تنتهي هدنة وقف إطلاق النار في سورية، بناء على اتفاق أميركي - روسي، مساء اليوم الاثنين، الساعة السابعة، دون إعلان تمديدها، من كافة الأطراف. هدنة ولدت "ميتة"، بحسب وصف المعارضة السورية، التي وثقت قرابة مائتين وعشرين خرقاً منذ بدئها أول أيام عيد الأضحى.
وتشهد المدن السورية، منذ صباح اليوم الاثنين، هدوءاً نسبياً وحذراً، وسط حالة من الترقب للمرحلة المقبلة، في ظل تجاذبات أميركية - روسية على خلفية قصف الأولى مواقع للنظام السوري في مدينة دير الزور، أول من أمس السبت.
واللافت، أن الهدنة التي استمرت لأسبوع، بدأت كما انتهت، من دون تحقيق أي من البنود التي اتفقت عليها واشنطن وموسكو، سوى وقف إطلاق النار الذي شهد معدلات منخفضة بادئ الأمر، سرعان ما تبدل إلى تصعيد كبير. وشهدت مدينة حلب، قصفاً جوياً من جانب النظام السوري والروس، قبل ساعات من انتهاء الهدنة، بينما لم تصل أي مساعدات إنسانية إلى حلب أو المدن السورية المحاصرة، كما كان مقرراً.
وفي هذا السياق، قال عضو الائتلاف السوري، سمير نشار لـ"العربي الجديد": "لم يتم تنفيذ أي من بنود الاتفاق بين الروس والأميركين، أولها إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحررة والمحاصرة، خصوصاً في مدينة حلب، حيث مئات الآلاف من المدنيين والثوار محاصرون". وأشار إلى أن "إدخال المساعدات الشرط الأول الذي تم وضعه من قبل الأميركيين حتى يتم الانتقال للبند الثاني الذي تطالب به روسيا وهو الغرفة المشتركة وتبادل المعلومات".
وتساءل نشار "لماذا لم تدخل المساعدات خلال مدة أسبوع، وهي تنتظر على الحدود السورية بانتظار موافقة النظام التي لم تأت على الرغم من أن القرار الدولي 2165 لا يطلب موافقات لإدخال المساعدات"؟ وأضاف: "لماذا لم يرسل النظام السوري الموافقة، وهل هو بموقع يسمح له بتحدى القرار الروسي؟ طبعا لا"، مرجحاً أن "تكون إيران هي من أوحت للنظام السوري بعدم السماح بدخول المساعدات".
الايحاء الإيراني هذا، يعود، بحسب نشار، إلى سببين "الأول عدم إطلاع طهران على نص الاتفاق بين الروس والأميركين، والثاني هو الرغبة في استعادة السيطرة على أغلب المناطق المحررة باستثناء محافظة إدلب المحررة، وما يجاورها، الريف الجنوبي لحلب والريف الشمالي لحماة. رفض إيران دخول المساعدات لحلب لأنها تريد استعادة السيطرة الكاملة عليها".
وأوضح المعارض السوري أن "الروس متلهفون إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الأميركيين، لكن الإدارة الأميركية كان أمامها، أولاً، مطلب دخول المساعدات، وهذا لم يتحقق، وثانياً، تحدي وزارة الدفاع والمخابرات الأميركية اللتين تعارضان تبادل معلومات حساسة مع روسيا". وأضاف "لهذه الأسباب، كان الخطأ مقصوداً بقيام الولايات المتحدة بقصف قوات النظام بدير الزور مساء السبت، وردّ طيران النظام وروسيا بقصف الأحياء المحررة من حلب أمس".
وجزم نشار أن "الهدنة تهاوت عملياً، وأصبح الاتفاق بين واشنطن وموسكو، على الأرجح، ملغياً". وتوقع عضو الائتلاف السوري أن "الأعمال القتالية ستستأنف. المعارضة أصلاً لديها تحفظات كثيرة على الاتفاق ليس فقط لأنها لم تطلع عليه، كل الدول لم تطلع عليه، لكن الأهم هو العمل العسكري المشترك ضد بعض فصائل المعارضة التي سيتم تصنيفها إرهابية، بدون أن يرد أي تصنيف للمنظمات الطائفية التي تقاتل دعماً للنظام".
ولفت إلى أن "المعارضة وقوى الثورة ودولا كثيرة ستتنفس الصعداء حين تنتهي ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما من دون أي اتفاق سياسي لأنه لن يكون حتماً في مصلحة قوى الثورة والمعارضة، وكذلك، ليس في مصلحة بعض الدول الشقيقة والصديقة. إدارة اوباما كانت محبطة جداً ومخيبة لآمال السوريين"، على حد تعبيره.