بلدة ماديسون الصغيرة في ولاية نبراسكا الأميركية لا تضمّ أكثر من 2500 نسمة، ولا تبعد عن مدينة أوماها الكبيرة أكثر من ساعتين في السيارة. لكنّها ليست بمنأى عن استلام المخدرات وخصوصاً الهيرويين، بحسب تقرير لإذاعة "إن بي آر".
يشير التقرير إلى أنّ عصابات مكسيكية تنشط في الريف الأميركي، حتى أنّ إحداها بدأت منذ فترة بيع هيرويين مخفّض السعر في البلدات الريفية في غرب الولايات المتحدة. حتى أنّ الحصول عليه سهل بسهولة الحصول على البيتزا، وكذلك السعر في متناول الجميع.
يقول قائد شرطة ماديسون، رود ووتربيري: "العالم يصبح أصغر، وإذا كانت المخدرات تصل إلى شيكاغو، فيمكنهم أن يوصلوها إلينا أيضاً". لا يتمكن ووتربيري من السيطرة على الوضع بالرغم من أنّ دورية الشرطة حول كلّ البلدة وفي شوارعها الرئيسية لا تتطلب أكثر من 15 دقيقة.
في العديد من مناطق نبراسكا، لا يتجاوز سعر جرعة الهيرويين أكثر من 10 دولارات. وفي العقد الماضي، قتل 13 شخصاً في الولاية بسبب المخدرات، 6 منهم هذا العام بالذات.
ومن هؤلاء ساباس سانشيز، ابن بلدة ماديسون، الذي مات بعمر 32 عاماً عام 2013، بسبب الهيرويين. تعترف والدة سانشيز، الذي كان معروفاً بلقب "البدين"، أنّه كان مولعاً بكثير من أنواع المخدرات، "فالجميع يفعل ذلك في بلدتنا الصغيرة"، كما كان يقول لها. لكنّ روزا تؤكد أنّها لم تكن تعرف شيئاً عن الهيرويين.
تراقب سلطات الولاية بصرامة انتشار الهيرويين فيها. ويقول مايكل ساندرز، من إدارة مكافحة المخدرات: "نشهد تدفقاً مستمراً وانتشاراً ثابتاً للمخدرات، من أقصى غرب الولاية إلى أقصى شرقها. ونحن ممتنون جداً أنّها لا تنتشر بالسرعة الكبيرة التي توقعناها".
من جهته، يتابع ووتربيري أنّ أقسام شرطة البلدات الصغيرة كماديسون ليست لديها الإمكانيات الكافية أو الخبرة من أجل إجراءات البحث المستدامة عن مهربي المخدرات.
لكنّ الأسوأ من كلّ ذلك أنّ انتشار المخدرات، وخصوصاً الهيرويين، في المناطق الريفية، يترافق مع عدم تلقي أشخاص كساباس سانشيز أيّ مساعدة طبية أو اجتماعية يحتاجونها. كما أنّ من يدفع الثمن هم المتعاطون، لا التجار الذين لم يقترب منهم أحد بعد، بحسب شقيقته ميشيل.
اقرأ أيضاً: مؤتمر دولي: التكنولوجيا والصراعات المسلحة سهلت تهريب المخدرات