غرقت المدن اليمنية في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من البلاد، في وقت أعلنت فيه وزارة الكهرباء أن هذا الانقطاع نجم عن تعرض خطوط نقل الكهرباء لعمل تخريبي.
وانقطعت الكهرباء عن العاصمة صنعاء وجميع المدن اليمنية منذ الساعة الخامسة من فجر الإثنين، فيما توقعت وزارة الكهرباء استمرار انقطاع الكهرباء بسبب توقف محطة مأرب عن العمل، وانعدام الديزل المخصص لمحطات الكهرباء المحلية في المدن.
وأوضح مصدر مسؤول في غرفة العمليات المشتركة في وزارة الكهرباء أن خطوط نقل الطاقة بمنطقة الجدعان، بمحافظة مأرب أيضاً، تعرضت لاعتداء تخريبي من قبل مسلحين قبليين.
وأشار المصدر إلى أن المسلحين بمنطقة الجدعان يمنعون الفرق الفنية التابعة للكهرباء من الدخول لإصلاح الأضرار، التي نتجت عن الاعتداء بالمنطقة، لافتاً إلى أنه يجري حالياً التنسيق مع الجهات العسكرية والأمنية بمأرب للسماح للفرق الفنية بالدخول وإصلاح الأضرار.
وأكد مصدر في مؤسسة الكهرباء اليمنية، لـ"العربي الجديد"، أن قطاع الكهرباء وصل إلى مرحلة الانهيار، مشيرا إلى أن عمليات التخريب وعدم توفر الوقود المخصص لمحطات التوليد سيؤدي إلى انقطاع الكهرباء بشكل تام عن جميع مناطق البلاد.
وأوضح المصدر أنه في ظل الأوضاع الحالية سيصل عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى 22 ساعة كل 24 ساعة.
وتغرق المدن اليمنية في الظلام منذ بداية العام، حيث كانت الكهرباء تنقطع لمدة 8 ساعات، قبل أن ترتفع هذه المدة إلى 15 ساعة بعد بدء عملية "عاصفة الحزم".
وأطلقت مؤسسة الكهرباء اليمنية، اليوم الإثنين، تحذيرات من انهيار منظومة الكهرباء بشكل كلي، بسبب العجز المالي الذي تعانيه، مؤكدة أن الوضع الحالي كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وتوقع مصدر مسؤول في المؤسسة أن يتوقف إنتاج الكهرباء بشكل كامل في غضون أيام قليلة، بسبب عدم توفر المواد الضرورية لإنتاج الطاقة الكهربائية، مؤكدا أن انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى معاناة إنسانية تتمثل في انعدام المياه وتأثر الخدمات الصحية من مستشفيات ومراكز صحية.
وتنتج اليمن 800 ميجاوات من الكهرباء، نصفها تقريباً من محطة مأرب التي تنتج 340 ميجاواتاً، في حين يتم شراء 460 ميجاواتاً من شركات خاصة للطاقة، علماً بأن حاجيات البلاد تناهز ألفي ميجاوات.
وأدت الفوضى الأمنية والأعباء المالية للحكومة إلى تدهور قطاعة الطاقة، وكانت وزارة الكهرباء اليمنية قد حذرت من التوقف التام لخدماتها بسبب الأزمة السياسية في البلاد، وطالبت الحكومةَ اليمنيةَ بتقديم العون لها للحيلولة من الوصول إلى مرحلة الانهيار.
وحذر تقرير حديث لوزارة الكهرباء في اليمن من توقف خدماتها بسبب الأزمة السياسية، وتعرض محطات الكهرباء وخطوط الإمداد لخسائر فادحة جراء اعتداءات وأعمال تخريب.
وأوضح التقرير، الذي صدر منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن خطوط نقل التيار بين صنعاء ومحطة مأرب الغازية، تعرّضت لنحو 64 اعتداء، إضافة إلى اعتداءات تخريبية طالت خطوط الكهرباء في محافظات الحديدة وتعز وأمانة العاصمة وعدن وأبين منذ عام 2011.
وقدر التقرير نفسه خسائر مؤسسات الكهرباء في اليمن بنحو 34 مليار ريال (156 مليون دولار)، منها 15 ملياراً، جراء تخريب خط صنعاء - مأرب، ومناطق المواجهات العسكرية في صنعاء، إضافة إلى 19 ملياراً عجزت المؤسسة عن تسديدها للمستثمرين في قطاع الطاقة وشركة النفط وقيمة قطع غيار.
اقرأ أيضاً:
المعارك توقف إنتاج الغاز في اليمن