تستعد اليابان لإقرار دعم سيساعد تويوتا موتور وموردين كباراً على تصدر سوق سيارات خلية الوقود التي تعمل بالهيدروجين، والتي قد يتجاوز حجمها 400 مليون دولار في السنوات المقبلة.
وخطة رئيس الوزراء شينزو آبي تقوم على منح المستهلكين حسماً لا يقل عن 20 ألف دولار للسيارة الواحدة، وهي أكبر برنامج حكومي لدعم السيارات التي تعمل بالهيدروجين، مما سيعطي دفعة للتكنولوجيا الجديدة وتطبيقاتها التجارية. وتتوقع شركة تويوتا وآخرون انتشار هذا النوع من السيارات في العقود المقبلة.
وسيخفض البرنامج الممول من دافعي الضرائب، تكلفة سيارة خلية الوقود التي ستطلقها تويوتا قريباً إلى نحو 50 ألف دولار في اليابان، لتقترب من ثمن سيارة سيدان فاخرة صغيرة مثل الفئة الثالثة من بي.إم.دبليو.
وأعلن آبي الخطوط العريضة للخطة الأسبوع الماضي، ويجري العمل على وضع التفاصيل.
ومن شأن الخفض أن يجعل سيارة تويوتا في متناول مشغلي سيارات الأجرة والشركات الأخرى التي تملك أساطيل سيارات تتحرك في نطاق محطات وقود الهيدروجين المائة التي تتوقع اليابان الانتهاء من تشييدها بحلول مارس/آذار 2015.
وقال توموهايدي كازاما كبير المستشارين في معهد نومورا للأبحاث "مازال من الصعب إكساب تلك السيارات شعبية بين المستهلكين العاديين، لكن تأثير الدعم سيصل إلى الشركات المهتمة بالترويج لنفسها كشركات صديقة للبيئة.. إنها خطوة لزرع بذرة قابلة للنمو في المستقبل".
وتعمل سيارات خلية الوقود بالكهرباء المولدة من خلايا تدمج الهيدروجين والأكسجين، وهي قيد الاختبار منذ الستينيات عندما كانت وكالة الفضاء الأميركية ناسا تعمل على تطوير التكنولوجيا.
ويعتبر هذا النوع من السيارات بديلا غير ضار بالبيئة لسيارات محركات الاحتراق، لأنه لا ينبعث منها إلا الماء والحرارة.
وقد يساعد ذلك اليابان على التحول إلى طاقة الهيدروجين، إذ يسعى البلد المعتمد على استيراد الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة بعد كارثة فوكوشيما النووية للحد من انبعاثات الكربون. وفي حين يأتي معظم الهيدروجين المنتج في البلاد حاليا من الوقود الأحفوري، فإن الحكومة تأمل في تطبيق الإنتاج الخالي من الكربون بحلول 2040.
وفي مسعى للترويج للتكنولوجيا الأسبوع الماضي، اختبر آبي سيارة تويوتا السيدان التي تعمل بخلية الوقود، وستطرح في اليابان بنهاية مارس/آذار، وظهر وهو يزود بوقود الهيدروجين سيارة من نوع هوندا كلاريتي المؤجرة حالياً لحكومات وبعض الشركات.
يذكر أن هنالك العديد من التطبيقات لتصميم السيارة الكهربائية، وأحد هذه التطبيقات يتم باستبدال المحرك الأصلي للسيارة ووضع محرك كهربائي مكانه، وهي أسهل الطرق للتحول من البترول إلى الكهرباء مع المحافظة على المكونات الأخرى للسيارة، ويتم تزويد المحرك بالطاقة اللازمة عن طريق بطاريات التخزين الكهربائي.
وتعتمد تصميمات السيارة الكهربائية على محرك يعمل بالكهرباء، ونظام تحكم كهربائي، وبطارية قوية يمكن إعادة شحنها مع المحافظة على خفض وزنها وجعل سعرها في متناول المشتري.
وتعتبر السيارة الكهربائية أنسب من سيارات محرك الاحتراق الداخلي، حيث لا ينتج عنها مخلفات ضارة بالبيئة.
ويكاد ينحصر التطور الحالي (2009) بالنسبة للسيارات الكهربائية على سيارات صغيرة قصيرة المدى، إذ تحتاج إلى بطاريات ثقيلة ومرتفعة الثمن، فبطاريتها تحتاج قدرة توازي قدرة نحو 6000 بطارية ليثيوم أبون من التي تستخدم في الهاتف المحمول.
وتحاول مصانع إنتاج السيارات ابتكار بطاريات جديدة للسيارات، يكون ثمن البطارية وحدها أقل من عشرين ألف دولار. علاوة على ذلك نجد أن مدى تلك السيارات التجريبية ما زال تحت مئتي كيلومتر.
والصعوبة الحالية تتمثل في تطوير بطارية تتمكن من تزويد السيارة بالطاقة إلى مسافة تفوق 200 كيلومتر بشحنة واحدة للبطارية، وخفض زمن إعادة الشحن، إذ يستغرق شحن البطارية حاليا نحو ثماني ساعات، لا تتحرك خلالها السيارة.
وفي عام 2010 بدأت السلطات في ألمانيا تجهيز برنامج لاختبار السيارات الكهربائية، حيث بدأت جهات حكومية وبعض الشركات الكبيرة استيراد سيارات من هذا النوع. ومن المشكلات العالقة مشكلة تأمين المستخدم للسيارة من الجهد الكهربي العالي اللازم لتسيير السيارة.