على عكس مواقف وكلاء الإمارات في اليمن التي رحبت بإشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي، وأبرزهم نائب رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، هاني بن بريك، الذي يعد رجل أبوظبي الأول في اليمن، جاءت الفعالية الحاشدة التي نظمها الائتلاف الوطني الجنوبي في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة جنوبي اليمن اليوم الأحد، والمواقف الشعبية والسياسية الأخرى، لتؤكد التمسك برفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومن شأن هذه التطورات أن تزيد من مأزق "الانتقالي"، خصوصاً بعد أن أعلن بن بريك استعداده لزيارة تل أبيب.
وقال رئيس ما يسمى البرلمان الجنوبي المؤيد للانفصال عبد الرحمن الوالي، في صفحته في "تويتر"، إن التطبيع أفقد "الانتقالي" شعبيته. وأضاف "الإمارات تطبّع فهذا شأنها، فهي دولة ولها حساباتها لكن هذا التهليل غير المنطقي من الانتقالي جعل أموره تتدهور، المؤكد أن أغلبية شعب الجنوب ليس مع موقف الانتقالي من التطبيع، لقد خسر بدون مبرر منطقي، يبدو أن عشوائية عمله وعدم وحدة القيادة يفقدانه الجنوب أكثر".
التطبيع افقد الانتقالي شعبيته،الامارات تطبع فهذا شأنها فهي دوله ولها حساباتها ولكن هذا التهليل غير المنطقي من الانتقالي جعل اموره تتدهور،المؤكد ان اغلبية شعب الجنوب ليس مع موقف الانتقالي من التطبيع،لقد خسر بدون مبرر منطقي،يبدو ان عشوائية عمله وعدم وحدة القياده يفقدانه الجنوب اكثر
— د.عبدالرحمن الوالي (@aaaw56) August 16, 2020
من جانبه، خرج الصحافي ورئيس مؤسسة"14 "أكتوبر للصحافة الحكومية، الحامد عوض الحامد، عن صمته في صفحته في "فيسبوك" أيضا. وقال الحامد الذي كان من المقربين من قيادة "الانتقالي" في تعليقه "سنكون مع فلسطين حتى آخر نفس لنا، وهنا أقول للذين يبررون التطبيع مع الكيان الصهيوني من الجنوبيين: الذي رفض الظلم من صنعاء لا يرضونه على غيرهم".
وحول تأثير موقف "الانتقالي" من التطبيع مع إسرائيل رفض كثير من القيادات ونشطاء بارزون التعليق على مستقبل "المجلس الانتقالي" شعبياً وسياسياً على الساحة الجنوبية، لكن أحد تلك القيادات، الذي فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث عن موضوع كهذا، قال لـ"العربي الجديد" بشكل مختصر إنه "لا أحد يستطيع الحديث نظرا لحساسية الوضع جنوبا، لذلك هذا الموقف له ثمن سيكون مكلفا، وأكيد سيخدم قوى أخرى، وبدأت تستغله فعليا، وتظاهرة شبوة طبيعية".
في موازاة ذلك، عكست تظاهرة شبوة التي نظمها الائتلاف الوطني الجنوبي، والتي خرجت لدعم الشرعية والدولة الاتحادية، دعم القضية الفلسطينية في اليمن.
وقال البيان الصادر عنها إن المتظاهرين ومكون الائتلاف الوطني الجنوبي "أكدوا إدانة وتجريم كل إجراءات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي واعتبار ذلك عدوانا على الشعب الفلسطيني واستهدافا لمركزية القضية الفلسطينية في وعي ووجدان الأمة، وفي هذا السياق أشادت جماهير شبوة بالموقف الرسمي الثابت تجاه القضية الفلسطينية والرافض لكل أوجه التطبيع مع العدو الصهيوني والمؤيد والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن هذا الموقف الرسمي محل التفاف وتأييد أبناء الشعب اليمني قاطبة"، وفق البيان.
وزير النقل اليمني المستقيل صالح الجبواني، أحد مؤيدي فعالية شبوة، قال في تعليق في صفحته في "تويتر"، "هذه مليونية شبوة التي يعمل البعض في قيادة الشرعية على نزع الغطاء السياسي عنها بتسليم الجمل بما حمل لمليشيا الانتقالي وإسقاط عناصر قوتها داخل الشرعية... لن تسلّم هذه الجماهير رقابها للمشروع الصهيوني الذي اتضحت معالمه الآن... افهموا كفى تنازلات وانبطاحاً".
هذه مليونية شبوه التي يعمل البعض في قيادة الشرعية على نزع الغطاء السياسي عنها بتسليم الجمل بما حمل لمليشيا الإنتقالي وإسقاط عناصر قوتها داخل الشرعية.. لن تسلم هذه الجماهير رقابها للمشروع الصهيوني الذي أتضحت معالمه الآن.. أفهموا كفى تنازلات وإنبطاح. #شكراً_الإئتلاف_الوطني_الجنوبي pic.twitter.com/5puH5gajOu
— Saleh Algabwani (@SAlgabwani) August 16, 2020