وقال النظام على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين، بحسب وكالة أنباء "سانا" التابعة له، "إن اتهامات الإدارة الأميركية للحكومة السورية بما سمته (محرقة في سجن صيدنايا)، إضافة إلى الأسطوانة القديمة حول استخدام البراميل المتفجرة والسلاح الكيميائي، عارية من الصحة جملة وتفصيلا".
وادعى المصدر "أن حكومة الجمهورية العربية السورية إذ تؤكد أن هذه الادعاءات عارية من الصحة جملة وتفصيلا، وما هي إلا من نسج خيال هذه الإدارة وعملائها، فإنها لا تستغرب مثل هذه التصريحات التي اعتادت على إطلاقها قبيل أي جولة سياسية، سواء في جنيف أو أستانة، حيث باتت مكشوفة الأهداف والنوايا بشكلها ومضمونها وتوقيتها".
ويرى معارض في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "النظام تاريخيا يعتمد سياسية اكذب اكذب حتى تصبح كذبتك حقيقة، وإن نجح في زمن ما بخداع المجتمع الدولي، فهو لا يمكن أن يخدع السوريين من جديد"، متسائلا "كيف سيصدقه الناس وفي كل عائلة في سورية هناك إما معتقل وإما قتيل في المعتقل لم يتسلم ذووه جثمانه؟ حيث تكتفي الشرطة العسكرية بتسليمهم بطاقته الشخصية وتقريراً طبيّاً في الغالب يكون السبب المتعارف عليه توقفاً مفاجئاً في القلب، وهناك آلاف الشهادات الموثقة لمثل تلك الحالات، وبمجرد زيارة قصر العدل بحي المزة بدمشق، وترى عشرات المدنيين الذين يقدمون طلبات لوزارة العدل لاكتشاف مصير أبنائهم المجهول في مخالفة لكل القوانين التي نصها النظام ذاته".
واعتبر أن "مسألة المحرقة البشرية أو هولوكوست صيدنايا بحاجة إلى تحقيق دولي، إلى جانب العديد من المجازر والانتهاكات الكثيرة التي ارتكبها النظام ليكون هناك مستند قانوني يحاسب المسؤولين فيه عنها، فقد حان الوقت لوضع حد للفلتان من المحاسبة"، مضيفا أنه "من المستفز الإمعان في إنكار البراميل المتفجرة والمجازر الكيميائية التي شاهدناها بأعيننا ووثقت بآلاف الصور والفيديوهات والشهادات وتقارير العديد من المنظمات".
وكان القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ستيوارت جونز، قد قال إن الولايات المتحدة لديها دليل على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أقام محرقة للجثث قرب سجن عسكري كبير خارج العاصمة دمشق. وأضاف أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن المحرقة يمكن أن تستخدم في التخلص من الجثث بسجن صيدنايا، وأن حكومة الأسد أمرت بعمليات إعدام جماعية لآلاف السجناء خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ست سنوات.
وخلال لقائه مع عدد من الصحافيين عرض صورا التقطت من الجو لما قال إنها محرقة، مضيفا "نعتقد الآن أن النظام السوري أقام محرقة للجثث في مجمع سجن صيدنايا، حيث يمكن التخلص من رفات المحتجزين دون ترك أي دليل".
يشار إلى أن سجن صيدنايا من أسوأ السجون السورية مع سجن تدمر الذي دمره تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، في حين أفادت منظمة "العفو الدولية" في فبراير/ شباط الماضي عبر تقرير بعنوان "المسلخ البشري"، بأن مجموعات من نحو50 معتقلاً كان يتم اقتيادها أسبوعيا مرة أو اثنتين لينفذ بحقها إعدام جماعي في سجن صيدنايا، وأضافت أن نحو 13 ألف شخص أعدموا في صيدنايا بين عامي 2011-2015.
وتتصدر المحاكمَ المصدرة لأحكام الإعدام محكمتا الإرهاب والمحكمة الميدانية، وهي محاكم استثنائية، لا تؤمن للمعتقل الحق في الدفاع عن نفسه، أو توكيل محام للدفاع عنه.