وقد استهجن ساسة وعدد من كبار المعلّقين في إسرائيل، وصول الأمور إلى حد أن يبدي نتنياهو كل هذا الحرص على تمثيل حركة "عوتصماه يهوديت" (المنعة اليهودية) في الكنيست المقبل، وهي الحركة التي شكّلتها قيادات سابقة في حركة "كاخ" الإرهابية اليهودية، ويمارس قادتها العنف ضد الفلسطينيين، إلى جانب تأييدهم للعمليات التي تنفذها منظمة "شارة ثمن" الإرهابية.
وقد أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنّ ميخائيل بن يائير رئيس حركة "عوتصماه يهوديت"، يقدّم، الأسبوع المقبل، خطة سياسية تقوم على طرد الفلسطينيين إلى ألمانيا، بحجة أنّ العديد من المحافظات الألمانية قد أعلنت أنّها تعاني نقصاً في الأيدي العاملة، وهو ما يمكن أن يسده الفلسطينيون الذين يتم طردهم من الضفة الغربية المحتلة، وأولئك الذين يقيمون داخل الخط الأخضر، على حد زعمه.
وذكّرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ الحاخام بنتسي غوفشتاين الرجل الثاني في هذه الحركة يرأس أيضاً منظمة "لاهفا" الإرهابية، التي تنفّذ اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين في المدن المختلطة؛ بحجة عدم السماح لهم بالاختلاط بالفتيات اليهوديات.
وقد دافع غوفشتاين، مراراً، عن إحراق الكنائس في الضفة الغربية المحتلة، والقدس المحتلة، وداخل الخط الأخضر، مستنداً إلى الفتوى التي أصدرها الحاخام موشيه بن ميمون الذي عاش في القرن الثاني عشر، والتي اعتبرت المسيحية ضرباً من ضروب الوثنية، وهو ما يلزم اليهود بعدم السماح بالتعبّد بها في أرض إسرائيل، حسب زعمه.
أما الرجل الثالث في الحركة وهو باروز مارزيل، زعيم المستوطنين اليهود في مدينة الخليل، فقد اشتهر بقيادة اعتداءات في أرجاء المدينة، وتباهى، في مقابلة أجرتها معه، مؤخراً، قناة التلفزة الإسرائيلية اليمينية "20"، بهذه الاعتداءات.
وقد هاجمت تمار زندبيرغ رئيسة حركة "ميريتس" اليسارية، بقوة خطوة نتنياهو، قائلة إنّ رئيس الحكومة يسهم في دخول ممثلين عن منظمة إرهابية إلى الكنيست المقبل". وفي تصريحات نقلها موقع "يديعوت أحرنوت"، اليوم الخميس، أضافت زندبيرغ أنّ قادة "عوتصماه يهوديت يجاهرون باقتفائهم أثر الحاخام مئير كهانا مؤسس حركة كاخ" الإرهابية.
وقال المعلّق بن كاسبيت، إنّ نتنياهو من أجل ضمان مكاسب سياسية ضيقة، وفي محاولة منه لتحصين نفسه سياسياً من الملاحقة القضائية، أضفى شرعية على مشاركة حزب جاهر قادته بتأييد المجزرة التي نفّذها الإرهابي باروخ غولدشتاين في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، في 25 فبراير/شباط 1994.
وفي مقال نشره، اليوم الخميس، موقع صحيفة "معاريف"، لفت كاسبيت إلى أنّ نتنياهو استخفّ بمصالح إسرائيل الإستراتيجية، من خلال تأجيله اللقاء الهام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقط من أجل ضمان أن يتم تمثيل "حركة عوتصماه يهوديت" في الكنيست.
أما يوسي فيرتير معلّق الشؤون الحزبية في صحيفة "هارتس"، فقد اتهم نتنياهو بالمساس بمكانة السياسة في إسرائيل، من خلال سعيه لضمان تمثيل هذه الحركة المتطرفة في الكنيست المقبل.
وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الخميس، قال فيرتير إنّ نتنياهو حوّل "السياسة في إسرائيل إلى دعارة"، مشدداً على أنّه "لا يمكن تفهّم استنفار نتنياهو لإدخال ممثلي تشكيل عنصري وإرهابي إلى الكنيست المقبل".
في المقابل، دافعت وزيرة القضاء إيليت شاكيد، عن دور نتنياهو في إدماج "عوتصماه يهوديت" في كتلة اليمين التي ستتنافس في الانتخابات المقبلة.
وفي تصريحات نقلها، اليوم الخميس، موقع "يديعوت أحرنوت"، شدّدت شاكيد على أنّ انضمام هذه الحركة لقائمة اليمين، يمنع تشتت أصواته، ويحول دون تشكيل حكومة يسارية بقيادة بني غانتس، على حد تعبيرها.