15 ابريل 2018
اليمنيون يصنعون الحياة
هويدا اليوسفي
ما زال ظلام الحرب يخيم على العاصمة صنعاء، يحصد أرواح الأبرياء حتى في شهر رمضان الكريم، ويحرمهم أبناءهم وذويهم وأرزاقهم، لكنهم مازالوا يقاومون ويحاولون تبديد هذا الظلام؛ ويصنعون فوانيس الحياة بأنفسهم. قتلوا الخوف في دواخلهم، فلم يعودوا يكترثون للقصف المستمر الذي اعتادوا عليه، ترى الشارع الذي شهد قصفا البارحة يعج بالناس في اليوم التالي، وكأن لسان حالهم يقول: الحياة خير من الموت، لا يثنيهم الخوف عن مواصلة الحياة، مؤمنين أن الحياة والموت بيد الخالق وحده، وعلى المرء مواصلة الحياة؛ فأخذوا يبحثون عن حلول محلية بديلة لكل مشكلة تواجههم، وإن كانت بدائية، فتراهم يصنعون طرقا بديلة تغنيهم عن الغاز المنزلي الذي أصبح في حكم المعدوم، فصنعوا أدوات لإنضاج الطعام يمكن أن تعمل بالطاقة الشمسية، أو بالحطب، أو بنشارة الخشب، كما صنعوا بدائل للإضاءة بأقل الإمكانات.
تركت الدولة المواطن وحيدا، يخلق الحياة من رحم الموت، ولن نغالي في القول إن التجار، وأرباب القطاع الخاص من مؤسسات وشركات أصبحوا هم من يشعرون الناس بالحياة، في غيابٍ للحكومة ودورها، وتوقف صرف رواتب العمال في القطاع الحكومي؛ فلا يلمس المواطنون دورها إلا في وقت جباية الضرائب؛ وعلى الرغم من ظروفه، وقسوته أحيانا، صار التاجر أرحم على الناس من حكومةٍ تخلت عن مواطنيها، فهو لا يزال يحتضن قدرا كبيرا من العمال، ويوفيهم أجورهم، كما أنه لم يدخر وسعا في تهيئة أجواء رمضان، ورفد المحلات التجارية بما لذ وطاب من السلع المختلفة، وافتتاح مهرجانات التسوق؛ لجذب المستهلكين، فالتاجر اليمني يمارس مهنته في أصعب الظروف وأقساها، فهو لا يعرف المستحيل، كما هو معروفٌ عنه، فعلى الرغم من الحرب والحصار، وارتفاع رسوم الجمارك أضعافا مضاعفة، في ظل وجود حكومتين، وتعرّض بضائعه للتفتيش والعبث والضياع أحيانا، وضعف القوة الشرائية، فلا يثنيه ذلك كله عن مواصلة مهنته، ومحاولة جذب المستهلكين بنوادر السلع والبضائع، وإن أصبحت مرتفعة الأثمان.
أسواق صنعاء مفتوحة، والحياة فيها مستمرة، يرتادها اليمنيون، وإن للتنفيس عن همومهم؛ فرؤية الأشياء الجميلة والجديدة تبعث البهجة في النفس، وحين تلج سوق صنعاء القديمة، المسمى باب اليمن، تنسى الهموم والأحزان؛ فهي سوق ومعلم سياحي، جمعت الأصالة والحداثة في مكان واحد، فتستنشق فيها عبق التاريخ المنبعث من أبنية صنعاء القديمة ذات الطابع المعماري المتميز، ومن الجامع الكبير الذي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم ببنائه، فأصبح منارة للعلم، يرتاده سكان صنعاء من أقصاها إلى أقصاها، وهي من أهم أسواق صنعاء، إن لم تكن أهمها؛ فقد ضمت أكبر تجار البضائع المختلفة في مختلف السلع التقليدية والحديثة، وهي سوق الفقراء والأغنياء، كل يجد فيه مناه ومطلبه، ولكل حرفة سوق خاصة بها، كسوق الفضة، وسوق الجنابي، وسوق العطارين، وغير ذلك من الأسواق المتعدّدة. وهي السوق التي ولدت بقية الأسواق خارجها؛ فترى خلف سور باب اليمن أسواقا كثيرة، وتشع فيها أجواء الأنس التي تميز صنعاء القديمة عن باقي مناطق العاصمة، وتميز سكانها عن غيرهم، فما زالت عادة إكرام الضيف، وحب الجار، وتقديم الطعام للقريب والغريب، وغير ذلك من الأخلاق العربية الأصيلة تنتشر بينهم، والتي يزداد ظهورها في رمضان، ولا عجب أن كانت قبلة السياح الذين يفضلون السكن فيها، وإن دفعوا في مقابل ذلك أسعارا باهظة، وفيها تباع المأكولات التقليدية التي يفضلها اليمنيون في الشهر الكريم، وسكانها يحيون ليالي رمضان في الزيارات والمسامرات والتسوق؛ فترى الليل قد انقلب نهارا، إلى الحد الذي يأمن فيه الآباء على أبنائهم من اللعب في الشوارع إلى ساعة متأخرة من الليل.
وعلى الرغم من الأحزان التي ذاقها سكانها؛ إذ ضربت صنعاء القديمة بصواريخ التحالف مرات عديدة، على الرغم من تضخمها السكاني، وفقدت أسر فيها أبناءها؛ فإنهم ما زالوا يحيون بالأمل، وحب الحياة، يمارسون حياتهم، ويتسامون على الجراح، آملين يوما بعد يوم أن تتوقف الحرب التي أنهكتهم، واثقين بالفرج القريب من الله عز وجل.
تركت الدولة المواطن وحيدا، يخلق الحياة من رحم الموت، ولن نغالي في القول إن التجار، وأرباب القطاع الخاص من مؤسسات وشركات أصبحوا هم من يشعرون الناس بالحياة، في غيابٍ للحكومة ودورها، وتوقف صرف رواتب العمال في القطاع الحكومي؛ فلا يلمس المواطنون دورها إلا في وقت جباية الضرائب؛ وعلى الرغم من ظروفه، وقسوته أحيانا، صار التاجر أرحم على الناس من حكومةٍ تخلت عن مواطنيها، فهو لا يزال يحتضن قدرا كبيرا من العمال، ويوفيهم أجورهم، كما أنه لم يدخر وسعا في تهيئة أجواء رمضان، ورفد المحلات التجارية بما لذ وطاب من السلع المختلفة، وافتتاح مهرجانات التسوق؛ لجذب المستهلكين، فالتاجر اليمني يمارس مهنته في أصعب الظروف وأقساها، فهو لا يعرف المستحيل، كما هو معروفٌ عنه، فعلى الرغم من الحرب والحصار، وارتفاع رسوم الجمارك أضعافا مضاعفة، في ظل وجود حكومتين، وتعرّض بضائعه للتفتيش والعبث والضياع أحيانا، وضعف القوة الشرائية، فلا يثنيه ذلك كله عن مواصلة مهنته، ومحاولة جذب المستهلكين بنوادر السلع والبضائع، وإن أصبحت مرتفعة الأثمان.
أسواق صنعاء مفتوحة، والحياة فيها مستمرة، يرتادها اليمنيون، وإن للتنفيس عن همومهم؛ فرؤية الأشياء الجميلة والجديدة تبعث البهجة في النفس، وحين تلج سوق صنعاء القديمة، المسمى باب اليمن، تنسى الهموم والأحزان؛ فهي سوق ومعلم سياحي، جمعت الأصالة والحداثة في مكان واحد، فتستنشق فيها عبق التاريخ المنبعث من أبنية صنعاء القديمة ذات الطابع المعماري المتميز، ومن الجامع الكبير الذي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم ببنائه، فأصبح منارة للعلم، يرتاده سكان صنعاء من أقصاها إلى أقصاها، وهي من أهم أسواق صنعاء، إن لم تكن أهمها؛ فقد ضمت أكبر تجار البضائع المختلفة في مختلف السلع التقليدية والحديثة، وهي سوق الفقراء والأغنياء، كل يجد فيه مناه ومطلبه، ولكل حرفة سوق خاصة بها، كسوق الفضة، وسوق الجنابي، وسوق العطارين، وغير ذلك من الأسواق المتعدّدة. وهي السوق التي ولدت بقية الأسواق خارجها؛ فترى خلف سور باب اليمن أسواقا كثيرة، وتشع فيها أجواء الأنس التي تميز صنعاء القديمة عن باقي مناطق العاصمة، وتميز سكانها عن غيرهم، فما زالت عادة إكرام الضيف، وحب الجار، وتقديم الطعام للقريب والغريب، وغير ذلك من الأخلاق العربية الأصيلة تنتشر بينهم، والتي يزداد ظهورها في رمضان، ولا عجب أن كانت قبلة السياح الذين يفضلون السكن فيها، وإن دفعوا في مقابل ذلك أسعارا باهظة، وفيها تباع المأكولات التقليدية التي يفضلها اليمنيون في الشهر الكريم، وسكانها يحيون ليالي رمضان في الزيارات والمسامرات والتسوق؛ فترى الليل قد انقلب نهارا، إلى الحد الذي يأمن فيه الآباء على أبنائهم من اللعب في الشوارع إلى ساعة متأخرة من الليل.
وعلى الرغم من الأحزان التي ذاقها سكانها؛ إذ ضربت صنعاء القديمة بصواريخ التحالف مرات عديدة، على الرغم من تضخمها السكاني، وفقدت أسر فيها أبناءها؛ فإنهم ما زالوا يحيون بالأمل، وحب الحياة، يمارسون حياتهم، ويتسامون على الجراح، آملين يوما بعد يوم أن تتوقف الحرب التي أنهكتهم، واثقين بالفرج القريب من الله عز وجل.