وأعلنت وزارة الدفاع السعودية، أمس الأربعاء، أن مليشيات الحوثيين خرقت الهدنة، وأسقطت مقذوقات على منطقتي نجران وجيزان الحدوديتين مع اليمن.
ونقلت وكلة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله إنه "في تمام الساعة العاشرة صباحاً، الأربعاء، سقطت مقذوفات في منطقتي نجران وجيزان، كما تم رصد رماية قناصة من قبل عناصر المليشيا الحوثية ولم يكن هناك أية إصابات". وأشار المصدر إلى "أن موقف القوات المسلحة السعودية كان ضبط النفس التزاماً بالهدنة الإنسانية التي قررتها قوات تحالف عملية إعادة الأمل".
في المقابل، اتهم الحوثيون السعودية بقصف مناطق حدودية في صعدة بالدبابات. وحسب مصادر تابعة للحوثيين، فقد أطلقت القوات السعودية قذيفة دبابة مستهدفةً منطقة "المنزالة"، فضلاً عن قصف منطقة "البقع" بأربع قذائف دبابات، بالإضافة إلى التحليق في سماء مديرية رازح، واستحداث مواقع عسكرية في المناطق الحدودية من قبل الجانب السعودي.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذّر من "تسييس" الإغاثة في اليمن
في تعز، اتهمت مصادر مقربة من "المقاومة الشعبية" الحوثيين بقصف أهداف داخل المدينة فجراً بعد بدء الهدنة، وكذلك أثناء النهار. وقالت مصادر أخرى لــ"العربي الجديد" أيضاً إن مليشيات الحوثيين لم تلتزم بالهدنة المتفق عليها بعد أن خرقتها من خلال قصفها العنيف بالرشاشات وقذائف الهاون على مناطق وأحياء متفرقة من محافظات تعز.
من جهتها، شهدت صنعاء هدوءاً إذ لم تسجل فيها أي غارات، باستثناء سماع أصوات الدفاعات الجوية بشكل متقطع بما يشير إلى احتمال تحليق لطائرات التحالف.
وعلى عكس الهدوء الحذر الذي ساد في صنعاء، بدأت مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع منذ الساعة الأولى من سريان الهدنة بعمليات قصف عنيفة على مدينة الضالع الجنوبية والأحياء السكنية فيها، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين، حسب تأكيدات مصادر طبية. كما واصلت المليشيات قصف وتفجير عدد من المنازل في منطقة المسيمير في محافظة لحج جنوب اليمن. انتهاكات اعتبر مراقبون بأن مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع يسعون من خلالها إلى إرهاب الناس، ولا سيما بعد لجوء المليشيات إلى تفجير المنازل والمساجد وتنفيذ الإعدامات بحق عدد من أئمة المساجد وعناصر في "المقاومة الجنوبية"، وهو ما أكدته مصادر حقوقية.
كذلك استمرت المليشيات في قصف الأحياء السكنية في مدينة دار سعد شمال عدن، ومنطقة صلاح الدين غرب عدن، فيما تواصلت المواجهات في هذه المناطق بين "المقاومة الشعبية" من جهة، ومليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع من جهة ثانية، بعد هجمات من المليشيات حاولت خلالها السيطرة على عدد من المواقع في عدن، في إشارة إلى رفض الهدنة الإنسانية.
من جهته، قال المتحدث الرسمي لـ"مجلس المقاومة في عدن"، علي الأحمدي، لـ"العربي الجديد" إن "قيادة مجلس المقاومة لم تبلغ بأي شيء بخصوص الهدنة مع هذا العدو الصائل المعتدي"، مضيفاً "لا تزال الجاهزية في مختلف الجبهات على أعلى مستوى للرد على أي عدوان".
وفيما أكد "وجود خروق متعددة في عدد من المناطق"، بدت "المقاومة الشعبية" حذرة في تعاطيها مع الهدنة، وفق ترتيبات جديدة تحاول الحد من أي محاولة لمليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع للتوغل والسعي لإسقاط مدن جديدة في الجنوب عبر إدخال مسلحين بزي مدني. وهو الأمر الذي جعل "المقاومة" تفرض تشديدات دقيقة.
وبدأت مليشيات الحوثيين والمخلوع بإرسال تعزيزات عسكرية الى عدن والضالع، في إشارة إلى أن المليشيات تحاول الاستفادة من وقف طائرات التحالف للقصف لإرسال تعزيزات وضمان عدم اعتراضها في الوقت الذي تسعى فيه إلى عرقلة وصول المساعدات الإغاثية للمدن الجنوبية والتحكم بها عبر محاولة السيطرة على مختلف المنافذ البحرية والبرية.
وتسببت خروق مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع للهدنة الإنسانية في إجبار منظمات دولية على إرجاء وصول المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى مدن الجنوب، ولاسيما عدن. فقد ذكرت مصادر حقوقية لـ"العربي الجديد" أن "سفينة مساعدات إنسانية وإغاثية، تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، أجّلت رحلتها إلى ميناء البريقة غرب عدن، بسبب الخروق للهدنة، من قبل مليشيات الحوثيين والمخلوع".
اقرأ أيضاً: القضية الجنوبية محور نقاشات الإعداد لمؤتمر الرياض