واصل سعر برميل النفط مسلسل خسائره في السوق العالمية وفقد، اليوم الجمعة، أكثر من دولارين، وهوت عقود خام برنت الآجلة إلى 64.37 دولاراً، وهو أدنى سعر بلغه البرميل خلال التعاملات، فيما صعّدت واشنطن تهديداتها لمشتري النفط الإيراني بفرض عقوبات عليهم.
في غضون ذلك، أظهر مسح لرويترز اليوم الجمعة، أن من المرجح أن تبقى أسعار خام برنت قرب 70 دولارا لبقية العام، نظرا للمخاطر المتصاعدة المتعلقة بالإمدادات بسبب توترات الشرق الأوسط وموازنتها أثر المخاطر المتعلقة بالطلب الناشئة عن الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وتوقع المسح الشهري الذي استقصى آراء 43 اقتصاديا وحللا أن يبلغ متوسط سعر برنت 68.84 دولارا عام 2019، من دون تغير يذكر عن السعر الذي تنبأ به المسح السابق وهو 68.57 دولارا، لكنه يزيد على متوسط خام القياس العالمي منذ بداية العام والبالغ 66.80 دولارا.
وذكر الممثل الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، أن الولايات المتحدة ستعاقب أي دولة تشتري النفط من الجمهورية الإسلامية بعد انتهاء الإعفاءات في الثاني من مايو/أيار.
وقال هوك إن واشنطن ستفرض العقوبات "حتى إذا لم تف دولة بحدود الشراء القصوى التي تفاوضت عليها من قبل... سياستنا الثابتة هي وقف شراء النفط الإيراني تماما. انتهى الأمر".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت في وقت سابق، يوم الخميس، أن دولا مثل الصين والهند التي حصلت على إعفاءات في نوفمبر/تشرين الثاني لشراء النفط الإيراني يمكنها مواصلة شراء الخام بعد 2 مايو/أيار إلى أن تصل إلى الحد الأقصى الذي تفاوضت عليه.
وبحسب الأرقام، استورد أكبر المشترين، الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، 1.62 مليون برميل يوميا في المجمل من الخام الإيراني في إبريل/نيسان، بزيادة 3.2% عن الشهر السابق، وهو أعلى مستوى منذ يوليو/تموز.
ولامست واردات الصين في إبريل/نيسان نحو 800 ألف برميل يوميا، وهو مستوى غير مشهود منذ 2014 عندما كانت القوى العالمية تعكف مع إيران على اتفاق لكبح برنامج طهران النووي.
وأصبحت كوريا الجنوبية ثاني أكبر مستورد للنفط الإيراني في إبريل/نيسان بعدما قلصت الهند مشترياتها، حيث بلغت الواردات الكورية حوالي 416 ألف برميل يوميا، وهو أعلى مستوى لها منذ 2017.
وكان خامس أكبر مستورد للنفط الخام في العالم يعتمد بكثافة على المكثفات الإيرانية، وهي نفط خام خفيف للغاية يستخدم في إنتاج البتروكيميائيات. لكن واردات الدول الأربع تظل منخفضة 24% في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، مقارنة مع الفترة المماثلة قبل عام بسبب العقوبات، وفقا لما أظهرته البيانات.
وتوقفت اليابان وكوريا الجنوبية عن استيراد النفط الإيراني في مايو/أيار. وتفيد بيانات رفينيتيف أيكون بأن الصين ستتسلم زهاء 11 مليون برميل من النفط الإيراني في مايو، في حين جرى شحن 4 ملايين برميل إلى الهند هذا الشهر، وفقا لوكالة رويترز.
وقالت "سي.ان.بي.سي كابيتال" الصينية، الذراع المالية لشركة الطاقة الوطنية العملاقة مؤسسة النفط الصينية (سي.ان.بي.سي)، اليوم الجمعة، إن وحدة ذكرها مسؤول أميركي هذا الأسبوع باعتبارها المالك لناقلة تشحن النفط الإيراني لا صلة لها بالسفينة المذكورة.
وكانت الولايات المتحدة قد حثت في وقت سابق هذا الأسبوع هونغ كونغ على ترقب سفينة محملة بالنفط الإيراني قد تطلب التوقف في المركز المالي الآسيوي، وقال مسؤول أميركي كبير إن أي كيان يقدم خدمات للسفينة سيكون منتهكا للعقوبات الأميركية.
وألقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، بالمسؤولية على إيران في هجمات هذا الشهر على ناقلات نفطية في الخليج، قائلا إنها كانت مسعى من طهران لرفع أسعار النفط العالمية.
تأجيل واشنطن فرض عقوبات على البتروكيميائيات الإيرانية
وكالة "رويترز" قد أوردت، بعد ظهر اليوم الجمعة، نقلاً عن صحيفة "وول ستريت جورنال"، قولها في تقرير، إن الولايات المتحدة تؤجل فرض عقوبات على قطاع البتروكيميائيات الإيراني.
ارتفاع تكاليف الشحن في الخليج
وقال رئيس اتحاد صناعة البترول الياباني، اليوم الجمعة، إن تكاليف شراء النفط الخام من الشرق الأوسط قد تزيد مع اتساع نطاق التأمين من مخاطر الحرب على السفن المبحرة بالمنطقة ليشمل تلك العاملة قبالة سواحل الإمارات وسلطنة عمان.
واليابان رابع أكبر مستورد للنفط في العالم وتشتري 90% من خامها من الشرق الأوسط، حسبما تظهره البيانات الحكومية.
ووضع وكلاء الشحن الآسيويون وشركات التكرير السفن المتجهة إلى الشرق الأوسط في حالة تأهب ويتوقعون زيادة محتملة في أقساط التأمين البحري إثر الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط ومنشآت خطوط أنابيب سعودية في وقت سابق من مايو/أيار.
وقال تاكاشي تسوكيوكا، رئيس اتحاد البترول الياباني، للصحافيين خلال إيجاز، إن لويدز البريطانية أخبرتهم بأن نطاق تغطية التأمين من الحرب ستجري توسعته ليشمل الفجيرة الإماراتية وخليج عمان بدءا من 31 مايو/أيار.
العقوبات أثرت على إنتاج "أوبك" رغم زيادة إنتاج السعودية
وتوصل مسح أجرته رويترز إلى أن السعودية رفعت مستوى إنتاجها في مايو/أيار، لكن ليس بما يكفي لتعويض انخفاض الصادرات الإيرانية التي انهارت بعد تشديد الولايات المتحدة العقوبات على طهران.
وأظهر المسح أن دول أوبك أنتجت 30.17 مليون برميل يوميا في مايو/أيار بانخفاض 60 ألف برميل يوميا عن إبريل/نيسان، علما أن إنتاج مايو كان أدنى مستوى لأوبك منذ عام 2015.
ويشير المسح إلى أنه رغم زيادة إنتاج السعودية عقب ضغوط من ترامب لخفض الأسعار، فإن المملكة لا تزال تنتج طواعية أقل مما يتيحه لها اتفاق إنتاج تقوده أوبك ويجري تطبيقه هذا العام.
وقال مصدر في صناعة النفط يتابع إنتاج أوبك: "نحن نرى انخفاضا في إمدادات أوبك في مايو إلى أدنى مستوى في سنوات عديدة. ليس هناك الكثير من الزيادات الكبيرة هذا الشهر، وإنتاج الكثير من الدول انخفض".