"بتُّ أنا الرجل والمرأة في المنزل. أنا التي أهتمُّ بجلب الإعانات والمساعدات. أعمل لدى إحدى العائلات في الخدمة المنزلية. زوجي بالكاد يجد عملاً. وبصراحة، لست راضية عن ما أقوم به. لقد ضاعت أنوثتي. كنت في سورية الملكة في الأسرة. لم أكن أخرج من المنزل. كان زوجي يهتمُّ بكل شيء". تعبّر هذه السيدة السورية اللاجئة إلى لبنان عن وضعها ووضع الكثير من النساء السوريات اللاجئات. هناك 16 في المائة من الأسر تعيلها نساء، بحسب تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان حول الظروف المعيشية للاجئين السوريين إلى لبنان لعام 2014.
تبدّلت الأدوار. لم يعد بإمكان الرجال إعالة أسرهم وحدهم كما كانت عادتهم في سورية. الوظائف للرجال، وإن وجدت، فهي متدنية الأجر أو موسمية. دُفعت النساء إلى البحث عن وظائف بالشهادات البدائية التي يمتلكنها، يجدن وظائف بأجر زهيد.
واقع اللجوء هذا أدى إلى قلب الأدوار بين النساء والرجال. انقلبت الأدوار حصراً في الحيّز العام، ولم يقابلها قلب للأدوار في المنزل. بقيت النساء هن من يتحملن العبء المزدوج. الطبخ والتنظيف وخلافه في المنزل بقي من نصيبهن. لم يتوقف الأمر هنا. الماء والطعام بات بحساب. لتضمن أن يكفي الطعام أفراد الأسرة لا سيما الذكور، تقتصّ النساء وجبات يومية، ليكتفين بوجبة واحدة كي يأكل الأطفال والرجال. استخدام الماء أيضاً بات بحساب. أحياناً قد تبقى النساء بلا استحمام لعدة أيام من أجل توفيره للشبان (العاملين أيضاً) أو للرجال.
****
"عُرض عليّ العمل في إحدى الورش. طُلب مني إنزال حمولة من حجر الباطون مقابل ثلاثة دولارات أميركية، وتعبئة حمولة مشابهة في الشاحنة الصغيرة بنفس المبلغ. شعرت بالإهانة. لم أقبل العمل. فضّلت أن أعود إلى المنزل بلا عمل ولا مال. أحياناً لا نملك ثمن رغيف خبز. حين تسألني زوجتي عما عليها القيام به لتحضير الطعام، أقوم بضربها. أجل أضربها. أخجل من نفسي. لا هي تعلم لماذا ضربتها، ولا أنا أعلم أيضاً. أفضّل البقاء في المنزل على أن تهان كرامتي". هذا الرجل هو لاجئ سوري إلى لبنان. هو أيضاً يعبّر عن واقع فئة غير قليلة من الرجال اللاجئين.
أثّر واقع اللجوء على عمق العلاقات بين النساء والرجال داخل الأسرة. انقلبت الأدوار، لكن لم يصاحبها انقلاب في موازين القوة. جلب النساء للمال لإعالة الأسرة لم يصاحبه رضى نفسي أو سلطة. تعزّز الشرخ وازداد التوتر والقلق، وتفاقم العنف. مفاهيم بعض الأشخاص للرجولة والأنوثة أعقد من أن يتم حلّها بقلب للأدوار، وأعمق من أن تتغير بورشة عمل أو بجلسة تثقيفية.
* ناشطة نسوية
تبدّلت الأدوار. لم يعد بإمكان الرجال إعالة أسرهم وحدهم كما كانت عادتهم في سورية. الوظائف للرجال، وإن وجدت، فهي متدنية الأجر أو موسمية. دُفعت النساء إلى البحث عن وظائف بالشهادات البدائية التي يمتلكنها، يجدن وظائف بأجر زهيد.
واقع اللجوء هذا أدى إلى قلب الأدوار بين النساء والرجال. انقلبت الأدوار حصراً في الحيّز العام، ولم يقابلها قلب للأدوار في المنزل. بقيت النساء هن من يتحملن العبء المزدوج. الطبخ والتنظيف وخلافه في المنزل بقي من نصيبهن. لم يتوقف الأمر هنا. الماء والطعام بات بحساب. لتضمن أن يكفي الطعام أفراد الأسرة لا سيما الذكور، تقتصّ النساء وجبات يومية، ليكتفين بوجبة واحدة كي يأكل الأطفال والرجال. استخدام الماء أيضاً بات بحساب. أحياناً قد تبقى النساء بلا استحمام لعدة أيام من أجل توفيره للشبان (العاملين أيضاً) أو للرجال.
****
"عُرض عليّ العمل في إحدى الورش. طُلب مني إنزال حمولة من حجر الباطون مقابل ثلاثة دولارات أميركية، وتعبئة حمولة مشابهة في الشاحنة الصغيرة بنفس المبلغ. شعرت بالإهانة. لم أقبل العمل. فضّلت أن أعود إلى المنزل بلا عمل ولا مال. أحياناً لا نملك ثمن رغيف خبز. حين تسألني زوجتي عما عليها القيام به لتحضير الطعام، أقوم بضربها. أجل أضربها. أخجل من نفسي. لا هي تعلم لماذا ضربتها، ولا أنا أعلم أيضاً. أفضّل البقاء في المنزل على أن تهان كرامتي". هذا الرجل هو لاجئ سوري إلى لبنان. هو أيضاً يعبّر عن واقع فئة غير قليلة من الرجال اللاجئين.
أثّر واقع اللجوء على عمق العلاقات بين النساء والرجال داخل الأسرة. انقلبت الأدوار، لكن لم يصاحبها انقلاب في موازين القوة. جلب النساء للمال لإعالة الأسرة لم يصاحبه رضى نفسي أو سلطة. تعزّز الشرخ وازداد التوتر والقلق، وتفاقم العنف. مفاهيم بعض الأشخاص للرجولة والأنوثة أعقد من أن يتم حلّها بقلب للأدوار، وأعمق من أن تتغير بورشة عمل أو بجلسة تثقيفية.
* ناشطة نسوية