بحث النظام السوري نقل دوائر الدولة من محافظة الحسكة شرق البلاد إلى العاصمة دمشق، على خلفية المواجهات التي وقعت أخيراً بين قواته و"قوات سورية الديمقراطية".
وقالت الناشطة الإعلامية في الحسكة، لمى الحسكاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهالي الحسكة مازالوا يحصدون نتائج المواجهات التي حدثت بين النظام وقوات سورية الديمقراطية، التي على ما يبدو ستكون كبيرة، في حين يبحث ممثلو النظام في المحافظة هذه الأيام مسألة نقل مؤسسات الدولة إلى العاصمة دمشق، وهذا ما يزيد من صعوبات العيش على المواطنين".
ولفتت إلى أنّ "أكثر الفئات المتضررة من أهالي المحافظة هم الطلاب الجامعيون الذين يزيد عددهم عن 40 ألف طالب، لاسيما بعد ما حدث في فرع جامعة الفرات من حرق للأوراق الثبوتية وتخريب لها، الأمر الذي دفع إلى الحديث عن نقل الطلاب والامتحانات إلى جامعات اللاذقية ودمشق"، مضيفةً أنّ "هذا النقل قد يشمل السجل المدني والجوازات والمصارف والتربية وغيرها من المؤسسات، ما سيجبر الأهالي للسفر إلى العاصمة في حال احتاج اتمام أي معاملة، أو وجود مكاتب وسيطة، علماً أن الطيران هو وسيلة النقل الوحيدة التي تربط الحسكة بمناطق النظام، وهي مكلفة جداً مقارنة مع دخل الموظف، حيث يصل سعر التذكرة إلى 40 ألف ليرة".
وبيّنت الناشطة أنّ "اجتماعاً عُقد في مبنى المحافظة، أمس الثلاثاء، حضره ممثلو النظام في المحافظة، تم خلاله بحث مسألة نقل المؤسسات، بحجة تزمت الإدارة الذاتية والتصرفات التي تقوم بها المليشيات الكردية، من سيطرة على المناطق ومقار الدولة".
واعتبر ناشطون من المحافظة أنّ "النظام يحاول تأليب الأهالي على الإدارة الذاتية لما سيشكله نقل مؤسسات الدولة من تعقيدات لحياة المواطنين، علماً أن مؤسسات الدولة لا تزال تمارس مهامها إلى اليوم، إضافة إلى مصير أكثر من 120 ألف موظف المستقرين في المحافظة، ومسألة انتقالهم إلى محافظات أخرى سيكون صعب جداً مادياً واجتماعياً".
ويعيش أهالي الحسكة في ظل تجاذبات بين "قوات سورية الديمقراطية"، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، والقوات النظامية ومليشيا الدفاع الوطني، الذي تم إخراجه من المدينة عقب المواجهات بين الجانبين في وقت سابق من الشهر الجاري، في ظل اتفاق برعاية روسية على أن يتم تسليم المدينة وإدارتها للإدارة الذاتية مع الحفاظ على ارتباط المؤسسات بوزارات النظام وتواجد رمزي للنظام بالمدينة، للإبقاء على تواجد الدولة السورية، وفقاً لناشطين أكراد.