وتحدثت مصادر محلية مع "العربي الجديد" عن هجوم جديد شنته قوات النظام على عدة محاور في وادي عين ترما، في أطراف المدينة، شرق دمشق، في محاولة التقدم باتجاه المدينة، وسط مقاومة شديدة تبديها فصائل المعارضة في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام أدخلت سلاح الخراطيم المتفجرة لأول مرة في العمليات التي تشنها في عين ترما بعد سلسلة من العمليات الفاشلة في اقتحام مواقع المعارضة.
ويذكر أن الخراطيم المتفجرة كان لها الدور الكبير في تمكين النظام من السيطرة على أحياء تشرين والقابون شرق مدينة دمشق، قبل شهرين، لما لها من قدرة تدميريّة عالية على مساحة كبيرة.
وأطلق الناشطون المعارضون للنظام السوري تسمية "الخراطيم المتفجرة" على أنبوب طويل تطلقه كاسحة الألغام الروسية "UR-77"، ويحوي مواد شديدة الانفجار تقوم بتدمير مساحة كبيرة تتجاوز عشرات الأمتار، وهو سلاح ارتجالي غير دقيق الإصابة.
وفي السياق، نفت المصادر ذاتها، أي تقدم لقوات النظام في محور عين ترما، مشيرة إلى محاولة النظام تشتيت المعارضة عبر الهجوم على محاور المتحلق الجنوبي في حي جوبر شرق مدينة دمشق، والملاصق لوادي عين ترما، وسط قصف بالمدفعية الثقيلة.
من جانبه، تحدث الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، عن استهداف مدينة عين ترما بأربع غارات جوية فضلاً عن الخراطيم المتفجرة شديدة الانفجار والقصف المدفعي الثقيل، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة، كما طاول القصف مدينة كفربطنا.
وتشن قوات النظام السوري منذ بداية شهر مايو/أيار الماضي هجوماً ضد المعارضة في محور جوبر- عين ترما بالأطراف الغربية من غوطة دمشق الشرقية
المعارضة تهاجم "داعش"
إلى ذلك، بدأت فصائل من المعارضة المسلحة، في وقت مبكر من صباح اليوم، حملة مداهمات واعتقال في مدينة إدلب ومدينة سرمين، شمال سورية، طاولت عدة أشخاص، وسط فرض حظر للتجوال في العديد من المناطق وإطلاق نار متقطع، أسفر عن إصابات بين المدنيين.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المعارضة المسلّحة في إدلب بدأت عملية أمنية ضد خلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش"، وداهمت عدداً من المقرات والمنازل في مناطق دوار الملعب، وابن سيما، وشارع المعاهد، في مدينة إدلب، ومناطق أخرى في مدينة سرمين.
ونشرت قوات المعارضة حواجز على كافة المداخل والمخارج المؤدية إلى إدلب وسرمين، كما نشرت حواجز على الطرق الرئيسة بين المدن والبلدات الكبيرة في محافظة إدلب، فيما وقعت إصابات بين المدنيين، بينهم طفلان، نتيجة الاشتباك وإطلاق النار خلال المداهمات في سرمين.
وفي الشأن، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن المعارضة حاصرت خلية تابعة لـ"داعش" بالقرب من المدخل الغربي لمدينة إدلب، الأمر الذي استدعى إبلاغ المدنيين بالتزام بيوتهم وعدم الخروج منها وإغلاق الطرق الرئيسية داخل المدينة، كما تم تأجيل امتحانات جامعة إدلب إلى وقت لاحق.
وأكّدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن العملية تتم بمشاركة كافة الفصائل العسكرية المتواجدة في مدينة إدلب، ومن بينها "هيئة تحرير الشام"، و"حركة أحرار الشام".
ويذكر أن محافظة إدلب شهدت العديد من حالات الانفلات الأمني، مثل تفجير سيارات مفخخة وعمليات خطف واغتيال طاولت قيادات في المعارضة السورية المسلحة. وتتهم المعارضة خلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش" والنظام السوري بتنفيذ تلك العمليات.