جددت قوات النظام السوري اليوم الإثنين، قصفها المدفعي لمناطق سكنية، تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حمص الشمالي، بعد يومٍ شهد مقتل ثمانية مدنيين هناك بقصف مماثل، تزامناً مع نشوب معارك، أدت إلى مقتل عناصر من قوات النظام السوري، ومليشيا "الدفاع الوطني"، أثناء هجومهم على مواقع للمعارضة، قرب مدينة الرستن.
وجددت قوات النظام منذ صباح اليوم، قصفها مزارع الكن في محيط مدينة الرستن، بالتزامن مع هجوم قوات النظام على المنطقة، استكمالاً لمحاولات التقدم البرية التي بدأت أمس.
وتركز هجوم قوات النظام السوري ومليشيا "الدفاع الوطني" أمس، على بلدات "الحمرات سليم والعامرية والجومقلية وعز الدين وديرفول" على طريق مدينة السليمة، إضافة لهجوم مواز على "مزارع الكن" القريبة من مدينة الرستن، شاركت فيه مقاتلات حربية تابعة للنظام، دون تسجيل تدخل للمقاتلات الحربية الروسية.
وقالت فصائل الجيش السوري الحر، إنها دمرت خلال الهجوم، أربع دبابات باسخدام صواريخ مضادة للدروع إضافة لسيارات تحمل أسلحة وذخائر.
وكان القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام أمس، والذي استهدف مدينة الرستن، وقرة وبلدات ريف حمص الشمالي أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين بينهم نساء وأطفال.
وتعيش مناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي، وريف حماة الجنوبي المتاخم له، حالة ترقب وقلق، تزامناً مع تقارير تروجها وسائل إعلام موالية للنظام، وتتحدث عن أن هذه المناطق، قد تكون ميدان عمليات عسكرية كبيرة في الفترة القادمة، بعد إتمام سيطرة النظام على الغوطة الشرقية لدمشق.
إلى ذلك، سيطر فصيلا "الشهيد أحمد العبدو" و"جيش تحرير الشام"، التابعان لـ"الجيش السوري الحر"، على مواقع عسكرية لقوات النظام في جبال القلمون الشرقي، في الوقت الذي تمّ التوصل أمس، إلى اتفاقٍ بين فصائل المعارضة في بلدة الضمير وضباط روس، تقضي بخروج المقاتلين والراغبين من المدنيين إلى خارج البلدة الواقعة بالقلمون الشرقي، وإلى وجهةٍ لم يتم تحديدها، يُرجحُ أن تكون إلى مناطق شمالي سورية.
وقالت "قوات الشهيد أحمد العبدو" إنها سيطرت مع "جيش تحرير الشام"، على "عدد من المواقع الاستراتيجية في منطقة المحسا بالقلمون الشرقي"، بعد معارك مع قوات النظام السوري المتواجدة هناك.
ويأتي ذلك في وقت تخوض فيه فصائل "الجيش الحر" في القلمون، مفاوضات مع ضباط من قاعدة "حميميم" الروسية في سورية، للتوصل إلى اتفاقٍ حول مصير مناطق القلمون الشرقي، التي تُسيطر عليها المعارضة السورية.
وتم التوصل أمس الأحد، إلى اتفاقٍ بين المعارضة والضباط الروس، يتعلق بإحدى مناطق سيطرة المعارضة السورية في القلمون، وهي بلدة الضمير، حيث من المقرر أن يتم إفراغ البلدة من مقاتلي الفصائل، ونقلهم مع من يرغب من المدنيين، إلى وجهةٍ لم يتم تحديدها، يرجح أن تكون مناطق إدلب وريف حلب، شمال سورية.
وقالت اللجنة التي تفاوض عن البلدة، إن الاتفاق تمّ التوصل إليه "في سبيل تجنيب الآمنين ويلات الحرب والحفاظ على أرواح أكثر من مئة ألف مدني داخل المدينة من أبناء ضمير، ومن الوافدين إليها من بلدات الغوطة الشرقية والقلمون".
وشكلت معظم الفصائل العسكرية بالقلمون الشرقي، ما سمته "القيادة الموحدة في القلمون"، مع بدء عملية التفاوض مع ضباطٍ روس، بينما لم ينخرط "جيش تحرير الشام" في هذه "القيادة".
وقال "جيش تحرير الشام" في بيانٍ له أمس الأحد، إنه "ليس لنا علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، كما أننا لا ننسق معها"، ليبقى حتى الآن خارج عمليات التفاوض الجارية حول مصير القلمون الشرقي بريف دمشق، والتي لا تزال المعارضة تحتفظ فيها، بالسيطرة على الرحيبة والناصرية وجيرود، وقرى أخرى هناك.
(شارك في التغطية: مروان القاضي من ريف دمشق)