بينما تنظر المحكمة العليا الأميركية في قضية الفتاة المسلمة سامانثا إيلوف، التي كانت شركة "أبركرومبي" للملابس رفضت توظيفها في عام 2008 لارتدائها الحجاب، قدمت سبع جماعات يهودية أرثوذكسية إلى جانب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير"، للمحكمة هذا الأسبوع تقريراً يدعمون فيه موقف الشابة المسلمة في هذه القضية، ويؤيدون حقها في ارتداء الحجاب أثناء العمل.
وكان متجرٌ تابع للشركة في مدينة تلسا في أوكلاهوما، قد رفض توظيف المسلمة المحجبة حين كان عمرها 17 عاماً بسبب لباسها الإسلامي.
ويرى المتدينون اليهود أن قرار المحكمة العليا في قضية سامانثا، وتحديد ما إذا كان رفض أبركرومبي" توظيفها يعتبر تمييزاً، سيؤثر بشكل مباشر على اليهود الأرثوذكس في أميركا.
وفسر ذلك ناثان لوين، الممثل عن الجماعات اليهودية التي تدعم موقف إيلوف في المحكمة، قائلاً: إن ما مرت به الفتاة أمر شائع بالنسبة لليهود أيضاً، فالكثير من الأشخاص الذين يرتدون "الكيبا" أو الطاقية اليهودية يشاركونها التجربة نفسها عند التقدم إلى وظيفة.
وكان مدير التحالف الحاخامي في أميركا، جيرشون تانينبوم، قد صرح لصحيفة لوس أنجلوس تايمز: "نبحث هنا في انتهاك محتمل للحرية الدينية، الأمر الذي له تداعيات كبيرة لا بد من حلها".
ووفقاً لإفادات موظفي المتجر في ملف القضية، فإن غطاء رأس إيلوف لم يوافق "معايير اللباس المطلوبة" من موظفي المبيعات لدى الشركة، ولا سيما نمط "اللباس الشبابي في الولايات المتحدة".
أما إدارة الشركة فدافعت عن موظفيها، مشيرة إلى أنه لم يكن لديهم علم بأن سامانثا ترتدي غطاء الرأس لأسباب دينية.
يذكر أن اللجنة الأميركية لتكافؤ فرص العمل، كانت قد رفعت دعوى ضد "أبركرومبي" لانتهاكها قانون الحقوق المدنية، حصلت فيها إيلوف على تعويض بقيمة عشرين ألف دولار، إلا أنها سرعان ما خسرته بعد استئناف الشركة ضد الحكم. وتبرر "أبركرومبي" موقفها على أنها غير مسؤولة قانونيّاً، لأن الفتاة المسلمة لم توضح أن لباسها يأتي من خلفية دينية.
وإلى حين إصدار المحكمة العليا قرارها في ما إذا كان رفض الشركة توظيف سامانثا كان قائماً على التمييز الديني أم لا، فإن عيون الجماعات الدينية والحقوقية الأميركية ستبقى مترقبة.
إذ سيرسم القرار سطراً جديداً من سطور قصص التمييز الديني في الولايات المتحدة بشكل عام وضد المسلمين بشكل خاص.