كشف مسؤول عراقي بارز في بغداد، اليوم الثلاثاء، أن مسؤولين أميركيين أبدوا امتعاضهم من استخدام جنرالات بارزين في الجيش العراقي خلال مخاطبات رسمية عبارة "الكيان الصهيوني" في الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال مجريات التحقيق في القصف الذي استهدف فصيلاً عراقياً مسلحاً على الحدود العراقية السورية منتصف يونيو/حزيران الماضي، فيما أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي المنتهية ولايته بأنه لا يوجد وصف آخر لكيان مشوه احتل دولة عربية مستقلة موغلة بالقدم غير ذلك.
وتستخدم المؤسسة العسكرية العراقية منذ منتصف القرن الماضي عبارة الكيان الصهيوني أو الاحتلال الصهيوني، وتعتبر ذلك من أسس العقيدة العسكرية العراقية.
وعقب الاحتلال الأميركي وحلّ الجيش السابق أعادت الولايات المتحدة تشكيل الجيش، وفقاً لقواعد وأسس جديدة حرصت على أن يكون بتقسيم وطابع دفاعي أكثر من كونه هجومياً غير أن التحدي الأخير الذي واجه الجيش العراقي باجتياح تنظيم "داعش" البلاد منتصف عام 2014 منحه تجربة كبيرة أسهمت في تعزيز قوته القتالية، وانتهت، أخيراً، بتحقيقه نصراً كبيراً على التنظيم وتحرير جميع الأراضي العراقية من سيطرته.
وفي عام 2015 أعاد رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ضباط الجيش السابق ممن هم برتبة عميد فما دون بشرط عدم انتمائهم لحزب "البعث"، وذلك في إطار حملة واسعة لتعزيز القوات العراقية بالخبرات اللازمة.
ويعتمد الجيش العراقي في عمليات التسليح والتجهيز والدعم اللوجستي على الولايات المتحدة بأكثر من 65 في المائة.
وكشف مسؤول عراقي حكومي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن مسؤولين أميركيين بوزارة الخارجية وغرفة التحالف الدولي للحرب على الإرهاب أبدوا امتعاضهم، وبعضهم تفاجأ من استخدام جنرالات عراقيين بالقوات البرية ضمن قاطع عمليات غرب العراق وضباط بسلاح الجو ووحدة الرصد الجوي عبارة الكيان الصهيوني.
وجاء ذلك، وفقاً للمسؤول، في معرض تقرير يتناول القصف الذي طاول فصيلاً مسلحاً عراقياً داخل الأراضي السورية يتبع "الحشد الشعبي" منتصف يونيو/حزيران الماضي واتهام طائرات تابعة للاحتلال الإسرائيلي بالقيام بذلك.
وشدد المسؤول على أن "العراق يعتبر نفسه في حالة حرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي وهذا من الثوابت التي لا يختلف عليها أي من الطوائف أو المكونات العراقية المختلفة والجيش العراقي جزءٌ من البيئة العراقية ولا يمكن أن يختلف عنها".
وفي السياق، علّق رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان المنتهية ولايته حاكم الزاملي، على ذلك بالقول إنه "لا يوجد وصف آخر لكيان مشوه احتل دولة عربية مستقلة موغلة بالقدم غير ذلك".
وأضاف الزاملي لـ"العربي الجديد"، أن "هذه ليست لغة العسكر بالعراق فقط لكنها لغة الشارع العراقي ككل وهي من الأمور التي تعتبر محل إجماع عراقي".
ولفت إلى وجود "لوبي قوي يتبع الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني داخل البنتاغون والخارجية الأميركية ويعمل لصالح الاحتلال ومشروعه في دولة فلسطين العربية لذا من الطبيعي أن يسجلوا امتعاضهم، لكن لا أعتقد أن لديهم الجرأة في إعلان ذلك بالعراق".
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أصدرت نهاية يوليو/تموز الماضي، بياناً، أعلنت فيه استنكارها لما يسمى بـ"قانون القومية"، داعيةً المجتمع الدولي إلى "تفعيل قراراته وإلزام الكيان بالعدول عن هذا القانون المجحف والتوقف عن انتهاكاته للقانون الدولي واعتداءاته المتكررة على الشعب الفلسطيني".
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد محجوب، "نستنكر بشدة ما يسمّى بقانون القومية الذي تبناه الكيان الاسرائيلي".
وأضاف أن "هذا القانون بتحويله بناء المستوطنات وتهويد القدس الشريف إلى مبدأ دستوري ينتهك بشكل صارخ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومنها ما ورد في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والتي تحرّم نقل وتهجير السكان في الأماكن المحتلة أثناء الحروب وتحرم قيام المحتل بتغيير طابع المناطق المحتلة وقرار الأمم المتحدة رقم 2334 لعام 2016 الذي أقرّه مجلس الأمن والذي يجرّم بشكل مباشر الاستيطان الإسرائيلي ويدعو إلى وقف العنف ضدّ المدنيين الفلسطينيين".