تلقّى ائتلاف "دعم مصر" ضربة موجعة في الجلسة الثانية لمجلس النواب، لاختيار رئيس البرلمان والوكيلين، يوم الإثنين، قبل بدء دورة الانعقاد الأولى. ولم تتوقف محاولات الائتلاف، المنبثق عن قائمة "في حب مصر"، المدعومة من النظام الحالي والأجهزة الأمنية، عن العمل لضمان أغلبية الثلثين داخل مجلس النواب.
وعلى الرغم من تعيين الرئيس الحالي، عبدالفتاح السيسي، 28 شخصية في مجلس النواب، مع مراعاة التنسيق مع ائتلاف "دعم مصر"، وضمان أغلبية الثلثين، إلا أن الائتلاف فشل في الاختبار الحقيقي الأول من خلال خسارة أحد مقعدي الوكيل. ولم يتمكن علاء عبدالمنعم، مرشح "دعم مصر" على منصب الوكيل، من الفوز أمام مرشح حزب "الوفد" سليمان وهدان، الذي سبقه بعدد أصوات قليلة، وهو ما تسبب في أزمة كبيرة داخل الائتلاف. وخاض عبدالمنعم انتخابات الإعادة على منصب الوكيل الثاني ضد وهدان، في الجلسة الثانية، بعد أن حسم محمود الشريف مرشح "دعم مصر" أيضاً مقعد الوكيل الأول، خلال الجلسة الافتتاحية.
اقرأ أيضاً: البرلمان المصري يقدّم فروض الطاعة للسيسي
وفي أول ضربة للائتلاف، لم يصوّت أعضاؤه لعبدالمنعم، وهو ما جعله يخوض جولة الإعادة في الانتخابات، لم يتمكن من الفوز بها، نظراً لأن نحو 90 نائباً من "دعم مصر" لم يصوّت له في جولة الإعادة، ليخسر المنصب بالتالي بفارق قليل من الأصوات. وبحساب عدد أعضاء "دعم مصر" (370 نائباً)، مقارنة بعدد الأصوات (281 صوتاً) التي حصل عليها عبد المنعم، فإن نحو 90 نائباً لم يصوّت له.
وكان في خلفيات هذه الصورة، تحالفات ضمنية بين حزبي "المصريين الأحرار" و"الوفد" وعدد كبير من المستقلين، لعدم إتاحة الفرصة لـ"دعم مصر" بالسيطرة على كل المناصب القيادية بالبرلمان. كما أدى النائب مصطفى بكري، دوراً كبيراً في فوز وهدان، لناحية الدعاية المضادة والسلبية ضد عبدالمنعم، خصوصاً بعد خسارة بكري نفسه في انتخابات الوكالة داخل الائتلاف. وقاد بكري حرباً علنية ضد عبدالمنعم، وسعى لإقناع النواب من الائتلاف وخارجه بالتصويت لوهدان، ليفوز الرجل بعدد أصوات بلغ 285 صوتاً.
وثارت أزمة داخل ائتلاف "دعم مصر"، وخصوصاً أن كل المخططات أفشلها أعضاؤه أنفسهم، وسط عدم القدرة على تحديد من لم يصوّتوا لعبدالمنعم بدقة. وتفيد مصادر داخل الائتلاف المدعوم من الأجهزة الأمنية، لـ"العربي الجديد"، أن "اتصالات حدثت عقب الجلسة الثانية لاختيار الوكيل الثاني، بين قيادات في التحالف وجهات أمنية وسيادية". وتضيف المصادر، التي شددت على عدم ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد"، أن "الطرفين تبادلا الحديث حول عدم القدرة على ضبط أعضاء الائتلاف، بالصورة التي تسمح لهم بالانضباط في عملية التصويت لصالح القرارات".
من جانبها، تقول النائبة مارغريت عازر إن "الانتخابات على منصب الوكالة، أسفرت عن فوز سليمان وهدان، وهو أمر طبيعي فهذه طبيعة الانتخابات". وتضيف عازر، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "العملية الانتخابية تمّت بشفافية، ولكن الغريب أن أعضاء بائتلاف دعم مصر تخلّوا عن مسؤوليتهم وصوّتوا لمنافس مرشح التحالف". وتؤكد "ضرورة اتخاذ موقف من قيادات التحالف والمكتب السياسي حول هذا التراجع في دعم مرشحي الائتلاف"، متسائلة "ماذا سيكون الموقف عند اتخاذ قرارات مصيرية، لا تحتمل التلاعب من خلال إظهار التأييد في البداية، ثم حين يتمّ التصويت يظهر الرفض؟". وعن موقف مصطفى بكري من دعم وهدان والترويج له ضد عبدالمنعم، تلفت إلى أنه "موقف شخصي له، ولكن كان عليه الالتزام بما تم التوافق عليه داخل الائتلاف، وعدم إثارة فوضى وخلافات من دون جدوى".
اقرأ أيضاً: علي عبدالعال... رئيس برلمان السيسي وفقيهه الدستوري