أما اشتباكات الجنوب، فيرتبط معظمها، وفق ما تم الإعلان عنه، بـ"نصرة الزبداني ومن ثم مدينة دوما والغوطة المحاصرة في ريف دمشق". وكان الاتحاد الإسلامي لـ"أجناد الشام"، قد أطلق معركة "لهيب الشمال"، وذلك نصرة لغوطتي دمشق وأهالي مدينة الزبداني. وقال بيان نشره المكتب الإعلامي للاتحاد، إن "معركة لهيب الشمال ستعمل على استهداف قريتَيْ الفوعة وكفريا في ريف إدلب بأكثر من 100 قذيفة يوميّاً. وهذا ما حصل بالفعل، فقد سقطت قذائف عدة، يوم الأحد الماضي، في البلدتين المواليتين للنظام.
وذكر بيان "أجناد الشام"، أنّ هذه المعركة جاءت بعد المجزرة الأخيرة التي ارتكبها نظام الأسد في السوق الشعبي في مدينة دوما، التي راح ضحيتها أكثر من 150 شخصاً وأكثر من 300 جريح. وكان الاتحاد الإسلامي لـ"أجناد الشام" قد أطلق في دمشق، معركة "لهيب داريا"، واستطاع من خلالها، السيطرة على نقاط جديدة.
في ريف دمشق، تتواصل الاشتباكات في منطقة الزبداني التي تتعرض لهجوم عنيف منذ ما يقارب الشهرين من جانب قوات النظام وحزب الله، والتي كانت محرضّاً على فتح جبهات عدة لتخفيف الضغط عنها. وقد حاول كلا الطرفين القيام بهجمات معاكسة لإحداث اختراق في صفوف المدافعين من جانب قوات النظام وحزب الله، ومحاولة لفك الحصار وإبعاد القوات المهاجمة من جانب فصائل المعارضة.
تقول الناشطة ميس الزبدانية لـ"العربي الجديد"، إنّ فصائل المعارضة دمّرت مدفعاً لقوات النظام على محور قلعة الزهراء غربي المدينة وقتلت طاقمه، فضلاً عن مقتل العديد من عناصر حزب الله، مشيرة إلى أن الاشتباكات شملت أيضاً الحارة الغربية والمحطة والهدى، في محاولة من جانب فصائل المعارضة للاحتفاظ بنقاط دفاعهم، ومنع أي محاولة لتقدم قوات النظام.
ويوضح ناشطون محليون لـ"العربي الجديد"، أنّ "أحرار الشام"، و"جبهة النصرة" تمكّنوا من السيطرة على حاجز "الكرفانات" والاستيلاء على قاعدتي م. د، وذخائر الحاجز، وعلى حاجز كرم العلالي والاستيلاء على دبابة وحرق أخرى، وتدمير حاجز "جدودنا" بالكامل، إضافة إلى تدمير جزء كبير من حاجز خدام خلال معركة "الجبل الشرقي" التي أطلقها كل من "الجبهة" و"أحرار الشام"، لتخفيف الضغط عن العناصر المحاصرين داخل الزبداني.
وفي سياق متصل، يقول ناشطون إن "قوات النظام ترحّل أهالي الزبداني ومضايا وبقيّن الموجودين في بلودان والمعمورة بواسطة سيارات عسكرية إلى جهة مجهولة، بينما تواصل إغلاق جميع الطرقات المؤدية إلى منطقة وادي بردى، ومنع دخول وخروج المواطنين". ويفيد الناشطون نفسهم، أنّ قوات النظام أمهلت النازحين من مدينة الزبداني المقيمين في كروم مضايا 24 ساعة للمغادرة باتجاه بلدتَيْ مضايا وبقين في ريف دمشق، مع منع توجّههم إلى دمشق.
اقرأ أيضاً حرب التهجير: مجازر الغوطة لرسم "سورية المفيدة"
وكانت قوات النظام قد أجبرت النازحين من مناطق المعمورة ووادي غزال والمعاصر في بلودان والإنشاءات في الزبداني، على التوجه نحو مضايا وبقين المحاصرتين منذ بدء الحملة العسكرية على مدينة الزبداني، واللتين تعانيان من نقص حاد في جميع المواد الغذائية والطبية. كما تتعرض البلدتان إلى قصف بالمدفعية الثقيلة والبراميل المتفجرة وقنص بشكل دائم، ما يثير توجّس السكان جراء تجمّع نازحي الزبداني في هاتين المنطقتين.
وتقوم قوات النظام في الآونة الأخيرة بمطاردة النازحين عن مدينة الزبداني في القلمون الغربي في المناطق الخاضعة لسيطرته، ومنعهم من الإقامة في تلك المناطق، في إطار مخطط كشفت عنه المفاوضات بين حركة "أحرار الشام" والمفاوضين الإيرانيين قبل أيام، يهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها وإحضار سكان قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب مكانهم. ويترافق ذلك مع إغلاق المحال التجارية والأفران في هذه المناطق، الأمر الذي تسبّب بنقص كبير في المواد الغذائية والطبية.
في محافظة إدلب، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة وفي مقدّمتها "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام" الإسلامية من جهة أخرى، في محيط مطار أبو الظهور العسكري، وذلك بعد هجوم عنيف لفصائل المعارضة على المطار ومحاولتها السيطرة عليه.
ويشير الناشط محمد الدالي لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ فصائل المعارضة تمكنّت من اقتحام أسوار المطار وسط قصف عنيف متبادل بين الطرفين. كما تمكّنت من قتل عدد من قوات النظام خلال الاشتباكات التي جرت في محيط المطار، بالتزامن مع استهدافه بالمدفعية تمهيداً لاقتحامه في الساعات أو الأيام المقبلة.
في المقابل، شنّ طيران النظام عشرات الغارات على محيط المطار، فضلاً عن استهدافه مناطق في بلدة محمبل في ريف إدلب الغربي، وبلدة كفرعويد في ريف إدلب الجنوبي، وبلدة أورم الجوز القريبة من أريحا ومدينة أريحا نفسها، إضافة إلى مدينة جسر الشغور، ما أدّى إلى دمار في المرافق العامة وسقوط قتلى وجرحى.
ويضيف الدالي أنّ "الاشتباكات لم تتوقّف في ريف حماه، إذ سيطرت الفصائل، يوم الأحد الماضي، في هجوم مفاجئ على حاجز قصارين في قرية زور سريحين في ريف حماه الجنوبي، وتمكّنت من قتل عدد من قوات النظام والسيطرة على عربة شيلكا وأسلحة أخرى". كما تتواصل الاشتباكات وعمليات القصف المتبادلة بين الطرفين على جبهات ريف حماة الشمالي والغربي، ما أدى إلى مقتل أحد القادة العسكريين في فصائل المعارضة، في سهل الغاب في ريف حماة.
أمّا في الشمال الغربي، فاستهدفت فصائل المعارضة بعدد من القذائف ونيران الرشاشات الثقيلة مناطق سيطرة قوات النظام في ريف اللاذقية، وخصوصاً في بلدة صلنفة، ومحيط قمة النبي يونس وجب الأحمر في ريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محيط قمة النبي يونس، حيث قتل أربعة عناصر من المسلحين الموالين للنظام هناك.
اقرأ أيضاً سورية: الزبداني تنازع و"داعش" يخدم النظام في سهل الغاب