لم تحمل الأرصاد الجوية المغربية منذ أسابيع، أي خبر سارّ للمزارع لمحمد البشعيري، في منطقة البروج، فقد انحبست التساقطات المطرية منذ فترة، ويبدو أن مرحلة الشحّ هذه ستطول. ويشير البشعيري في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن المزارعين يؤكدون أن موسم الحبوب هذا العام، سيكون ضعيفاً جداً.
ويرى أن قلة التساقطات المطرية في العام الحالي، وخاصة في الفترت الحاسمة في نموّ مزروعات الحبوب، يؤثر على معنويات المزارعين، الذين يترددون في معالجة النباتات التي قد تزحف عليها الأمراض، خوفاً من ازدياد الأكلاف في موسم غير مشجع.
ودأبت الحكومة في مثل هذه المواسم، التي تعرف انحباس الأمطار، على مساعدة المزارعين الصغار لإعادة جدولة ديونهم.
ويشير عدد من المزارعين، إلى أن محصول الحبوب هذا العام سيقل عن توقعات الحكومة التي تراهن على 70 مليون قنطار، بعد بلوغ 103 ملايين قنطار في العام الماضي.
ويخصص المغرب نحو 4.5 ملايين هكتار للحبوب، إلا أن 85 في المائة من تلك الأراضي ترتهن للتساقطات المطرية، ما يبرر مستوى المردودية المنخفض في تلك الزراعة.
وأطلق المجمع الشريف للفوسفات، في سبتمبر/ أيلول الماضي، حملة لمساعدة مزارعي الحبوب، على استعمال أسمدة توافق طبيعة التربية، بما قد يفضي إلى زيادة المردودية.
وقام المجمع بتحليل التربة في بعض المناطق، إذ أرشد المزارعين إلى استعمال تركيبة من الأسمدة، تزيد الإنتاجية المستهدفة من المزارعين.
وتقول جميلة عدني، المسؤولة عن تطوير السوق المحلية بالمجمع الشريف للفوسفات، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن نتائج تلك التجربة، سيجري تقييمها في سبتمبر/ أيلول المقبل، بعد موسم حصاد الحبوب.
ووصل مخزون المياه في السدود إلى 9.6 مليارات متر مكعب، إلا أن انحباس المطر في فبراير/ شباط الماضي، ينطوي على خطر تراجع محصول الزراعات، وخاصة الحبوب التي يراهن عليها المغرب كثيراً.
وكانت المندوبية السامية للتخطيط، توقعت تراجع وتيرة نموّ القيمة المضافة للقطاع الزراعي إلى 0.1 في المائة في العام الحالي، عوض 3.8 في المائة في العام الماضي و13.2 في المائة في 2017.
ويؤثر تراجع القيمة المضافة الزراعية على النموّ الاقتصادي، الذي ينتظر أن يتراجع إلى 2.9 في المائة في العام الحالي، مقابل 3 في المائة في العام الماضي. ووصلت واردات المغرب من القمح في العام الماضي 2018 إلى نحو 956 مليون دولار، مقابل 874 مليون دولار في 2017.