وأفادت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في بيان، بأنّ سليم خلبوس قدم استقالته من منصبه ليتولّى منصب المدير التنفيذي للوكالة الجامعية الفرانكفونية في كندا، وأن وزير التربية حاتم بن سالم، يتولى مقاليد وزارة التعليم العالي حالياً.
وانتقد تونسيون استقالة خلبوس، معتبرين أنّه ارتكب فعلاً وقد سبق أن كرر النهي عنه، وأنه يعد مثالاً سيئاً للنخب العلمية التونسية التي ترغب في الهجرة هرباً من الواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب في البلاد، ووصمه منتقدون بـ"الانتهازية"، وقال آخرون إنه قرر القفز من السفينة بعد أن تحوّلت الحكومة التي ينتمي إليها إلى حكومة تصريف أعمال، واقترب موعد رحيلها.
وكتب حساب "تونسيون ضد الفساد" على موقع "فيسبوك": "خلبوس الذي ائتمنه الشعب على مرفق عمومي باعه للخواص، ومنع مشروع الجامعة الألمانية باستثمارات قدرت بـ400 مليون يورو، ومنح فرنسا هذا الامتياز بـ30 مليون يورو فقط. سيغادر تونس دون أن يحاسبه أحد، وسيغادر غيره دون أن تكون لنا القدرة على المحاسبة".
وكتب هاني بوحامد: "خلبوس يذهب إلى كندا لاستلام مكافأته على الخدمات المقدمة للجامعات الفرانكوفونية الأجنبية الخاصة، وتدميره للتعليم العالي العمومي. مكافأة تبرز قيمة الخدمات المقدمة طيلة ثلاث سنوات. بعد الخراب قفز من المركب مغادراً البلاد".
وسيلتحق الوزير التونسي المستقيل بعمله الجديد في كندا، عبر عقد عمل مدته 4 سنوات قابلة للتجديد لمدة واحدة، وقد عمل لسنوات طويلة في جامعات تونسية في اختصاص الاقتصاد والتجارة.
وقبل أيام من استقالته، قال خلبوس، في تصريحات إعلامية، إنه سيتم تحديد سقف زمني للامتيازات التي يتمتع بها الأساتذة الذين يهاجرون للعمل في الخارج، و"بعد انقضاء الفترة التي سيقع تحديدها، على الأستاذ أن يختار بين العودة إلى تونس، أو الاستغناء عن الامتيازات وعن عمله في تونس، حتى يتسنى انتداب أساتذة شبان يحلون مكانه".
وأضاف أنه تم عقد اتفاقيات مع قطر والسعودية اللتين تستقطبان أكبر عدد من الأساتذة التونسيين، لتقوما بانتداب الأكاديميين الشبان بدلاً من الأساتذة أصحاب الخبرة الذين تحتاجهم الجامعة التونسية في ظل النقص الذي تشكو منه.
ويشهد سلك الأساتذة الجامعيين في تونس موجة هجرة غير مسبوقة، وكشفت دراسة صادرة عن اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين، أنّ "4 آلاف أستاذ جامعي تونسي هاجروا إلى الخارج، ويرغب 80% من المدرسين الجامعيين في الهجرة".
وتصنّف كتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج، الجامعيين والباحثين الأكاديميين في المرتبة الأولى من حيث نسب هجرة الكفاءات التونسية، كما تصدّرت تونس المرتبة الثانية عربيًا بعد سورية، في هجرة الكفاءات العلمية، إذ غادرها 94 ألفاً، خلال السنوات الست الأخيرة، 24% منهم من الأساتذة الجامعيين والباحثين.