توصّلت المعارضة السّورية المسلّحة، اليوم الخميس، إلى اتّفاق مع النّظام السوري ينص على وقف شامل لإطلاق النار في كافة أنحاء البلاد، وجاء الاتفاق برعاية تركية روسية بعد جولة من الاجتماعات شهدتها العاصمة التركية أنقرة.
ويستثني الاتّفاق جماعات مسلّحة وصفت بـ"الإرهابيّة"، وهو ما يثير تخوفا لدى الشارع السوري من تكرار خرق النظام السوري والطيران الروسي للاتفاق، كما فعل في كافة الاتفاقات السابقة، والتي نصت على وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانيّة، وكان آخر تلك الاتفاقات اتفاق وقع عليه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وبعد جولة من المناقشات التي استمرت أياما بين الوزيرين، توصلا إلى اتفاق هدنة بخصوص سورية، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ مساء يوم الاثنين (12 أيلول/سبتمبر 2016).
ونص الاتفاق على وقف النظام السوري للقيام بأي أعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة السورية "المعتدلة"، ووقف كافة عمليات القصف الجوي، مقابل التزام المعارضة باتفاق وقف الأعمال القتالية وإدخال المساعدات الإنسانيّة إلى المناطق التي يحاصرها النظام السوري.
وسرعان ما قام النظام السوري بخرق الاتّفاق وواصل العمليات القتالية على الأرض بحجة قصف "مجموعات إرهابية"، وقام النظام بحصار مدينة حلب حتى تمكن من تهجير أهالي المنطقة الشرقية من المدينة منتصف الشهر الجاري.
وتوصّلت المعارضة إلى اتفاق وقف لإطلاق النار مع النظام برعاية روسيا وتركيا في منتصف الشهر الجاري من أجل السماح للمعارضة والمدنيين بالخروج من شرق حلب، وقامت مليشيات تابعة للنظام السوري وإيران بخرق الاتفاق واعتدت على إحدى القوافل وقتلت وجرحت عددا من المدنيين.
كذلك، في ديسمبر/ كانون الأول 2015، تم برعاية الأمم المتحدة توقيع اتفاق هدنة بين المعارضة والنظام السوري في حي الوعر المحاصر من قوات الأخير بمدينة حمص، ونص على وقف شامل للأعمال العسكرية مقابل فك الحصار عن الحي والسماح لمن يريد الخروج من الحي بمغادرته، لكن النظام قام لاحقا بخرق الهدنة عدّة مرات وقصف الحي بشكل عنيف أوقع قتلى وجرحى، ولا يزال الحصار إلى اليوم مفروضاً على الحي.
في سبتمبر/أيلول 2015، توصّلت المعارضة إلى اتفاق مع النّظام السوري برعاية إيرانية من أجل وقف لإطلاق النار في مدينتي مضايا والزبداني بريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، وسرى الاتفاق إلى اليوم، لكن قوات النظام وحزب الله اللبناني خرقت الاتفاق عدّة مرات وقصفت مدينة مضايا، وأوقعت قتلى وجرحى بين المدنيين، إضافة لخرق الهدنة بعمليات القنص التي تستهدف المدنيين بشكل متكرر.
وفي ليلة 27 إبريل/نيسان 2016، أعلنت الخارجية الأميركية في بيان رسمي، عن سريان اتفاق وقف لإطلاق النار في سورية، ينص على وقف الأعمال العدائية والبدء بوقف إطلاق النار بعد اتفاق بين واشنطن وموسكو، وجاء ذلك الاتفاق بعد صدور قرار في مجلس الأمن رقم 2139 بتاريخ 22 فبراير/شباط 2014، ونص القرار على وقف لإطلاق النار وإيصال المساعدات، لكن قوات النظام خرقت الاتفاق مباشرة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2012، اقترح المبعوث الأممي إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، هدنة لوقف إطلاق النار بسورية خلال فترة عطلة عيد الأضحى، وأعلن كل من المعارضة والنظام التزامه بالهدنة، لكن الأخير خرقها وقتل قرابة 50 شخصا بقصف على مناطق متعددة في سورية.
ويذكر أن النظام السوري أجبر عددا من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة على عقد هدن ومصالحات في جنوب العاصمة دمشق، وفي أرياف دمشق ودرعا والسويداء، وقام أخيرا بخرق هدنة موقعة مع المعارضة في مدينة التل بريف دمشق الشمالي، انتهت بتهجير قرابة 2700 شخص من المدينة.
وتقوم قوات النّظام السوري بفرض الهدن على المناطق بعد حصارها لمدة من الزمن وقصفها بشكل عنيف تمهيدا لفرض اتفاق جديد ينص على تهجير السكان المعارضين للنظام نحو شمال البلاد، وكان آخرها خرق الهدنة في منطقة وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي.