تتواصل الاشتباكات العنيفة في حي القابون شمال شرق العاصمة السورية دمشق بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري التي كثفت محاولاتها للسيطرة على هذا الحي الذي لا يشمله اتفاق مناطق "تخفيف التوتر" الموقع في أستانة. وأعلنت روسيا أن حي القابون مستثنى من الاتفاق بذريعة وجود "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) فيه، وهو ما نفته تماماً مصادر المعارضة السورية، وسط تحذيرات من أن ما يجري اليوم في الأحياء الشمالية الشرقية للعاصمة دمشق، يعدّ تكراراً لسيناريو ما جرى في وادي بردى مطلع العام الحالي، في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف النار في أستانة أيضاً.
وفي السياق، قال الناشط أبو وسام الغوطاني، لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام تقوم بتدمير ممنهج لحي القابون، وهي لا تستطيع التقدّم في أي مكان قبل تدميره بشكل كامل. وأضاف أن قوات النظام تستخدم كاسحة الألغام الروسية الجديدة التي تقذف خراطيم متفجرة بالتزامن مع غارات المقاتلات الحربية والقصف المدفعي، وكل ذلك قبل أن تتقدّم مستخدمة الأسلحة مثل الدبابات وناقلات الجند وعربات "الشيلكا". ورأى أن ما يجري اليوم في الأحياء الشمالية الشرقية للعاصمة دمشق، شبيه بما جرى في منطقة وادي بردى مطلع العام الحالي، في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف النار في أستانة أيضاً، إذ واصلت قوات النظام وبغطاء جوي وسياسي روسي الهجوم على قرى الوادي، متذرعةً بوجود "هيئة تحرير الشام" فيها.
وعلى الرغم من بطلان هذه الذريعة آنذاك، كما هو الحال اليوم بالنسبة لحي القابون، فقد تمكّنت قوات النظام في النهاية، من تهجير أهالي ومقاتلي وادي بردى إلى إدلب، والسيطرة الكاملة على نبع الفيجة ومجمل قرى الوادي.
ويقع حي القابون شمال شرق العاصمة دمشق، ويبعد عن مركز المدينة أربعة كيلومترات بين الغوطة شرقاً، أي بلدتي عربين وحرستا، والمدينة غرباً. ويجاور أحياء برزة وتشرين من الشمال وجوبر من الجنوب. ويخترقه الطريق الدولي السريع طريق دمشق-حمص. وفي الحي موقف عمومي لانطلاق ووصول حافلات النقل إلى المحافظات الأخرى، وهو بذلك يعتبر بوابة دمشق، وأول ما يراه القادمون إليها من مناطق شمال ووسط سورية.
وحسب الخريطة التي أصدرتها وزارة الدفاع الروسية، فإن مناطق "تخفيف التوتر" تشمل محافظة إدلب، وأجزاء من ريفي حلب واللاذقية، وأجزاء من ريف حمص الشمالي، وأجزاء من محافظتي درعا والقنيطرة ومنطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، باستثناء حي القابون. وقال ناشطون إن قوات النظام تسعى للسيطرة على حي القابون بشكل كامل لإبعاد مقاتلي المعارضة عن دمشق وتفادي تكرار أي هجوم مفاجئ على العاصمة، كما حصل قبل نحو الشهرين، إذ تمكنت قوات المعارضة من الوصول إلى ساحة العباسيين وتهديد العاصمة.
وذكرت مصادر محلية أن الاشتباكات التي دارت في الحي بين الطرفين، أمس الأحد، تعتبر الأعنف حتى الآن، واستخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة. وأكدت فصائل المعارضة أنها تصدت لمحاولة قوات النظام والمليشيات التقدم في الحي، على الرغم من ضراوة القصف. وأضافت أنها تمكنت من تدمير دبابتين وجرافة على محور البعلة وشركة الكهرباء، حيث الاشتباكات على أشدها هناك في عدد من الأبنية. وتسعى قوات النظام في هذه المرحلة إلى فصل حي القابون عن حي تشرين الذي يقع إلى شماله، إذ قالت أوساط النظام إن عدة مئات من الأمتار فقط باتت تفصل قواته الموجودة في محطة الكهرباء عن تلك الموجودة غرباً. وتوقعت أن يتجمع مقاتلو المعارضة في إحدى المنطقتين قبل أن يتم فصلهما عن بعضهما البعض، أو أن ينسحبوا عبر الأنفاق إلى الغوطة الشرقية.
وتشارك الطائرات الروسية في قصف الحي الذي استهدفته يوم السبت، بعد سريان اتفاق "تخفيف التوتر"، بعدة صواريخ موجهة، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وذلك دعماً لقوات النظام التي تحاول اقتحام الحي من محوري أوتستراد دمشق – حلب والبعلة.
وتستهدف قوات النظام الحي بخراطيم محشوة بمادة الـ"TNT" المتفجرة، تطلقه كاسحة ألغام روسية، وبصواريخ متفجرة، ما تسبب في دمار هائل في الحي. وتتسبب الخراطيم المتفجرة بدمار كبير في الأبنية السكنية والمنشآت، على نحو مشابه لما تحدثه البراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات النظام، لكن الأثر التدميري للخراطيم هو أكثر فاعلية، إذ يتسبب سقوطها في إحداث حفرة عميقة على امتداد عشرات الأمتار بحسب طول الخرطوم الذي يبدأ من 10 أمتار وقد يصل إلى 100 متر. وهذه الخراطيم تستخدم في الأساس من جانب القوات الروسية لتفجير حقول الألغام، وقد استخدمتها سابقاً في الشيشان قبل أن تستقدمها إلى سورية وتزوّد بها قوات النظام السوري، نظراً لأثرها التدميري الكبير ورخص ثمنها، كونها سلاحاً غير موجه. وتطلق من منصة ثابتة مثل كاسحات الألغام لمسافة قصيرة لا تتعدى نصف كيلومتر، وهي خراطيم بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والخردوات والمواد المشتعلة.
وكان رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية الفريق أول، سيرغي رودسكوي، قد أعلن أن حي القابون مستثنى من اتفاق "تخفيف التوتر"، بسبب سيطرة "هيئة تحرير الشام" على الحي، وفق قوله.
غير أن فصائل المعارضة نفت وجود أي عنصر يتبع لـ"هيئة تحرير الشام" داخل الحي، مؤكدةً أن النظام يريد السيطرة على الحي لإبعاد مقاتلي المعارضة عن العاصمة، وليس لأي سبب آخر. وذكرت مصادر المعارضة أنه منذ نحو الشهر لم يعد يوجد أي مقاتل يتبع لـ"الهيئة" داخل القابون، إذ عادوا جميعاً إلى مقراتهم داخل الغوطة الشرقية. وأضافت أنه لا يوجد في القابون اليوم سوى مقاتلين من "فيلق الرحمن"، و"جيش الإسلام"، و"أحرار الشام" فقط، والانتشار الأكبر هو لعناصر "فيلق الرحمن".
وأصدر المجلس المحلي لحي القابون بياناً نفى فيه أي وجود لـ"هيئة تحرير الشام" في الحي. وجاء في البيان: "نحن المجلس المحلي والفعاليات المدنية والفصائل العسكرية العاملة في حي القابون ننفي تماماً ما يروّج له إعلام النظام بأنه يحارب جبهة النصرة في القابون، ونؤكد أنه لا يوجد أي عنصر أو مقر حالياً لجبهة النصرة في القابون، وإن من يدافع عن القابون هم أهلها وشبابها بالتعاون مع فصائل الغوطة، فيلق الرحمن وأحرار الشام وجيش الإسلام"، وفق ما ورد في البيان.
وتسقط أحياناً قذائف هاون على أحياء في دمشق، ما يدفع كلاً من النظام وروسيا إلى القول إن مصدرها حي القابون. واستهدف بعضها مقر السفارة الروسية في دمشق.
وكانت قوات النظام قد حقّقت خلال الأيام القليلة الماضية بعض التقدّم في الحي، وذلك في إطار حملة بدأتها مطلع فبراير/ شباط لانتزاع أحياء القابون وبرزة وتشرين المحاصرة بدمشق من المعارضة المسلحة. وتمكنت قوات النظام قبل أسبوعين من عزل حي برزة تمهيداً للسيطرة عليه.
وتستهدف قوات النظام الحي بخراطيم محشوة بمادة الـ"TNT" المتفجرة، تطلقه كاسحة ألغام روسية، وبصواريخ متفجرة، ما تسبب في دمار هائل في الحي. وتتسبب الخراطيم المتفجرة بدمار كبير في الأبنية السكنية والمنشآت، على نحو مشابه لما تحدثه البراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات النظام، لكن الأثر التدميري للخراطيم هو أكثر فاعلية، إذ يتسبب سقوطها في إحداث حفرة عميقة على امتداد عشرات الأمتار بحسب طول الخرطوم الذي يبدأ من 10 أمتار وقد يصل إلى 100 متر. وهذه الخراطيم تستخدم في الأساس من جانب القوات الروسية لتفجير حقول الألغام، وقد استخدمتها سابقاً في الشيشان قبل أن تستقدمها إلى سورية وتزوّد بها قوات النظام السوري، نظراً لأثرها التدميري الكبير ورخص ثمنها، كونها سلاحاً غير موجه. وتطلق من منصة ثابتة مثل كاسحات الألغام لمسافة قصيرة لا تتعدى نصف كيلومتر، وهي خراطيم بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والخردوات والمواد المشتعلة.
وكان رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية الفريق أول، سيرغي رودسكوي، قد أعلن أن حي القابون مستثنى من اتفاق "تخفيف التوتر"، بسبب سيطرة "هيئة تحرير الشام" على الحي، وفق قوله.
غير أن فصائل المعارضة نفت وجود أي عنصر يتبع لـ"هيئة تحرير الشام" داخل الحي، مؤكدةً أن النظام يريد السيطرة على الحي لإبعاد مقاتلي المعارضة عن العاصمة، وليس لأي سبب آخر. وذكرت مصادر المعارضة أنه منذ نحو الشهر لم يعد يوجد أي مقاتل يتبع لـ"الهيئة" داخل القابون، إذ عادوا جميعاً إلى مقراتهم داخل الغوطة الشرقية. وأضافت أنه لا يوجد في القابون اليوم سوى مقاتلين من "فيلق الرحمن"، و"جيش الإسلام"، و"أحرار الشام" فقط، والانتشار الأكبر هو لعناصر "فيلق الرحمن".
وأصدر المجلس المحلي لحي القابون بياناً نفى فيه أي وجود لـ"هيئة تحرير الشام" في الحي. وجاء في البيان: "نحن المجلس المحلي والفعاليات المدنية والفصائل العسكرية العاملة في حي القابون ننفي تماماً ما يروّج له إعلام النظام بأنه يحارب جبهة النصرة في القابون، ونؤكد أنه لا يوجد أي عنصر أو مقر حالياً لجبهة النصرة في القابون، وإن من يدافع عن القابون هم أهلها وشبابها بالتعاون مع فصائل الغوطة، فيلق الرحمن وأحرار الشام وجيش الإسلام"، وفق ما ورد في البيان.
وتسقط أحياناً قذائف هاون على أحياء في دمشق، ما يدفع كلاً من النظام وروسيا إلى القول إن مصدرها حي القابون. واستهدف بعضها مقر السفارة الروسية في دمشق.
وكانت قوات النظام قد حقّقت خلال الأيام القليلة الماضية بعض التقدّم في الحي، وذلك في إطار حملة بدأتها مطلع فبراير/ شباط لانتزاع أحياء القابون وبرزة وتشرين المحاصرة بدمشق من المعارضة المسلحة. وتمكنت قوات النظام قبل أسبوعين من عزل حي برزة تمهيداً للسيطرة عليه.