وتلقت مديرية أمن كفر الشيخ بلاغاً يفيد بنقل رب أسرة مقيم بقرية "الكردي" إلى مستشفى قلين المركزي بالمحافظة، مصاباً بحالة إعياء شديدة، بسبب تناوله حبة حفظ الغلال "القاتلة"، إذ جرى عمل الإسعافات الأولية اللازمة له، ومن ثم نقله إلى مستشفى كفر الشيخ العام لخطورة حالته صحية، غير أن المنية وافته بمجرد وصوله إلى المستشفى.
وحررت الجهات الأمنية محضراً بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات في حادث الانتحار، بعدما قررت تشريح جثمان الضحية لتبيان سبب الوفاة. وتسبب "الحبة الفوسفورية" التهاباً حاداً في المعدة، ونخراً في الكبد، وخللاً بضربات القلب، وتشكل خطورة مميتة عند ابتلاعها، بسبب تأثيرها السريع على الجهاز التنفسي والقلب والمخ.
وفي نهاية إبريل/نيسان الماضي، دعت لجنة الزراعة في البرلمان المصري إلى اجتماع عاجل، لبحث ظاهرة تزايد حالات الانتحار بين الفئات العمرية المختلفة بواسطة "الحبة الفوسفورية"، عقب انتحار ثلاث فتيات من أسرة واحدة باستخدامها في محافظة البحيرة، مطالبة بحظر بيعها في المحال والصيدليات لوقف إقبال الراغبين في الانتحار عليها بسبب سعرها الزهيد.
وسبق أن تقدم النائب أشرف رحيم بطلب إحاطة برلماني، يحذر فيه من رواج أقراص حفظ الغلال السامة في مصر، وتسببها في انتحار العديد من المواطنين الراغبين في التخلص من ضغوط الحياة، مبيناً أن "كثيراً من الدول العربية منعت تداولها لشدة خطورتها، إلا أنها لا تزال متاحة للبيع في مصر بغرض الحفاظ على حبوب القمح من التسوس".
ودفع تزايد عمليات الانتحار باستخدام "الحبة القاتلة" إلى تدشين حملة إلكترونية تحت عنوان "أرواحنا مش رخيصة... لا لبيع حبة الغلة القاتلة". وطالبت الحملة الحكومة بمنع دخول هذه الحبة إلى البلاد، وإدراجها في جدول المخدرات المعد من وزارة الصحة، وحصر أسماء الشركات الأجنبية المنتجة لها، داعية مجلس النواب إلى الإسراع في سن تشريع يجرم بيع هذه الحبة القاتلة.
وتعددت أشكال الانتحار أخيراً في مصر نتيجة الضغوط الاقتصادية، ما بين القفز من المباني المرتفعة، والغرق في مياه النيل، والشنق بحبل، وقطع شرايين اليد، والقفز أمام عربات مترو الأنفاق، غير أن تناول أقراص "سوس القمح" بات هو الوسيلة الأسرع والأكثر رواجاً للانتحار، خصوصاً في محافظات الدلتا، لقدرتها على إنهاء حياة الإنسان في دقائق معدودة.