اليمن: الحوثيون يختطفون صحافياً ويعتدون على آخر

اختطف الحوثيون الصحافي محمد الذماري مراسل قناة "يمن شباب" في محافظة المحويت (غرب اليمن) بسبب أنشطته الإعلامية عن ممارساتهم لينضم إلى اثني عشر كاتباً صحافياً آخر لا يزالون مختطفين حتى اللحظة.

وقال أحد المقربين من الذماري، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد" إنّ المسلحين اقتادوا الذماري من منزله بمدينة المحويت بعد صلاة المغرب رغم أنه كان قد توقف عن عمله في القناة قبل أشهر بسبب التهديدات الخطيرة التي تحيط بالصحافيين.

وأضاف المصدر أيضاً أنّ "الذماري كان ضمن الناشطين الذين انضموا مع مئات آخرين اإلى حركة "رفض" المناهضة لتواجد المليشيا داخل مؤسسات الدولة والجيش النظامي ونهبها مقدراتها". وقد اعتقله المسلحون مسبقاً مع بضعة ناشطين آخرين قبل ستة أسابيع ووضعوهم لأيام داخل معسكر تدريبي عسكري للجماعة في منطقة شبام كوكبان، ثم أفرجوا عنهم وأخذوا تعهدات خطية منهم بعدم الكتابة أو التعبير عن مناهضتهم للمليشيا قبل أن تقوم طائرات التحالف العربي بضرب المعسكر بأيام.

وتسود أسرة الذماري وأقاربه مخاوف من ممارسات خطيرة قد يقدم عليها الحوثيون ضد الصحافي بعد أن قامت المليشيا بوضع الصحافيين يوسف العيزري وعبد الله قابل، كدروع بشرية وقيادي سياسي في معسكر قبل أن تقوم طائرات التحالف العربي بضرب الموقع الذي تم ربطهم فيه في نهاية شهر مايو/أيار الماضي.

اقرأ أيضاً: الحوثيون ينهون تاريخ الصحافة الورقية في اليمن

وفي وسط اليمن بمحافظة إب، كشفت أسرة الصحافي فؤاد السميعي، عن قيام مليشيات الحوثي باختطاف ابنهم منذ أكثر من شهر وسط مصير غامض لحياته. وأكدت أسرته فقدان الاتصال وبأن مصادر مقربة من المليشيا أفادت بأنه معتقل حالياً لديهم داخل سجن الأمن السياسي بالمحافظة منذ العاشر من يونيو/حزيران الماضي.

ويأتي حادث اختطاف الذماري بعد ساعات من قيام "مجهولين" بالاعتداء الجسدي على المستشار القانوني لنقابة الصحافيين اليمنيين المحامي نبيل المحمدي من قبل عصابة مجهولة أثناء عودته من مكتبه إلى منزله الساعة الثانية والنصف من فجر الإثنين بشارع الزبيري في مدينة صنعاء.

وأدانت نقابة الصحافيين هذا الاعتداء واعتبرته استمراراً للاعتداءات التي تطاول الصحافيين والحقوقيين بشكل ممنهج بهدف إسكاتهم وترويعهم. ووجهت نقابة الصحافيين اليمنيين دعوة إلى الوسط الصحافي والحقوقي لتنفيذ وقفة تضامنية هذا الأسبوع مع الصحافيين المختطفين ووسائل الإعلام التي تم اقتحامها من قبل مسلحي جماعة الحوثي للتضامن معهم والتنديد بالاعتداءات غير الدستورية.

اقرأ أيضاً: الحكومة اليمنية للإعلام "الخارجي": أين المهنية؟

وكان الصحافي الحوثي محمد المقالح، وهو أيضاً عضو ما يسمى اللجنة الحوثية الثورية العليا التي تتولى أعمال الحكومة، قد تحدث لأول مرة على صفحته "فيسبوك"عن قضية الانتهاكات ضد زملائه الصحافيين قائلاً أنه "ليس بمقدور اللجنة وهي صانعة القرار الأعلى أن تفعل شيئاً تجاههم واصفاً اللجنة بمجرد "ديكور"، وأن من يدير السلطة "مجهولون". 

وأكد المقالح أن ملف "الموقوفين عشوائياً يصعب متابعته من قبل اللجنة العليا، ومجلس أنصار الله "الحوثيين" لأن السلطة خارج الدولة بيد أناس لا تعرفهم ولا تستطيع التواصل معهم وأقل واحد في الميدان هو صاحب السلطة الفعلية ولن يستطيع أي ممن تعرفهم التأثير عليه".