تعرب أوساط سياسية سعودية، في الفترة الأخيرة، عن انزعاج تتسع دائرته داخل دوائر سعودية رسمية، إزاء ما تعتبره خلطاً يقوم به الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بين رأيه الشخصي الذي يتبنّى الموقف المصري الرسمي من جهة، وموقف الجامعة من جهة ثانية، بشأن حل الملف السوري وتوصيف "الأزمة" هناك.
انزعاج علمت "العربي الجديد" أنه وصل إلى درجة بعْث رسالة سعودية إلى الأمانة العامة محورها تصريحات أبو الغيط التي هاجم فيها أصحاب الرؤية التي تتبنّى حلاً لا يشمل بقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وهو الرأي الذي تتبناه الرياض وقطر، ودول أخرى مركزية في المنطقة مثل تركيا.
ويندرج هذا التطور في خانة ما تمرّ به العلاقات بين مصر والسعودية، أخيراً، في أعقاب تصويت مصر لصالح مشروع قرار روسي في مجلس الأمن بشأن الأوضاع في حلب السورية، وتوقف النفط السعودي إلى مصر. ومن شأن الموقف المتوتر إزاء شخص أبو الغيط، أن يزيد من تعقيدات العلاقات المصرية السعودية، وأن يقلل من احتمالات نجاح وساطات عديدة، أبو الغيط جزء منها، تم الحديث عنها في الفترة الماضية لعلّها تساهم في اجتياز المرحلة الحساسة في العلاقات بين البلدين المصرين، على الرغم من عدم تسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام.
وعن هذا الموضوع، يكشف مصدر مصرفي مصري، لـ"العربي الجديد"، أن "وقْف شركة أرامكو السعودية إمدادات المشتقات البترولية للقاهرة تسبب في نزيف وخسارة للاحتياطي النقدي"، موضحاً أنه "لولا القرار السعودي لما استنزفنا نحو مليار و500 مليون دولار من مواردنا بالدولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للسوق المصري من المواد البترولية حتى لا تتسبب في أزمة فادحة"، وفق قوله.