يستمر سكان مديرية الحشاء بـمحافظة الضالع، جنوبي اليمن، في النزوح، جراء المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وجماعة أنصار الله (الحوثيين).
وقال بلال يحيى، وهو من منطقة الطاحون، إنه اضطر للنزوح إلى مديرية قعطبة القريبة، بعد عمليات القصف العشوائية التي شنتها مليشيا الحوثي على قرى مديرية الحشاء في الفترة الأخيرة.
وأضاف يحيى لـ"العربي الجديد": "هناك كثير من الأسر النازحة، ووضعهم الإنساني سيئ للغاية، ولم يحصلوا على مساعدات من أي جهة حتى الآن"، داعياً الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنساني والصحي، إلى سرعة توفير مساكن للنازحين وتقديم المساعدات لهم.
بدوره، قال رئيس الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، نجيب السعدي، إن الأسر النازحة من مديرية الحشاء، تعيش أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، وأن موجة النزوح مستمرة حتى اللحظة.
وأضاف السعدي في تصريح لـ"العربي الجديد": "تعمل الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، حالياً، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة (يونيسف) على تقديم مواد إيوائية وصحية للأسر النازحة"، مؤكداً العمل على إنجاز عيادتين متنقلتين لتفقد النازحين من المنطقة، إضافة إلى حملة لتوزيع سلال غذائية.
وبحسب تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين بمحافظة الضالع، حول مديرية الحشاء، فإن 428 أسرة نزحت كإحصائية أولية من قرى حبيل نعمة، ضورة، الطاحون، المجرب، الدخله، نجد المكلة، المحرم، الماجل، الداعري، حوشب، الشامرية، البهيلي، اكمة بركات، الساكن، زبار، الجرفة، القلع، الاشعاب، الرباط، الخضراء، المحسار، الحمرة، خلال شهر فبراير/ شباط الجاري فقط.
ووفقاً للتقرير، الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، فإن أكثر من 80 في المائة من النازحين يواجهون ظروفاً سيئة في مساكنهم المؤقتة، خصوصاً من الناحية الصحية، بسبب عدم توفر وسائل الصرف الصحي الملائمة، كما أن هناك أسرا لجأت إلى السكن عند أقاربها.
وأوضح التقرير أن موجة النزوح المستمرة للمواطنين أثرت بشكل كبير على المجتمع المستضيف، وأدت إلى ارتفاع أسعار إيجارات السكن، بسبب زيادة الطلب، مؤكداً الحاجة الماسة لإرسال المساعدات الغذائية والإيوائية والصحية، لا سيما في ظل توقف المرافق الصحية في المديرية عن العمل، بسبب انعدام الأدوية وبعض المعدات الطبية اللازمة.
وأشار التقرير إلى أن عملية النزوح أجبرت 668 طفلا على ترك مدارسهم، والمدارس التي في مناطق النزوح لا تكفي لاستيعابهم.
وبحسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، فإن إجمالي عدد النازحين داخل البلاد، لعام 2018، بلغ 3 ملايين وثمانمائة وخمسين ألف شخص، بزيادة مليون وخمسمائة ألف شخص عن 2017.