وفي حين تجنّب وزير الخارجية بالحكومة المعترف بها، التطرق لخارطة الطريق الأممية التي طرحها المبعوث، مارتن غريفيث، خلال لقاء افتراضي، أكد الوفد المفاوض الحوثي لذات المسؤول البريطاني في لقاء افتراضي مماثل "تفاعله مع كل المبادرات الساعية للحل ومنها مشروع المبعوث الأممي الأخير"، لافتاً إلى أن "الكرة في ملعب الطرف الآخر"، في إشارة للحكومة الشرعية.
ووفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد كرر وزير الخارجية اليمني طرح "قضايا جانبية"، مثل أزمة خزان صافر النفطي بمحافظة الحديدة وتمرد المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى اللوائح القانونية الحوثية الخاصة بقانون الزكاة.
وفي اللقاء الآخر، كشفت وكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للحوثيين، عن تفاعل غير مسبوق أبداه الوفد التفاوضي للجماعة مع كل المبادرات السياسية للحل، ومنها خارطة الطريق التي طرحها المبعوث الأممي.
وقال الوفد الحوثي، إنه "قدّم كل الخطوات الممكنة لدعم عملية السلام، وفي انتظار رد الطرف الآخر".
ووفقاً لذات المصدر، فقد أكد الوزير البريطاني، للوفد الحوثي، أنه من الجيد إداراك جماعتهم "أن الوقت أصبح مناسباً للسلام وأن لديهم قيادة قادرة على اتخاذ القرار الشجاع نحو السلام، وضرورة المضي بخطوات عملية في هذا الجانب"، في تلميح ضمني لعدم امتلاك الشرعية مسؤولية اتخاذ القرار.
وأكد مصدر سياسي يمني لـ"العربي الجديد"، أن هناك تحركات لعقد جولة مشاورات مرتقبة بين طرفي النزاع، لكن مكتب المبعوث الأممي لا يزال بانتظار تأكيد حكومي على عقدها، فيما أبدى الحوثيون موافقتهم.
Twitter Post
|
وأعربت وزارة الخارجية البريطانية، التي تتزعم التحركات الدولية باليمن، في بيان على حسابها بموقع "تويتر"، عن شكرها للقيادات السياسية اليمنية على اللقاءات الافتراضية، وأكدت أن هناك "تحديات صعبة يجب معالجتها لتفادي كارثة تفشي كورونا".
وذكرت الخارجية البريطانية، أن "هناك حاجة عاجلة لتسوية سياسية باليمن، باعتبار أن السلام هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الإنسانية"، لافتة إلى أن البلد على شفا كارثة، وأن تقديرات وزارة التنمية الدولية، تشير لوقوع مليون إصابة بفيروس كورونا بالمحافظات اليمنية.
Twitter Post
|
وتتزامن التحركات البريطانية، مع تصعيد عسكري واسع بين القوات الحكومية والحوثيين في أطراف محافظة مأرب، وغارات مكثفة للتحالف السعودي الإماراتي، فيما شيعت القوات الحكومية، الخميس، 4 من كبار الضباط المقربين من رئيس أركان الجيش الموالي للشرعية، قتلوا بمعارك في محيط معسكر ماس، وفقاً لمصادر "العربي الجديد".
وفي البيضاء، تواصلت المعارك بين الحوثيين وقبائل آل عواض، وسط أنباء عن اجتياح المجاميع الحوثية لمديرية ردمان، معقل الزعيم القبلي، ياسر العواضي، الذي دعا القبائل لمناصرته.
وكشف مصدر إعلامي في البيضاء لـ"العربي الجديد"، أن هناك غموضاً يلف المعارك، بعد خذلان العشرات من قبائل آل عواض للشيخ ياسر العواضي ورفضهم القتال إلى جانبه، فيما لا يزال أنصار العواضي يتمركزون بالجهة الجنوبية من مديرية ردمان.