بعد فعاليات الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي صادف يوم أمس، هل نردد الصرخة العربية القديمة راحت السكرة وجاءت الفكرة؟ وهل وضع النساء في العالم يستحق الاحتفال أم النضال؟ وهل نحتفل بالإنجازات التي حققتها المرأة في مجالات كثيرة في العالم؟ أم نحيي ذكرى ثورة النساء بعد أكثر من مئة عام حتى لا ينسى العالم حقيقة ما تعانيه المرأة عالمياً؟
نظرة إلى بعض الإحصاءات، ربما تفيد في قراءة المشهد النسوي العالمي:
* هناك ١٠ ملايين فتاة من دون تعليم في المدارس أكثر من الصبية على مستوى العالم (١)
* النساء يشكلن ثلثي حجم أمية القراءة والكتابة التي تقدّر بحوالى ٧٨٠ مليون أمي في العالم (١)
* تعاني امرأة من بين كل ثلاث نساء من العنف البدني أو الجنسي (٢)
* في استراليا وكندا وجنوب أفريقيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية يتسبّب العنف من جانب شريك الحياة في ٤٠٪ إلى ٧٠٪ من جرائم قتل النساء (١)
* حوالى ١٤٠ مليون فتاة وامرأة في أنحاء العالم عانين الختان أو تشويه الأعضاء التناسلية خلال عام (١)
* في أرجاء الأرض لم تصل من النساء إلا نسبة ٢٠٪ إلى مقاعد البرلمانات في نهاية عام ٢٠١٢. و قد جاءت بريطانيا (٤)، على سبيل المثال، في المركز رقم ٥٨ على مستوى العالم في عدد النساء في البرلمان. وبمعدل التطور الحالي يتوقع أن يتساوى عدد مقاعد النساء مع الرجال بعد حوالى ١٥٠ سنة! (٥)
* بعد أكثر من أربعين عاماً على إقرار قانون المساواة في بريطانيا، ما تزال النساء هناك تعانين فجوة تقدّر بحوالى ١٥٪ في الدخل مقارنة بالرجال، بما يعني أنه من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى نهاية كل عام تعمل النساء مجاناً، بينما يستمر الرجال في الحصول على دخلهم. (٣)
هذه فقط "بعض" الإحصاءات، وهي إما على مستوى العالم أو على مستوى الدول "المتقدمة"، إذا ما راعينا واجب الاحتفاء وابتعدنا عن العالم العربي وإحصاءاته التي ربما تكون أكثر إحباطاً.. والسؤال هنا: هل نحتفل؟ وبماذا نحتفل؟ وبأي طريقة؟