أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة واشنطن، أمس الجمعة، نيته نشر معدات عسكرية جديدة شمال شرقي سورية، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن بلاده تبحث مع الأكراد موضوع الحقول النفطية.
وأوضح بيان للتحالف أنه ستُنشَر معدات جديدة، لمواصلة هزيمة "داعش" إلى جانب "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بما في ذلك "نشر أصول مشاة ميكانيكية ومركبات برادلي القتالية لضمان حماية قوات التحالف ومواصلة هزيمة تنظيم "داعش" في سورية"، بحسب البيان.
وحذّر بيان التحالف من أن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل تهديداً، و"ستظل عودة ظهوره قائمة ما لم يستمر الضغط عليه، رغم هزيمته الإقليمية وتدهور قيادته".
واعتبرت وسائل إعلام أميركية أن القوات والمركبات الجديدة تعتبر استعراضاً للوجود الأميركي ومحاولة لردع الجيش الروسي ومنعه من العبور إلى مناطق شرق الفرات التي تخضع لسيطرة "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي. وأوضحت أن القوات الأميركية التي وصلت حديثاً تضم ست مركبات من نوع "برادلي" ونحو 100 جندي سيبقون في المنطقة لمدة 90 يوماً فقط.
ويتزامن ذلك مع إعلان القيادة المركزية الأميركية نشر مركبات "برادلي" القتالية و"رادار سنتينل" في المنطقة، مع زيادة دوريات الطائرات المقاتلة فوق مناطق انتشار القوات البرية، من أجل المساعدة في ضمان سلامة قوات التحالف وأمنها.
واعتبر بيان التحالف أن "هذه الإجراءات دليل واضح على تصميم الولايات المتحدة على الدفاع عن قوات التحالف شرقيّ سورية، وضمان قدرتها على مواصلة مهمتها لهزيمة داعش".
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، بيل أوربان، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع مع أي دولة أخرى في سورية، لكنها ستدافع عن قوات التحالف إذا لزم الأمر، على حد تعبيره.
وتأتي هذه التعزيزات بالتزامن مع تسيير الدوريات الروسية في المنطقة، واحتكاك وقع بين مركبات عسكرية أميركية وروسية سبّب إصابة عدد من الجنود الأميركيين.
وكانت دورية روسية قد اصطدمت بعربة أميركية في 24 الشهر الماضي، في شمال شرق الحسكة، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الأميركيين بأعراض ارتجاج، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون.
كذلك اتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة في 27 من أغسطس/ آب بانتهاك الاتفاقات الثنائية بين البلدين، بمنع الدورية الأميركية الدوريات الروسية من المرور في منطقة بلدة ديريك المالكية في الحسكة، فيما تواصل روسيا إرسال قوات وتعزيزات عسكرية إلى المنطقة وتتمركز خاصة في مطار القامشلي الذي بات يخضع للسيطرة الروسية بشكل شبه كامل بعد أن وقّعت موسكو اتفاقاً سابقاً مع النظام السوري بخصوص المطار.
إلى ذلك، أعلن ترامب، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة قد تبحث موضوع الحقول النفطية في شرق سورية مع الأكراد. وقال ترامب خلال لقاء صحافي: "من الممكن أن نجري مناقشات مع الأكراد حول النفط، وسنرى كيف سينتهي ذلك، ثم سنغادر".
وكان السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، قد كشف عن الصفقة خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أخيراً، قائلاً إن قائد "قسد"، مظلوم عبدي، أبلغه بأمر الصفقة التي وُقِّعت مع شركة أميركية لـ"تحديث حقول النفط في شمال شرق سورية".
وأكد ترامب، في وقت سابق، أن عدداً محدوداً من الجنود الأميركيين سيبقى على مقربة من حقول النفط، رغم إعلان الانسحاب العسكري لبلاده من شمال شرق سورية.