إيقاف إزالة الحواجز في حماة وإيقاف سحب العناصر من هناك، وهذا ما اعتاده الأهالي منذ أن فرض النظام حواجزه".
وذكر القيادي العسكري أن "في كل فترة عند اشتعال منطقة ما في ريف حماة أو في سورية يبدأ النظام السوري بسحب العناصر من حماة إلى تلك المناطق فيبدأ بافتعال مثل هذه التفجيرات كما حصل كثيرٌ من هذه القصص في حي القصور والبياض والصابونية عند المعارك التي كانت تشتعل في ريف المدينة الشمالي، أو بهدف إيجاد وسيلة وعذر لتفتيش منطقة ما ونهبها تحت كنف وجود إرهابيين وتفجيرات في هذه المنطقة".
وفي السياق ذاته، قال أبو هاني، وهو رجل خمسيني من حماة، لـ"العربي الجديد"، إنه على ثقة تامة أن النظام سيفتعل، خلال الأيام المقبلة، تفجيرات أخرى وفي مناطق مأهولة بشكل أكبر، خاصة في الأسواق، لتبدأ مطالب عناصره ومطالب الموالين للنظام والمستفيدين من الحواجز، بالتعالي للمطالبة بعودة الحواجز والعناصر بهدف المحافظة على وضع حماة الآمن.
واعتبر أن التفجير الأخير كان ذريعة قوية للموالين للنظام وعناصره برفع أصواتهم وإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بعودة الحواجز الأمنية وعودة وضع حماة السابق بعد أن أزال النظام 90 في المائة من الحواجز الثابتة داخل المدينة، ولم يبق سوى حواجز على مداخلها ومخارجها.
وانتشرت جملة "الحواجز هي السبيل الوحيد لحمايتنا" طالب بها مجمل الموالين، قيادات دمشق بإعادة الحواجز في جميع المحافظات السورية لحماية أمن تلك المناطق.