ويأتي عقد المؤتمر هذا العام، بموجب ما سماه معهد "هرتسيليا" المتعدد المجالات، وفق الرؤية التي طرحها الرئيس الإسرائيلي ريفلين العام الماضي، ودعا فيها إلى بلورة ما وصفه بـ"هوية إسرائيلية جديدة في دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية"، على حد زعمه.
وركزت جلسة الافتتاح على "رؤيا" ريفلين من أجل صوغ "هوية إسرائيلية مشتركة"، جامعة لما يطلق عليه ريفلين "القبائل الأربعة" المكونة للمجتمع الإسرائيلي، وهي بحسب تعريفه: "العلمانيون، والصهيونية الدينية، والحريديم، والعرب".
ويدعو ريفلين إلى بناء الهوية المشتركة تحت السقف الإسرائيلي، من خلال ضمان الهوية الإثنية لكل مركب، مع ضرورة أن يتحمل الشقان غير الصهيونيان في المعادلة الإسرائيلية: الحريديم والعرب، "تقاسم العبء القومي للدولة وضمان المساواة التامة في إسرائيل اليهودية والديمقراطية".
وشارك في الجلسة الافتتاحية عدد من قادة الأحزاب الإسرائيلية، وفي مقدمتهم رئيس البيت اليهودي نفتالي بينت، وزعيم حركة شاس أريه درعي، ورئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة، وزعيمة حركة "ميرتس" زهافا جلئون.
وألقى النائب عودة كلمة في الجلسة الافتتاحية، طالب فيها بضمان المساواة للعرب في الداخل، وحل مشكلة المهجرين في الوطن، والاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها في النقب، داعياً إلى مصالحة تاريخية تشمل أيضا الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت عام 48، وإلى اعتماد تسوية تقوم على حل الدولتين، دون أن يتطرق إلى حملات التحريض ضد الفلسطينيين في الداخل، أو إلى شعار ريفلين بكون إسرائيل "دولة يهودية وديمقراطية".
ويشار إلى أن عودة ليس أول نائب عربي يشارك في هذا المؤتمر الذي يخصص عادة لمناقشة التحديات الأمنية والاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل، ويحضره عادة كل من وزير الأمن الإسرائيلي، ورئيس شعبة الاستخبارات في الجيش، ورئيس الحكومة، فقد سبق أن شارك قبله عضوا الكنيست، أحمد طيبي، ومحمد بركة في مؤتمرات سابقة.
وتشكل المشاركة في هذا المؤتمر نوعاً من التراجع في الخطوط الحمراء التي كانت تضعها الأحزاب العربية، خاصة في ما يتعلق بالمشاركة في مؤتمرات تناقش الأمن القومي الإسرائيلي، وتحديداً في هذا المؤتمر الذي كان خصص نسخته الأولى قبل 16 عاماً، لمناقشة الخطر الديمغرافي على إسرائيل من اقتراب فقدانها للأغلبية اليهودية في الداخل، واقتراب تحوّل العرب الفلسطينيين إلى أغلبية السكان بين النهر والبحر.
وتستمر أعمال المؤتمر حتى بعد يوم غد، الخميس. ومن المقرر أن يلقي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتسي هليفي، غداً الأربعاء، كلمة تشمل استعراضاً للتحديات الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل. كما سيتحدث في المؤتمر أيضاً، وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر. ولم يعرف بعد ما إذا كان بنيامين نتنياهو سيشارك في المؤتمر أم لا.