واستهل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، المؤتمر بتلاوة رسالة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى المشاركين في المؤتمر، ثم تولى مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، إدارة الجلسة.
وتمت دعوة بعض الشخصيات السورية إلى خشبة المسرح للمشاركة في الجلسة ضمن لجنة إدارة المؤتمر، بمن فيهم بعض ممثلي معارضة الخارج مثل رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، قدري جميل، ورئيس تيار "قمح"، هيثم مناع، ورئيس تيار "الغد السوري" أحمد الجربا، وذلك قبل قطع بث الجلسة عن المركز الإعلامي لمواصلتها خلف أبواب مغلقة بعيدا عن الكاميرات.
بداية متعثرة
وفيما أفادت مصادر في أروقة مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بوقت سابق اليوم، لـ"العربي الجديد"، بانسحاب الوفد التركي من قاعة المؤتمر، بالإضافة إلى توجّه المبعوث الأممي إلى سورية، للانسحاب من المؤتمر أيضا، من دون أن يعلن ذلك بشكل رسمي، ذكرت مصادر إعلامية أن الوفد التركي، عاد للمشاركة، على الرغم من أنه لم يظهر في الجلسة الافتتاحية.
وأوضحت المصادر أن توجّه الأتراك ودي ميستورا للانسحاب يعود إلى نشوب خلافات بين روسيا وتركيا والمبعوث الأممي.
وعقب خروج الوفد التركي من القاعة، تم قطع بث فعاليات المؤتمر عن المركز الإعلامي، بعد تأخير كبير في انطلاق الجلسة، كما تم إخراج جميع المصورين من القاعة.
وتضاربت الأنباء حول تعليق كل من وفد الأمم المتحدة والوفد التركي، المشارَكة في "مؤتمر الحوار الوطني" بسوتشي، بعد المعاملة السيئة من قبل روسيا لوفد المعارضة السورية.
وقالت مصادر إن هناك خلافا بين الوفد التركي وروسيا على نقاط تتعلق بالمؤتمر، منها المقترح الروسي، الذي نصّ على تشكيل ست لجان دستورية مناصفة بين المعارضة والنظام، وتكون هي المرجعية، في حين طرحت تركيا والمعارضة تشكيل لجنة واحدة، هي اللجنة الدستورية وتكون مرجعيتها الأمم المتحدة.
ومع ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، أن التأخير في انطلاق المؤتمر يعود إلى "انتظار بعض المشاركين".
ونقلت الوكالة عن نائب مدير المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، قوله إنه "كانت هناك بعض المشكلات مع مجموعة تمثل المعارضة المسلحة قادمة من تركيا ربطت مشاركتها بشروط إضافية".
وأضاف كوجين، أن لافروف أجرى، صباح اليوم، اتصالين هاتفيين مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، وتم احتواء المشكلة، وأن مجموعة المعارضة موجودة في مبنى مطار سوتشي.
وتلقّت وفود المعارضة السورية القادمة من خارج وداخل سورية إلى سوتشي، أمس الإثنين، معاملة وُصفت بالسيئة من قبل السلطات الروسية، عند وصولهم إلى المطار في مدينة سوتشي.
ونقلت مصادر إعلامية عن أعضاء في وفود المعارضة أن الوفود لاقت معاملة سيئة من السلطات الروسية في المطار، حيث تم احتجازها لساعات من دون أي خدمات أو مكان للجلوس حتّى، مشيرة إلى أن معظم أعضاء الوفود المعارضة قرروا العودة إلى تركيا، صباح اليوم، بسبب خلاف على وضع علم النظام على بطاقات الحضور.
وأفادت مصادر لـ"العربي الجديد"، بأن وفد المعارضة قرر العودة من مطار سوتشي إلى أنقرة وعدم المشاركة في المؤتمر، بعد رفض السلطات الروسية إزالة الشعارات وأعلام النظام من المؤتمر، والمعاملة السيئة للوفد في المطار.
ونشرت "وكالة ستيب للأنباء" المحلية، صورا لأعضاء من وفود المعارضة التي وصلت إلى مطار سوتشي يجلسون على الأرض في أحد الممرات المؤدية إلى صالات المطار.
ونقلت الوكالة عن مصدر خاص أنّ قائمة الذاهبين من المعارضة ضمت العميد أحمد بري من "الجيش السوري الحر"، ورئيس وفد فصائل المعارضة السورية العسكري إلى أستانة أحمد طعمة.
وضمت القائمة معظم وفد أستانة العسكري، بالإضافة إلى ممثلين عن "المجلس الإسلامي السوري"، ووفد عن الفصائل العسكرية التي شاركت سابقا في عملية "درع الفرات"، ويشارك في الوقت الحالي بعملية "غصن الزيتون".
وقالت مصادر إن عدد الأشخاص الواصلين من المعارضة السورية بلغ 120، في حين أعلن خمسون آخرون، أمس، عن مقاطعتهم المؤتمر.
من جهتها، أصدرت الهيئة السياسية وغرفة العمليات المشتركة لفصائل دير الزور التابعة للمعارضة السورية، بيانا أعلنت من خلاله فصل كل من العميد أحمد جديع والمقدم إسماعيل ملا عمير، بسبب مشاركتهما في مؤتمر سوتشي. ونوه البيان إلى أن المفصولين لا يمثلان الهيئة السياسية في سوتشي وغيره من المؤتمرات.
وأكدت مصادر أن فصيل "جيش النصر" التابع للمعارضة السورية فَصَل "مهند محمد جنيد"، مسؤول العلاقات الخارجية في الفصيل، لمخالفته القرارات الصادرة عن القيادة العامة لـ"جيش النصر" والذهاب إلى سوتشي.
وكان فصيل "جيش الإسلام"، المشارك في محادثات أستانة ومفاوضات جنيف، قد أعلن، في بيان له مؤخرا، التبرّؤ من المشاركين في المؤتمر وإدانة المشاركة فيه.
(شارك في التغطية جلال بكور من إسطنبول)