في الظروف الطبيعية، يأتي تحرير الأرض على شكل طرد احتلال خارجي كان يفرض سطوته عليها وعلى أهلها. لكنّ "تحرير" مرج بسري الواقع بين منطقتي الشوف (جبل لبنان) وجزين (جنوب لبنان) جاء على شكل إقدام الأهالي والمواطنين اللبنانيين المنتفضين منذ السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضد الفساد، على طرد التسلط الذي اعتمدته الدولة اللبنانية في هذه المنطقة، وسيطرتها على مساحات شاسعة من أراضي الأهالي واستملاكها عنوة.
ليل السبت، نصب عدد من الناشطين البيئيين، خِيَمهم في مرج بسري، وأمضوا الليلة في المكان، بعد نحو أسبوع على انسحاب آليات مجلس الإنماء والإعمار (حكومي) الشريك في مشروع إنشاء سدّ بسري. ومنذ الإعلان عن المشروع، يعترض عدد من الناشطين والباحثين على إنشاء هذا السدّ الذي يفترض أن يؤمّن مياه الشرب لبيروت الكبرى.
يقول رئيس الحركة البيئية اللبنانية، بول أبي راشد، إنّ "إنشاء سدّ بسري هو مشروع من دون جدوى، لأنّه لن يتمكّن من جمع المياه شأنه شأن معظم السدود التي جرى إنشاؤها حديثاً في لبنان، وثانياً لأنّه يفترض أن تختلط مياهه بمياه نهر الليطاني الملوث، وبالتالي من المستحيل أن يؤمن هذا المشروع مياه شفة (شرب) للبنانيين".
يضيف: "يهدد هذا المشروع السلامة العامة لأنّ خطر افتعاله تغيّرات في الفوالق (الزلزالية)الواقعة تحته من شأنه أن يحدث زلزالاً كبيراً، خصوصاً أنّ الفالق الواقع مباشرة تحت النهر، حيث يراد تنفيذ المشروع، مرتبط بفالق روم الذي يشكّل تحركه خطراً هائلاً على البلد والمنطقة". ويختم أبي راشد: "هذا فضلاً عن خسارة أراضٍ زراعية، وخسارة معلم سياحي وأثري وثقافي ذي أهمية بالغة، وإلى تهجير قرى بأكملها".
ناضل الناشطون والمدافعون عن البيئة طويلاً لمحاولة إنقاذ المرج، إن كان من خلال نشاطات الحملة الوطنية لإنقاذ مرج بسري، أو من خلال اللجوء إلى القضاء اللبناني، بعدما تبيّن أن مدة صلاحية دراسة الأثر البيئي، وهي محددة بسنتين، جرى تخطيها عام 2016، ما يقضي قانوناً بإعادة النظر بالملفّ خصوصاً إذا ما طرأت عليه مستجدّات. يقول أبي راشد إنّ "الحملة والقيّمين عليها اعتمدوا كلّ الوسائل المتاحة، لكنّ ثمار هذه المحاولات جاءت على يد ثورة 17 تشرين الأول". فالانتفاضة التي أعادت إلى الشعب اللبناني شرعيّته وشرعيّة قراره هي التي حرّرت مرج بسري من مشروع إنشاء هذا السد.
صباح الأحد، استيقظ المخيّمون وتجهزّوا لاستقبال اللبنانيين الآتين من القرى والمناطق المجاورة، ومن مناطق أخرى بعيدة جغرافياً عن المرج، ليشاركوهم صبحية في جوار النهر. بدأ توافد الناس من الساعة الحادية عشرة صباحاً، وبعضهم كان يأتي إلى المرج في ثمانينيات القرن الماضي، وبعضهم الآخر إمّا تعرّف عليه مؤخراً على إثر الحملة أو تعرّف عليه في الأمس للمرّة الأولى. تقول زينة، من صيدا، إنّها كانت ترتاد المرج مع زوجها منذ كان حبيبها وخطيبها، فيجلسان قرب النهر. أمّا يوسف فاضل، ابن تنورين، فيواظب مع والده على زيارة المرج للتظاهر والاعتصام ضد القضاء على هذه المساحة الطبيعية.
اقــرأ أيضاً
بعد تناول المناقيش على الصاج (معجنات) والفول والحمص، وتعارف الناس في ما بينهم، توجه العدد الأكبر منهم إلى كنيسة مار موسى الحبشي ودير القديسة صوفيا الأثريّين، حيث قرعت أجراس الكنيسة.
وجال المشاركون في النشاط في المعلمَين المهدّدَين بالتدمير كلياً في حال استمرت الأعمال في المرج.
وفي ختام الزيارة، عمد المشاركون إلى اقتلاع البوّابة الحديدية التي كان قد وضعها مجلس الإنماء والإعمار، في محاولة منهم لرفض سلطة المجلس على أراضي المرج، كما جرى نزع إشارة "احذر منطقة عمل" ورميها بعيداً وسط ترداد الهتاف الشهير: "نحن السدّ بوجه السدّ".
ليل السبت، نصب عدد من الناشطين البيئيين، خِيَمهم في مرج بسري، وأمضوا الليلة في المكان، بعد نحو أسبوع على انسحاب آليات مجلس الإنماء والإعمار (حكومي) الشريك في مشروع إنشاء سدّ بسري. ومنذ الإعلان عن المشروع، يعترض عدد من الناشطين والباحثين على إنشاء هذا السدّ الذي يفترض أن يؤمّن مياه الشرب لبيروت الكبرى.
يقول رئيس الحركة البيئية اللبنانية، بول أبي راشد، إنّ "إنشاء سدّ بسري هو مشروع من دون جدوى، لأنّه لن يتمكّن من جمع المياه شأنه شأن معظم السدود التي جرى إنشاؤها حديثاً في لبنان، وثانياً لأنّه يفترض أن تختلط مياهه بمياه نهر الليطاني الملوث، وبالتالي من المستحيل أن يؤمن هذا المشروع مياه شفة (شرب) للبنانيين".
يضيف: "يهدد هذا المشروع السلامة العامة لأنّ خطر افتعاله تغيّرات في الفوالق (الزلزالية)الواقعة تحته من شأنه أن يحدث زلزالاً كبيراً، خصوصاً أنّ الفالق الواقع مباشرة تحت النهر، حيث يراد تنفيذ المشروع، مرتبط بفالق روم الذي يشكّل تحركه خطراً هائلاً على البلد والمنطقة". ويختم أبي راشد: "هذا فضلاً عن خسارة أراضٍ زراعية، وخسارة معلم سياحي وأثري وثقافي ذي أهمية بالغة، وإلى تهجير قرى بأكملها".
ناضل الناشطون والمدافعون عن البيئة طويلاً لمحاولة إنقاذ المرج، إن كان من خلال نشاطات الحملة الوطنية لإنقاذ مرج بسري، أو من خلال اللجوء إلى القضاء اللبناني، بعدما تبيّن أن مدة صلاحية دراسة الأثر البيئي، وهي محددة بسنتين، جرى تخطيها عام 2016، ما يقضي قانوناً بإعادة النظر بالملفّ خصوصاً إذا ما طرأت عليه مستجدّات. يقول أبي راشد إنّ "الحملة والقيّمين عليها اعتمدوا كلّ الوسائل المتاحة، لكنّ ثمار هذه المحاولات جاءت على يد ثورة 17 تشرين الأول". فالانتفاضة التي أعادت إلى الشعب اللبناني شرعيّته وشرعيّة قراره هي التي حرّرت مرج بسري من مشروع إنشاء هذا السد.
صباح الأحد، استيقظ المخيّمون وتجهزّوا لاستقبال اللبنانيين الآتين من القرى والمناطق المجاورة، ومن مناطق أخرى بعيدة جغرافياً عن المرج، ليشاركوهم صبحية في جوار النهر. بدأ توافد الناس من الساعة الحادية عشرة صباحاً، وبعضهم كان يأتي إلى المرج في ثمانينيات القرن الماضي، وبعضهم الآخر إمّا تعرّف عليه مؤخراً على إثر الحملة أو تعرّف عليه في الأمس للمرّة الأولى. تقول زينة، من صيدا، إنّها كانت ترتاد المرج مع زوجها منذ كان حبيبها وخطيبها، فيجلسان قرب النهر. أمّا يوسف فاضل، ابن تنورين، فيواظب مع والده على زيارة المرج للتظاهر والاعتصام ضد القضاء على هذه المساحة الطبيعية.
بعد تناول المناقيش على الصاج (معجنات) والفول والحمص، وتعارف الناس في ما بينهم، توجه العدد الأكبر منهم إلى كنيسة مار موسى الحبشي ودير القديسة صوفيا الأثريّين، حيث قرعت أجراس الكنيسة.
وجال المشاركون في النشاط في المعلمَين المهدّدَين بالتدمير كلياً في حال استمرت الأعمال في المرج.
وفي ختام الزيارة، عمد المشاركون إلى اقتلاع البوّابة الحديدية التي كان قد وضعها مجلس الإنماء والإعمار، في محاولة منهم لرفض سلطة المجلس على أراضي المرج، كما جرى نزع إشارة "احذر منطقة عمل" ورميها بعيداً وسط ترداد الهتاف الشهير: "نحن السدّ بوجه السدّ".