ازدادت تصريحات القادة الأوروبيين حدّة، قبل أيام من انعقاد قمة لدول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتي ستناقش آلية عمل لتخفيف عبء اللاجئين عن الدول الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد، في ظل الأزمة التي تعاني منها اليونان حالياً، مع تواجد أكثر من 25 ألف لاجئ على أراضيها، وبعدما أغلقت مقدونيا، منذ أكثر من أسبوع، حدودها ولم تسمح لهم بالمغادرة.
وفي هذا السياق، طالب المستشار النمساوي، فيرنر فايمان، في تصريح مع صحيفة "كورير" النمساوية، الصادرة اليوم الأربعاء، ألمانيا بنقل اللاجئين مباشرة من اليونان أو تركيا أو الأردن إلى أراضيها يومياً، وضمن حصص محددة، مضيفاً أن النمسا لا يمكن أن تتحول إلى محطة انتظار لألمانيا.
كما طالب فايمان، الاتحاد الأوروبي، باعتماد آلية تقضي بتوزيع اللاجئين على باقي الدول الأوروبية من نقطة وصولهم، أي الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في اليونان وإيطاليا. مقترحاً استصدار شهادات عبور للاجئين.
وأوضح المستشار النمساوي، أنّه لا يجوز السماح للاجئين بقطع مسافة ألفي كيلومتر قبل نقطة الوصول، مشيراً إلى أن بلاده ستتعامل مع الموضوع "بكثير من التشدد".
وتابع فايمان، قائلاً: "اتفاقية شينغن لا تعني بالضرورة تفلت اللاجئين من اليونان إلى النمسا، وهذا ما لم تعد النمسا قادرة على تحمله، خاصة أن ألمانيا أبلغتها بأنها لن تسمح سوى بعبور ألف إلى ألفي لاجئ إلى أراضيها يومياً".
ويأتي كلام المستشار النمساوي، في ظل مطالبات لمنظمة "العفو الدولية" للاتحاد الأوروبي، بالتدخل لإيجاد حل سريع لآلاف اللاجئين العالقين على الحدود اليونانية المقدونية، التي كان آخرها اليوم الأربعاء، على لسان الأمينة العامة للمنظمة فرع ألمانيا، زيلمين كاليسكان، لصحيفة "نويه أوسنابروك تسايتونغ"، إذ حثت الاتحاد الأوروبي على تطبيق الاتفاقات المبرمة منذ خريف العام الماضي، بخصوص إعادة توزيع اللاجئين.
وتساءلت كاليسكان، قائلةً "ماذا ينتظر الاتحاد الأوروبي لحل المشكلة؟"، مشددةً على أهمية إعطاء أولوية لهذا القرار مع تفاقم الأوضاع في اليونان.
من جهة ثانية، اعتبر القائد العام لقوات "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) في أوروبا، فيليب بريدلاف، في كلام له أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ الأميركي، أن روسيا وسورية تتعمدان إغراق الدول الأوروبية باللاجئين للحد من عزيمتها، موضحاً أن ذلك سوف يقوض الاستقرار في أوروبا.
ولفت بريدلاف، إلى أن هاتين الدولتين تسعيان إلى زيادة النزوح للمواطنين السوريين، عبر استهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة، موضحاً: "لم أجد سبباً آخر لاستخدام الرئيس السوري بشار الأسد هذه الأسلحة بطريقة عشوائية، كما أن الضربات الجوية التي تشنها القوات الروسية منذ ستة أشهر لدعم هذا النظام سوى لتشريد الآلاف من السوريين وجعلهم مشكلة طرف آخر".